في كل يوم يمر يزداد فيه الشباب توقاً إلى استكمال تحقيق أهداف ثورتهم سيما وقد تحققت أبرز تلك الأهداف. ولأن التركة التي خلفها النظام السابق ثقيلة فإن أمام الشباب مهمة كبيرة في إزالة تلك المخلفات. موقع «الخبر» وبمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق الثورة الشعبية، استطلع أراء بعض قيادات وناشطي الثورة والذين أكدوا أن الخيار الثوري السلمي كان الأمثل لإعادة الأمور إلى نصابها وإعادة الوطن إلى مواطنيه الحقيقيين، وطن بحجم الأحلام والآمال يرسمها أبناؤه في مخيلتهم، وطن يتيح للجميع الحياة الكريمة والمواطنة المتساوية. يقول الدكتور سمير الشميري رئيس قسم العلوم الإجتماعية والإعلام بجامعة العلوم والتنكولوجيا والقيادي في ثورة الشباب: « ال11 من فبراير يوماً وطنياً، هكذا دعا الثوار في ساحات الثورة في كل مكان ولعله إن شاء الله يكون يوماً كيوم 14 أكتوبر و26 سبتمبر بل وأعظم لأنه امتداد لهذه الثورات العظيمة». ويضيف : «يوم 11 من فبراير يوم انطلاقة الثورة ويوم تتجدد فيه الثورة ويوم نعده الخطوة الأولى لبناء اليمن الجديد، فالثوار في كل مكان مصممون على أن يخوضوا في هذا الطريق حتى يحققوا جميع المطالب التي خرجوا من أجلها وعزيمة الشباب بإذن الله سائرة ومتجهة إلى أن تتحقق جميع الأهداف ، ونحن ننادي من هذا اليوم العظيم يوم 11 فبراير جميع الشعب اليمني بأنه يجعل هذا اليوم يوم جديد في حياته كأنه ميلاد جديد في بلد جديد في هذا البلد الحبيب». وحول مستوى أداء الحكومة حتى الآن يقول الدكتور الشميري «ما قطع حتى الآن خلال المرحلة الإنتقالية سواء من الحكومة أو الرئاسة أو حكومة الوفاق ليس بالهين لاسيما في وقت وظروف صعبة الأمور غير مستقرة فيها، لكننا نشعر في هذه الميادين بأنه قد قطع شوط كبير وتحققت مراحل، حيث تحققت الهيكلة أو قرار الهيكلة والأمور ماشية فيه، وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد، وكذا المصالح العامة والأمور الضرورية للمواطن، ونحن الآن على مشارف الحوار الوطني وهذه كلها تحققت وهي سائرة بإذن الله تعالى ما دام أن هناك رجال يحبون هذا البلد ويضحون من أجل هذا البلد بمشيئة الله». وحول مؤتمر الحوار فإن « الشعب ينتظر نتائج طيبة ممن تم تمثيلهم في المؤتمر لبناء الدولة المدنية الحديثة وأملنا كبير بعد الله سبحانه وتعالى في أن الجميع سيدخل هذا الحوار من منطلق مصلحة البلد وهذا الذي نتمناه ونتوقعه ». من جانبه يقول عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية، الناطق الرسمي باسم اللجنة مانع المطري : «يوم ال 11 من فبراير هو اليوم الوطني للثورة الشبابية الشعبية، والذي قرر فيه الشعب إسقاط النظام العائلي الاستبدادي ونحن اليوم نعلن أن هذا اليوم هو يوم الاحتفال الرسمي السنوي الذي ينبغي على السلطات الرسمية أن تتخذ قراراً بجعله عيداً سنوياً يتم الاحتفال به في كل ساحات وميادين التغيير، إضافة إلى أننا اليوم نعلن أننا أنهينا معركة إسقاط النظام، ودخلنا في معركة جديدة وهي معركة إزالة مخلفات النظام». وحول نظرة الشباب إلى الحوار يقول «نجزم أن الحوار الوطني أحد