بدأ جميع الفرقاء يشعرون بلهب اللعب بورقة العنف تحرق أصابع القدمين والرجلين ، من السهل اشعال النار لكن قد يكون اطفاؤها صعباً إن لم يكن مستحيلاً ، ولذلك حضروا إلى الأزهر لتوقيع وثيقة (نبذ العنف) كأهم عمل حتى الآن وحتى مغرب أمس بدأت المظاهرات بطابع سلمي، المظاهرات السلمية مثل الماء عندما يسيل لابد أن يزرع زرعاً وينتج ثمراً مهماً إذا كان من يقف وراءها. نأمل أن الجميع تعلم الدرس والأخطر من العنف التغطية السياسية للعنف ثم عليهم أن يفهموا أنهم ليسوا وحدهم فهناك الكثير من أعداء مصر في الاقليم والعالم ، وإسرائيل ليست وحدها،فهناك آخرون مفزوعون من أن تتحول مصر إلى دولة ديمقراطية ذات مؤسسات قوية ، هم لايكرهون الإسلاميين ولكنهم يكرهون أن تكون مصر قوية سواء حكمها الاسلاميون أو القوميون وحتى الاقباط ، العرب هم يريدون مصرضعيفة تشبه «حسني مبارك»، هذا التدخدل الخارجي«سيأكل الثوم» بفم المعارضة وستذهب هي ومصر في ستين داهية. الملاحظة الأهم دور شباب الثورة في لقاء الوحدة والتقارب والوقوف ضد العنف ومع الحوار ، حيث تبنوا دعوة الجميع كمصريين ، هذا موقف عظيم يجب أن يقتدي به شباب الثورة في اليمن ، دعونا من تسلم الشباب السلطة فمثل هذا الكلام حق يراد به باطل. الشباب ليسوا حزباً، الشباب أمة وشعب وروح فاعلة ومهمتهم حماية الثورة والضغط على الكبار الذين لن يغيبوا من الساحة بصورة مباغتة وتسليمهم القيادة للشباب لا يأتي بقرار ولا حتى بثورة ,لأن الثورات تأتي لتغيير الأوضاع بقيم جديدة وليس برمي الكبار إلى البحر، الكبار يأتون و يذهبون بحسب سنن وقواعد ومن هو شاب اليوم غداً كبير ، تذهب الأجيال وتأتي بصورة طبيعية ومتدرجة بحسب سنن الفناء والبقاء في الحياة والسياسة التي هي جزء من حياة الأمم . ومهمة الشباب في هذه المرحلة ليسوا طلاب سلطة وإنما التضحية والمساهمة بالجديد لأنهم لايحملون عقد الماضي ولايتحدثون عن السلطة ومحاربة آبائهم بقدر أداء دور الضاغط القوي لتحقيق أهداف الثورة ومبادىء الحرية وقيم الديمقراطية والمساواة والعدل واطفاء الحرائق السياسية لا إشعالها. يقاومون الأجندة الخارجية والمظاهر التدميرية واجبار الساسة على ترك أحقادهم واستجرار الماضي ودفعهم دفعاً إلى الصواب …لإعادة عقد الخمسينيات والستينيات المتخلفة وتجديد الكراهية والاقصاء الذي يولد العنف والخراب .. تحية لشباب ثورة مصر.