شهدت العاصمة صنعاء اليوم مهرجاناً جماهيرياً حاشداً بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية. وفي بداية المهرجان الجماهيري الذي بدء بالسلام الجمهوري، وآي من الذكر الحكيم، استمع الشباب إلى الرسالة الموجهة من الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى الشباب بعنوان" رسالة موجهة من القلب إلى أبنائي الشباب" والتي جاءت في مقاله الافتتاحي بعنوان " كلمة من القلب لأبنائي الشباب "والذي صدر به اليوم الإثنين العدد الخاص لصحيفة الثورة المكرس للاحتفاء بهذه المناسبة. حيث هنأ الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أبنائه الشباب بمناسبة الذكرى الثانية ليوم 11 فبراير الذي انطلقت فيه مسيرة التغيير الوطني الكبرى لتيقظ في نفوس أبناء شعبنا روح الثورة اليمنية (26سبتمبر و14أكتوبر) بقيمها وأهدافها الخالدة التي ظلوا يسعون لتحقيقها طوال خمسين عاما دون أن تساعدهم الظروف والعوامل المختلفة داخلية كانت أم خارجية. وفي المهرجان ألقت الأخت فكرية الأصبحي كلمة عن أسر الشهداء والجرحى قالت فيها :" نقف إجلالاً لإحياء الذكرى الثانية لانطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية هذا اليوم الاستثنائي في تاريخ اليمن واليمنيين، يوم ال 11 من فبراير يوم نصب شبابنا الثوار خيامهم معلنين ثورتهم السلمية لاسترداد الوطن المسلوب من أسرة ظالمة مستبدة ظالمة جاثمة على صدرونا ثلاثة وثلاثون سنة عجاف صادرت فيه الوطن وثروته، فحل القهر محل الأمل والكرامة الأمان". وأضافت :" أدرك شباب الثورة أن الخيار السلمي هو الأمثل لإعادة الأمور إلى نصابها وإعادة الوطن إلى مواطنيه الحقيقيين، وطن بحجم الأحلام والآمال يرسمها أبناؤه في مخيلتهم، وطن يتيح للجميع الحياة الكريمة والمواطنة المتساوية، مدركين جيداً حجم الفاتورة التي سيدفعونها لاستعادة اليمن أرضاً وإنساناَ". وأكدت الأصبحي، أن الثوار لن يخونوا دماء الشهداء الطاهرة والجرحى الأحرار الذين خرجوا للتضحية بأرواحهم من أجل عزة الوطن .. لافتة إلى أن شباب الثورة هم من جعل العالم ينظر لليمن بصورة مغايرة لما كانت عليه والتي سعى النظام السابق لتشويه معالم الإنسان اليمني المتحضر السلمي ولأول مرة تحصل اليمن على شهائد عالمية تجسيداَ لعظمة الثورة السلمية. وقالت :" أدرك العالم مدى عظمة هذه الثورة وشبابها الذين تساموا فوق المصالح والمطامع وفوق الجراح ولم يقصوا أحداَ ويستأثروا بالسلطة أو يطالبوا بالمشاركة، فلم يخرجوا لسلطة ولكن لوطن". وأضافت :" نود أن نقول للمخلوع وأعوانه لا تفرحوا بأنكم تسرحون وتمرحون فسوف تصل إليكم يد العدالة يوماً ما، إن شعبنا دك بدمه جدران الصمت والخوف والذل لقادر على دك أسوار وحصن قاتليه فانتظرونا أيها الطغاة إنا قادمون". وطالبت، رئيس الجمهورية بتقديم المجرمين للعدالة وتطهير القضاء من أزلام النظام السابق وكشف الحقيقة كاملة غير منقوصة عبر تشكيل لجنة تحقيق في أحداث 2011م بمعايير دولية . وقالت :" شباب الثورة لن يقبلوا بعد اليوم مكافأة المجرمين والقتلة على جرائمهم بحق الوطن وأبناءه". وتابعت :" ها نحن اليوم نمضي للحوار الوطني الذي دعا إليه الثوار في بدايات الثورة كون الحوار أولوية لبناء الوطن ولابد من تظافر كافة شرائح الوطن لبناء اليمن الجديد حلم الشهيد والجريح ".. لافتة إلى أن اختيار ال 18 من مارس بدء للحوار الوطني لابد أن يكون تذكيراً بجمعة الكرامة الدامية التي كانت الفيصل في مسار الثورة .. محذرة في ذات الوقت من أن تكون محاولة لإخفاء الجريمة أو طمسها فلن ننساها ولن نسامح الجناة. وطالبت فكرية الأصبحي، شباب الثورة بالثبات على مبادئهم والحفاظ على الثورة وفاء للشهداء الأبرار .. مخاطبة أحرار وحرائر الثورة :" اليمن أمانة في أعناقكم فلا تدعوا من يحاول زرع الفتن بينكم، وتقزيم مشروعكم الوطني الكبير، فاليمن أكبر من الجميع ومن أجلها تهون كل التضحيات، وتتقزم كل المشاريع وإنها لثورة حتى النصر". وشهد