المطالب التي رفعها شباب الثورة ونحن في اللجنة سيكون لنا بيان يحدد رؤيتنا لمؤتمر الحوار الوطني، والذي من خلاله سنشارك فيه ونحن رافعين فيه أهداف الثورة، ودماء الشهداء هي المرجعية لنا في مؤتمر الحوار الوطني». ويشير إلى أن هناك الكثير من العقبات أمام حكومة الوفاق الوطني تعيق مهمتها وتجعلها مقيدة شيئاً ما .. ويقول : «" إذا ما قيمنا مستوى أداء الحكومة حتى الآن علينا أن نحكم عليها من خلال المهام الموكلة إليها، هي مهمتها إدارة وتسيير أعمال الدولة وتيسير أمور الحوار الوطني، وليست مهمة إعادة هيكلة وإصلاح أوضاع البلاد بشكل كلي ، وإنما السعي لإيجاد استقرار نسبي يتيح لليمنيين الدخول في مؤتمر الحوار الوطني ونضمن تنفيذ مخرجاته». ويؤكد المطري ثقته بقدرة شعبنا على تجاوز كافة العقبات التي تقف أمام أهداف الثورة. رئيس اللجنة الإعلامية بساحة التغيير بصنعاء محمد الصبري، يقول: «يوم ال 11 من فبراير يعني لنا الكثير، يعني لنا انتصار الشعب والإنطلاقة نحو التغيير، دوران عجلة التغيير التي ما تحركت منذ عقود، ولكن في هذا اليوم انطلقت مسرعة ومهرولة لدهس الطغاة والظلمة، وتكمن أهمية هذا اليوم من انطلاق الشباب في ثورتهم الشعبية السلمية». ويضيف: « في اعتقادي إلى الآن بذلت حكومة الوفاق جهد طيب ومشكورين على تحملهم المسؤولية في ظل الظرف الراهن الذي هو انتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة ما بعد الثورة لكننا نقول بأن هذا الأداء لا يمكن أن يكون قوياَ إلا بتصميم وعزم وإرادة ومواصلة للسير، ونحن نعتقد بأننا أكملنا جميع أهداف ثورتنا إلا أننا مازلت لدينا مطالب، وهذه الثورة نحن نعيش فيها ونطالب بتحقيقها». الطفل أحمد المقرمي أحد جرحى الثورة يؤكد أن تضحيته وجراحه لن يثنيه عن الاستمرار في تحقيق ما تبقى من أهداف الثورة، ويؤكد أن خروج جميع الفئات والشرائح بما فيهم الأطفال يعكس حجم المعاناة التي كان يعيشها الشعب في ظل فساد واستبداد النظام السابق. فكرية الأصبحي عضو مجلس أسر شهداء الثورة الشبابية الشعبية السلمية، وأخت الشهيد ناصر الأصبحي الذي استشهد في القاع في 18 سبتمبر2011م، تقول: «تاريخ ال 11 من فبراير يمثل يوم انتفاض الشعب من خوفه ورعبه ويوم استرداد وطن، شباب تحدوا وخرجوا بصدورهم العارية مدركين أن الخيار السلمي هو الخيار الأنسب والأمثل والأفضل لوطننا حتى لا يحصل أي تخريب ومع سلميتهم وحملهم أعلامهم وأزهارهم وأحلامهم باستعادة وطنهم بهذه الصورة الحضارية إلا أنهم قمعوا بطريقة بشعة». وتضيف: «في 26 سبتمبر خرجنا ضد أسرة مستبدة وها نحن نعود للخروج ضد أسرة مستبدة سرقت أحلامنا وآمالنا، وشباب الثورة أعادوا لنا الإعتبار لكل ثوراتنا أعادوها بصورة سلمية وأوصلوا عبد ربه منصور هادي إلى الحكم بطريقة سلمية حضارية ليس لها مثيل، كما أثبتوا للعالم كله من هو اليمني هل هو إنسان همجي إرهابي أم إنسان متحضر يقف أمام الدبابة والأسلحة الثقيلة ويفتحوا صدورهم العارية أمام آلة القمع». سمر عبده المخلافي ناشطة في ساحة التغيير بصنعاء أكدت من جانبها أن تاريخ ال 11 فبراير هو بداية الحياة الحقيقية لهذا البلد، والحلم