استنكر رئيس الوزراء التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، بن علي يلدريم مطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكيةلتركيا بتقديم أدلة على ضلوع فتح الله غولن (زعيم تنظيم الكيان الموازي الإرهابي) المقيم في بنسلفانيا، في محاولة الانقلاب العسكري الذي شهدتها البلاد مساء الجمعة الماضية. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها يلدريم ، الثلاثاء، باجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وقال يلدريم مخاطباً واشنطن نحن على أتم استعداد لتقديم كافة الأدلة ولكن.."هل كانت لديكم أدلة عندما جمعتم المشتبهين بأحداث 11 سبتمبر في غوانتنامو؟ لماذا تصرون على طلب أدلة، بخصوص فتح الله غولن، بينما محاولة الانقلاب في تركيا واضحة للغاية، والأدلة ماثلة للعيان، في حين أنكم لم تبحثوا عن أدلة بخصوص بن لادن". وأضاف يلدريم في كلمة له بالبرلمان التركي، الثلاثاء، أن بلاده ستلجأ إلى إعادة النظر في صداقتها مع واشنطن في حال عدم تسليم الأخيرة فتح الله غولن، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت الجمعة الماضية. وأضاف يلدريم لم تبحثوا عن أي أدلة لتورط بن لادن في الأعمال الإرهابية فلماذا الإصرار على مطالبتنا بتقديم أدلة على تورط فتح الله غولن المقيم لديكم. وتابع يلدريم أن "جميع الانقلابات سيئة وقاتلة، وخيانة للإرادة الشعبية، إلا أن الانقلابات السابقة التي شهدتها تركيا لم تكن على نفس درجة سوء ودناءة محاولة الانقلاب الأخيرة. لم يسبق لأي انقلاب شهدته تركيا ، أن كان بإدارة خائن يرتدي لباس رجل دين، ولم يسبق أن رفع انقلاب السلاح في وجه الشعب، او قصفه من الجو، او قصف مبنى البرلمان". وأشار يلدريم إلى أن الانقلابيين استغلوا فرصة مكافحة تركيا منظمة الكيان الموازي الإرهابية من جهة ، ومكافحة منظمة بي كا كا الانفصالية الإرهابية من جهة أخرى، مضيفا أن الإرهابيين قد يكون بوسعهم إيذاء الشعب التركي العظيم، إلا أنهم لن يتمكنوا من تركيعه. وقال يلدريم "إن 15 تموز/ يوليو أظهر أن قوة الدبابة لم تستطع هزيمة قوة الشعب، وأن قوة هذه الأمة لا تنبع من الدبابة، وإنما من الشعب". وأفاد يلدريم أن أبواب البرلمان التركي مفتوحة الآن، بفضل الشعب العظيم الذي خرج إلى الشوارع، ووقف أمام الدبابات، والرصاص والصواريخ. وأعرب يلدريم عن تهنئته للنواب الأتراك وفخره بهم، لقدومهم إلى مبنى البرلمان ليلة المحاولة الانقلابية، واستمرارهم في العمل حتى الصباح، رغم القصف الذي تعرض له المبنى. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صرح أمس أن السلطات التركية ستقدم خلال الأسبوع الحالي طلبات خطية إلى العديد من الدول الغربية والإفريقية، على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتسليم المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا. وفيما يتعلق بالطلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية تسليم فتح الله غولن، قال أردوغان إنه يتم حاليا تحضير الأوراق المطلوبة، وسيُقدم طلب التسليم خلال عدة أيام، مشيرا إلى أنه سبق وطلب شفويا، عدة مرات، من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تسليم غولن، كما تقدم وزير الخارجية التركي بطلب مماثل. وأضاف يلدريم أنه في حال لم تستجب الولاياتالمتحدة لطلب تسليم فتح الله غولن، وفقا لاتفاقية تسليم الجرمين بين البلدين، فإن تركيا ستتوقف عن تسليمها الأشخاص الذين تطلبهم، ممن يواجهون اتهامات في الولاياتالمتحدة. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع ل"منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال هذه المحاولة.