الإحتفال عرضاً كرنفالياً مهيباً، ضم مجموعات شبابية يتقدمهم شباب بصدور عارية في لوحة تعبيرية بديعة تعكس قدرة اليمنيين على تحقيق الثورة الشبابية الشعبية السلمية ورسم طريقاً سلمياً أذهل العالم رغم امتلاك اليمنيين لملايين القطع من السلاح. كما شارك في العرض فتيات يحملن الورود في إشارة إلى ثورة الورود، وكذا أسر الجرحى والمعتقلين، وأسر الشهداء الذين حملوا لافتات تؤكد أن أبناءهم ودمائهم رخيصة في سبيل رفعة وعزة الوطن ومجده وسؤدده، إلى جانب فئات من الأكاديميين والمهندسين والإعلاميين والباعة المتجولين، وكذا العمال والفلاحين، وموظفين من القطاع العام والخاص. وردد المشاركون في الحفل هتافات أكدوا خلالها عزمهم على المضي قدماً في استكمال تحقيق أهداف ثورتهم والانتصار لدماء الشهداء الذين وهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل رفعة الوطن وبنائه وتنميته، والطموح بالانطلاقة الجديدة نحو آفاق رحبة باتجاه بناء اليمن الجديد . كما أكدوا ضرورة إعادة الاعتبار للشهداء والجرحى ورعايتهم وأسرهم كواجب وطني على الدولة والمجتمع وتشكيل هيئة وطنية مستقلة لرعاية اسر الشهداء والجرحى وإعادة صياغة مشروع قانون العدالة الانتقالية بما يكفل كشف الحقيقة وجبر الضرر ولا يصادر حق الضحية في القصاص . وحمل شباب الثورة لافتات أكدت ضرورة اتخاذ إجراءات جادة وواضحة للتهيئة للحوار الوطني والتطبيق الفعلي لقرارات هيكلة الجيش.. مطالبين بضرورة اعتبار يوم 11فبراير عيدا وطنيا لما مثله من نقطة فاصلة في تاريخ الشعب اليمني، وجعله إجازة رسمية لتخليد هذا اليوم التاريخي في حياة شعبنا اليمني. وصدر عن اللجنة التنظيمية للثورة بيان بمناسبة الذكرى الثانية للثورة الشبابية الشعبية تلاه عضو اللجنة التنظيمية مانع المطري جاء فيه : " في مثل هذا اليوم من تاريخ شعبنا العظيم في ال 11 من فبراير 2011م قرر اليمنيون إسقاط النظام العائلي الإستبدادي، فانحشروا متدفقين إلى ساحات الحرية وميادين التغيير، متحررين من الخوف حاملين أرواحهم على أكفهم ينشدون الحرية والعزة والكرامة، واثقون بنصر الله، وفي سبيل ذلك قدموا قوافلاً من الشهداء هم خيرة شبابهم". وقالت اللجنة التنظيمية :" هانحن اليوم نحتفل بانتصار ثورة الحادي عشر من فبراير بإسقاط النظام العائلي الإستبدادي، وطي صفحة الإستبداد، واستعادة روح ثورتي سبتمبر وأكتوبر حفاظاً على الجمهورية، وبما يفتح الأفق نحو التحول الديمقراطي لبناء الدول المدنية دولة المواطنة المتساوية وحكم القانون". وأضافت :" إن ثورة ال 11 من فبراير بأهدافها النبيلة المعبرة عن المشروع الوطني الجامع والتي جسدت القناعة الشعبية أن هذا الوطن لايمكن اختزاله في مشاريع فردية أو عائلية أو جهوية، وأن هذا الشعب الأبي لن يقبل أي نظام حكم لايحترم الإرادة الشعبية التي يستمد شرعيته منها. وأردفت قائلة :" أمام الإنتصارات الكبيرة التي حققتها الثورة فلا تزال أمامنا العديد من التحديات التي نثق بقدرة شعبنا على تجاوزها، وفي مقدمة هذه التحديات وضع البلد الأمني والتي تحاول بعض القوى التي أفقدتها الثورة مصالحها إرباكه والعبث به باستدعائها صراعات إقليمية تضر بالمصالح الوطنية العليا، الأمر الذي يجعل من توحيد أدوات السيادة الوطنية أولوية قصوى وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية لتتمكن من حماية أمن الوطن من أي اختراق خارجي، وهو ما يستدعي من رئيس الجمهورية التسريع بتنفيذ القرارات الخاصة بتوحيد الجيش واستكمال ما تبقى منها وبما يجعل هذه المؤسسة قادرة على مواجهة التحديات الماثلة أمامها". واعتبرت اللجنة التنظيمة أن تحديد يوم ال 18 مارس موعداً لتدشين الحوار الوطني وبما يمثله هذا اليوم من نقطة فارقة في تاريخ الثورة، واعتراف بأن الشهداء هم من صنعوا التحول التاريخي الذي نعيشه اليوم، مما يفرض على القوى الثورية الحرص على تحقيق مؤتمر الحوار الوطني للأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها شهداء جمعة الكرامة وكافة شهداء ثورة فبراير المجيدة. وقالت:" إننا في هذا اليوم التاريخي وبعد مرور عامين على انطلاق ثورة ال 11 من فبراير نؤكد على استمرارية الثورة حتى بلوغ كامل أهدافها، وبهذه المناسبة نعلن اعتبار يوم ال 11 من فبراير يوماً وطنياً يحتفل فيه اليمنيون". وطالبت بتشكيل هيئة وطنية لرعاية أسر لشهداء وتوفير الحياة الكريمة لهم واستكمال علاج جرحى الثورة كحق وطني وفق معايير طبية، وبما يليق بمكانتهم وعظيم تضحياتهم، وكذا محاكمة القتلة واستعادة الأموال المنهوبة من ثروات الشعب حق لا تنازل عنه . كما أكدت اللجنة التنظيمية بأن بقاء السلاح بيد المليشيات والجماعات المسلحة يعيق بناء الدولة ويهدد الإستقرار والوحدة الوطنية. فيما قدم نجوم الإنشاد اليمني وفرقة الفراشة الفنية أوبريت فني، تغنوا فيه بالإرادة الشعبية الكبيرة والمتطلعة نحو تصحيح مسار بناء اليمن الجديد والتي عسكها يوم انطلاق ثورة ال 11 من فبراير .. لافتين إلى أن هذا التاريخ شكل منعطفاً مهما في تاريخ اليمن نحو بلوغ واستكمال آفاق التغيير المنشود. وشهدت عدد من المحافظات فعاليات جماهيرية حاشدة لإحياء الذكرى الثانية لانطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية والتأكيد على أهمية المضي في تحقيق أهداف الثورة وإنجاز التغيير المنشود والسير قدماً في ترجمة الاهداف الوطنية المنشودة لبناء الدولة المدنية الحديثة . وكان رئيس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة قام بزيارة إلى مقبرة شهداء ثورة التغيير في منطقة سواد حنش بأمانة العاصمة، وذلك في إطار الاحتفال الذي إقامته المنسقية العليا للثورة الشبابية السلمية بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق الثورة الشبابية. وأعتبر باسندوة، يوم 11 فبراير يوما تاريخيا وخالدا لدى الشعب اليمني، لأنه اليوم الذي شهد انطلاق الثورة الشبابية السلمية واندلاع شرارتها الأولى في عام 2011 م. وقام بوضع إكليل من الزهور على ضريح شهدائها الأبرار وتلاوة فاتحة الكتاب ترحماً على أرواحهم الطاهرة . وأكد رئيس الوزراء في تصريح لوسائل الإعلام بهذه المناسبة أن الشهداء كما أنهم أحياء عند ربهم يرزقون فإنهم أيضاً أحياء في وجدان الشعب والأجيال المتعاقبة.. وقال : "إننا واثقين أن الثورة التي ضحى الشباب بأرواحهم في سبيل انتصارها ، ماضية قدماً حتى تحقيق التغيير الكامل إن شاء الله تعالى".. وأضاف : "علينا أن نظل ثواراً حتى إحداث التغيير الشامل الذي يعود بالخير والفائدة على جميع أبناء الشعب اليمني والذي في ظله تتوفر لهم سبل العيش الكريم وفرص العمل ويسهل لهم الحصول على التعليم وتقلص فيه معدلات البطالة والفقر".. وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الثورة قامت من اجل تحقيق آمال كبيرة في ظل ديمقراطية حقيقية.. مؤكداً بهذا الخصوص ثقته الكبيرة بان مؤتمر الحوار الوطني القادم سيعزز الديمقراطية والوحدة الوطنية والأمن والاستقرار للوطن .. لافتاً إلى التحديات الماثلة اليوم أمام الشعب اليمني والتي تتطلب بالضرورة تضافر جميع أبناء الشعب وقواه الخيرة في سبيل تجاوزها .. موضحاً أن ما يجري في اليمن سينعكس سلباً أو إيجاباً على الإقليم والعالم.. منوها في ذات الوقت إلى المكاسب التي تم تحقيقها حتى الآن في إطار الفترة الانتقالية .. متوجهاً بالشكر والامتنان لكل الأصدقاء الذين وقفوا ولا زالوا إلى جانب خيار الشعب اليمني في التغيير، وتطلعه في التنمية المستدامة والازدهار. وتفقد رئيس الوزراء أثناء الزيارة الأعمال الجارية لإقامة روضة شهداء الثورة الشبابية والنصب التذكاري الخاص بهم .. مشيداً بجميع الجهود الخيرة التي تبذل لإقامة الروضة والنصب التذكاري.. مؤكداً أن حكومة الوفاق تعمل كل ما في وسعها من اجل الاهتمام بأسر الشهداء وتوفير الرعاية الطبية والعلاجية اللازمة للمصابين والجرحى في مستشفيات الداخل وفي المراكز الطبية والمستشفيات المتخصصة في عدد من دول العالم.