الذي كنا نعشقه منذ زمن بعيد ، وقد استطاع شباب الثورة تبديد الظلمة وأضاءوا لنا بدمائهم وتضحياتهم نبراسا إلى المستقبل وإن شاء الله مستقبل واعد، بفضل شباب الثورة وبالشعب اليمني أكمل. وحول تحقيق بقية أهداف الثورة تؤكد أن الشباب استطاعوا الخروج على السلطة المستبدة وهي تملك زمام الأمور وتغلبوا عليها وحققوا النصر وهؤلاء الشباب قادرون على تحقيق كامل أهداف الثورة. المنشد صالح المزلم «مؤذن الثورة وأحد أبرز المنشدين» يقول ل«الخبر» «يوم ال 11 من فبراير هو يوم الميلاد الحقيقي للشعب اليمني، وإرادة الشعب اليمني الحقيقية الذي أظهر فيها حكمته واختار فيها طريقه السلمي، الطريق السلمي الذي لم يكلف كثيرا من الدماء كما كلف بقية الدول التي اختارت طريق العنف، وأعتبر أنه اليوم الذي يكتب فيه فعلاً شهادة لليمنيين أنهم أصحاب حكمة يمنية وإيمان يمان نحن اخترنا الطريقة السلمية وقدمنا الشهداء، ونحن نحتفل في هذا اليوم ونتذكر البطولات التي قام بها الشهداء ولن ننسى الشهداء وأسر الشهداء وأبناء الشهداء وإخواننا الجرحى في مثل هذا اليوم». ويضيف: « يمثل هذا اليوم يوماً وطنياً حقيقاً ونطالب رئيس الجمهورية إعلان هذا اليوم يوماً وطنياً وأن يكون يوم إجازة رسمية مثله مثل أي عيد من أعياد الثورة اليمنية». هشام اليوسف عضو اللجنة الإعلامية في ساحة التغيير بصنعاء من جانبه يقول: «هذا اليوم العظيم قرر فيه شباب اليمن الإنتقال من ضيق الحكم الأسري العائلي الإستبدادي إلى سعة الدولة المدنية الحديثة، ويعتبر بوابة للتغيير الحقيقي الذي أشعل جذوته الشباب وبفضل التضحيات التي قدمها الشباب ها نحن اليوم نخطو خطى حثيثة نحو الدولة المدنية الحديثة والنظام والقانون والمساواة والشراكة». ويضيف: «الشباب قادرون على تحقيق كامل أهداف الثورة ولازلنا متمسكين بأهداف الثورة كما هي ولن نتنازل عن أي هدف من أهداف الثورة، ونريد أيضا تحقيق العدالة ممن سفكوا دماء الثورة». فيما يؤكد وليد المعلمي مذيع في قناة سهيل أن يوم ال 11 من فبراير يوم مفصلي وتاريخي في تاريخ اليمن، ويوم تبتسم فيه الفرحة على وجوه اليمنيين بكافة أشكالهم وأطيافهم ومختلف مكوناتهم، كما يمثل يوما خالداً وطنياً يوم أسقط فيه الشعب بكافة أشكاله وكافة مكوناته نظام الإستبداد والديكتاتورية والحكم العائلي. ويقول: «لاشك بأن الشباب قادرون على تحقيق كامل أهداف ثورتهم، وبما أن الشباب هم من حققوا أول أهداف الثورة وكان أصعب هدف من أهداف الثورة وهو إزاحة المخلوع علي عبدالله صالح لاشك بأن الشباب قادرون على تحقيق بقية أهداف الثورة وبناء اليمن الجديد». فيما يؤكد محمد حيدر العسل عضو اللجنة الإعلامية بساحة التغيير بصنعاء أن يوم ال 11 من فبراير يوم أعاد الإعتبار لكرامة اليمنيين وأعاد الاعتبار لثورتي سبتمبر وأكتوبر وأعاد الاعتبار للجيش اليمني الذي تحرر من قبضة عائلة علي عبدالله صالح وقال: «نحن على ثقة بأن شباب الثورة ومعهم كافة القوى السياسية وكافة شرائح المجتمع قادرون على تحقيق أهداف الثورة ولذلك شباب الساحات باقون في الساحات والميادين حتى نستكمل كافة أهداف الثورة إن شاء الله».