شن الدكتور عبدالله الحاضري رئيس النيابة العسكرية والمقرب من علي محسن الأحمر انتقادات حادة لدول الخليج. واتهمها بالسماح لإيران بالتغلغل في الأوساط اليمنية من خلال إهمالها لليمن. قال – في مقال له نشر اليوم – إن إيران خَلقتْ في فترةٍ قصيرة حركات مُسلحة تُدين لها بالولاء الفكري والسياسي ك "الحوثيين" مثلاً وكانت إذ لقت هذه الحركة استجابة شريحةً ذآت شوكة من المجتمع اليمني لهذا الخلق مُتسارعة وبصورة غير متوقعه. وأرجع استجابة اليمن للمد الإيراني سببه «نبذ الخليج المُتكبّر لليمن». وأكد أن كثير من اليمنيين كان «لديهم الاستعداد الكامل للتعاون التآم مع أي قُوى أخرى تتفهَّم لوضعهم المأسآوي وتُلملم كبريائهم المجروحة, تلك التي أحسواْ أن الخليج قد مسها بسوء». وأشار إلى محاولات إيران استعطاف الشعب اليمني وقال: إن إيران أظهرت أنها «قادرةً على أن تمُد إليهم يد العون مع إشعارهم بإخوة الدين والإنسانية وعدالة قضيتهم المستحدثة التي تشكَّلت في الذهن الإجتماعي وهي أن الخليج لا يرفض فقط أخوَّتهم بل يُهينهم من أجل لقمة العيش وما يجري للمُغترب اليمني في بُلدانهم تشيبُ منه الولدان». وأكد أن «إيران قدمت نفسها لليمن اجتماعياً ك "الأخ المُحب الأكبر " وسياسياً كالمنقذ لها من الذُّل والإهانة ! وقدَّمت في نفس الوقت لهؤلاء فكرة عدالة قضيتهم التي هي جُزء من قضية " آل البيت " والتي يجب نصرتها والوقوف بجوارهم وجوارها خاصةً ضدَّ عُملاء أمريكا من الخليجيين واليمنيين التابعين لها، وتحرير الأماكن المقدسة التي مازالواْ يحتلونها ك :مكة والمدينة وبقية المُقدسات في المنطقة برمتها، والنيل مِن مَن تسببواْ عمداً في إهانة اليمن والعالم الإسلامي فكان هذا الطرح مُلامساً لكل الهموم وكُل الجروح ومواتياً لذك الرصيد التراكُمي اللاصق في الذهن الاجتماعي عن مفهوم ظُلم ذوي القربى». وكشف الحاضري في مقاله تحت عنوان (إيران وخيار الإمكان الملتهب) أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح فكر «جديا في التعامل مع إيران كبديل عن الخليج وما كان يردعه هي مصالحه السياسية المتاحة المحدودة في الخليج ذاته». واتهم الحاضري الخليج بالتآمر على اليمن في معظم الأحيان ما دفاع النظام السابق لأن يفكر «جدِّياً في التعامُل مع إيران كبديل غير أمثل, لكن كان يردعُه الخوف على مصالحه السياسية المتاحة المحدودة في الخليج ذاته». وأكد أن النظام السابق احتفظ بجذب إيران من السماح لجماعة الحوثي المؤدلجة إيرانياً بالوجود والنمو المُضطرد في الأوساط الاجتماعية وغض الطرْف عن خروقاتها «التي ترتكبها في حق المجتمع اليمني وخدشها للأفكار المعتدلة وقيم التسامح التي الِفتها اليمن على مر تاريخها». أرجع سبب تواجد إيران في اليمن إلى غياب دور الخليج. وقال: إن «لغياب الخليج في اليمن أثرهُ البالغ في تشكُّل الوجود الإيراني فيه فلا يوجد فراغ في الكون كقاعدة فيزيائية وكقاعدة اجتماعيه أيضاً فأي فراغ طارئ كوني أو إجتمآعي لابُد أن يتمَّ ملئهُ والفراغ الذي تركه أخوَّة العروبة والدين في اليمن ملأتهُ إيران في زمن قياسي غير معهود». وأكد أن إيران «نجحت في تصدير ثورتها وكان المصدَّر إليهم في اليمن لديهم من مسوغات قبولها أكثر من مسوغآت المُصدِّر ذاته».