تتنافس الشركات الرائدة في مجال النفط للمشاركة في الصفقة الأكبر في العالم التي طرحتها الإمارات العربية المتحدة – رابع أكبر دولة مصدّرة للنفط. وبحسب موقع Energy-daily، تقود الصين دفة المناقشات، بعد استبعاد كبار قادة الغرب من الساحة في ظل تحوّل الشرق الأوسط الى التعامل التجاري مع الدول الآسيوية. كما أنه تم استبعاد شركة " بي-بي " البريطانية من الصفقة – التي تتضمن ما يصل الى نصف انتاج دولة الإمارات من 3 ملايين برميل يوميا – بسبب انتقاد البرلمان البريطاني لممارسات دول الخليج الفارسي في مجال حقوق الإنسان، وذلك رغم أنها واحدة من أربع شركات غربية كبرى تملك حصة في اتفاق الامتياز الحالي الذي دام 75 سنة. وتقوم دول الخليج بتصدير كميات متزايدة من النفط الى دول آسيا، خاصة الصين، الهند واليابان. ومن المرجح أن تزداد هذه الكميات في المستقبل مع توجه الولاياتالمتحدة الأميركية والغرب الى تخزين احتياطي هائل من الصخر الزيتي. وينظر العديد الى الشركة الوطنية الصينية للنفط كالمرشح الأوفر حظا من بين شركات أخرى من 10 بلدان مختلفة للتنافس على المناقصة، فقد أرسلت بكين وفدا برئاسة نائب وزير الطاقة الصيني إلى أبوظبي، في يناير الماضي، في محاولة للحصول على امتيازات شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية (أدكو). وتجدر الإشارة الى أن الإمتياز الحالي يتضمن " بي – بي " البريطانية، "اكسون موبيل " الأميركية، " توتال " الفرنسية بالإضافة الى مجموعة " شل " التي تملك كل منها نسبة 9.5%، كما أن "بارتكس " البرتغالية تملك حصة 2%، مع أغلبية 60% الى أدكو في الإمتياز الذي ينتج 1.4 مليون برميل يوميا. وقد ساءت العلاقة مع بي – بي التي دامت 70 عاما، بعد قيام البرلمان البريطاني بشنّ حملة انتقادات على حكام الإمارات لتضييق الخناق على المتظاهرين الذين ينادون بالديمقراطية، كما ندد باعتقال الإسلاميين بتهمة التآمر على الدولة في ظل احتجاجات الربيع العربي التي أزعجت دول الخليج، ونالت تغطية إعلامية واسعة، لا سيما على قناة بي بي سي العربية، التي تتمتع بجمهور خليجي كبير. هذا وقد أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية) أدنوك) قرار استبعاد بي – بي من تجديد الإمتياز في 2014، مما دفع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى القيام بزيارة أبوظبي أكتوبر الماضي للدفاع عن موقف الشركة، إلا أن جهوده باءت بالفشل. وبذلك تخسر بي – بي حوالي 125000 برميل يوميا، و يعدّ ذلك خسارة كبيرة نظرا لمعركة بي – بي في مكافحة انزلاق انتاجها. كما قام أيضا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة أبو ظبي 15 يناير الماضي على غرار محاولة كاميرون لدعم توتال. ويقول صديق باكير، اختصاصي في مجال الطاقة، "يزداد الضغط على توتال والشركات الغربية الكبرى مثل شل و اكسون موبيل، التي لا تتنافس مع بعضها البعض فحسب، بل مع شركات آسيوية تسعى للحصول على حصة في الإمتيازات". هذا وطلبت أبو ظبي من الشركات الكورية الجنوبية والصينية الاستثمار في امتياز نفط الإمارات العام المقبل، لجذب المزيد من الاستثمارات".