أول جريمة ارتكبها المعتوه "معمر القذافي" لم يعلن عنها حتى يومنا هذا، فما أن أعلن العقيد القذافي قيام الثورة في ليبيا وأنها ثورة عربية عروبية، فقد رأى الرئيس المغفور له جمال عبدالناصر أن صوتا عربيا جاراً لمصر وامتدادا لصوت العروبة حتى قام بزيارتهم وأعلن عندما شعر بإندفاع معمر القذافي نحو العروبة والوحدة فأعلن بصوته انني لم اعد أخشى على القومية العربية بوجود القذافي. ولكن القذافي بدأ يتفاعل مع خياله، ففي عهد أنور السادات خرج على رأس مظاهرة إلى الحدود المصرية الليبية وحطم ما أقيم من إشارات للحدود هاتفا بقيام الوحدة مقتنعا بأنه الوريث للزعامة وقيام الوحدة بين مصر وليبيا وهو على رأسها، وقام الرئيس السادات بضرب المظاهرة، وأعلن أن القذافي مختل عقليا، وكان رد الفعل عند القذافي هو أن جمع كل الفلسطينيين في ليبيا ورمى بهم على الحدود الليبية المصرية قائلا : إذهبوا إلى ياسر عرفات والتحقوا به وكأنه الوطني الوحيد في الأرض العربية والمسؤول عن قضية فلسطين عندما أعلن الفلسطينيون إتفاقية "أوسلو"، أما ما كان خارج الحدود العربية، فقد أعلن القذافي قيام الجمهورية العربية الإشتراكية الإسلامية وخلاف ذلك من أوصاف جعل البعض يخشون هذا الزعيم الإسلامي القادم، فكانت الجريمة التالية تقع في "كمبوديا" حيث أعلن الخمير الحمر عبر مكبرات الصوت "أن على المسلمين أن يتجمعوا في الأماكن التالية لنقلهم بالطائرات الليبية إلى طرابلس، وراح المسلمون يتجمعون في الأماكن المحددة، وإذا بالرصاص ينهمر عليهم ويبيدهم، وأحس بقية المسلمين أن هناك مؤامرة فراحوا يتسللون عبر المياه المحيطة بهم، وكان أقرب الحدود إليهم هي مقاطعة "كوتابارو" – "كالانتان" بماليزيا"، وقد أتيحت لي فرصة لقائهم وكان عددهم خمسون ألف مسلم كمبودي استقبلتهم ماليزيا وأحسنت وفادتهم، وهنا أشير إلى ذلك الصوت المنكر الذي خرج بصوت معمر القذافي عبر وسائل الإعلام ليقول أنه حامي حمى الإسلام، وراح يوزع الملايين والمليارات النفطية على الزعماء الأفارقة وغيرهم، ويطلق على نفسه لقب ملك ملوك إفريقيا، وهكذا كانت مصيبة الإسلام والمسلمين والأفارقة – بزعيم فقد عقله وأراد أن يجعل من نفسه آلهة فأساء للعروبة والإسلام.