في اليمن، أمس، ضبط سفینة إیرانیة أخرى في المیاه الإقلیمیة الیمنیة عند باب المندب، بینما اندلعت اشتباكات عنیفة بین مسلحین والأمن في محافظة الحدیدة، غرب البلاد. وذكر موقع الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلیة الیمنیة أن الوزارة تنفي ضبط سفینة تدعى «جیھان 2» جدیدة محملة بالأسلحة بالقرب من باب المندب، بعد ساعات من نشرها خبرا عن عملیة القبض على السفینة. وكان موقع الإعلام الأمني الناطق باسم الداخلیة الیمنیة قال في وقت سابق، أمس، إن قوات خفر السواحل ألقت القبض على سفینة أجنبیة تقوم بتھریب أسلحة إلى الیمن تحمل اسم «جیھان 2». وذكر موقع وزارة الداخلیة الیمنیة أن السفینة تم ضبطھا في جزیرة السوابع الیمنیة بالقرب من باب المندب، إثر قیامھا بإنزال شحنة أسلحة إلى قارب صید یمني، بعد عملیة شاركت فیھا القوات البحریة والدفاع الساحلي وزوارق تابعة لشرطة خفر السواحل. لكنھا سرعان ما سحبت الخبر السابق واعتذرت عما سمتھ ب«الخطأ غیر المقصود». ونقل الموقع عن العمید الدكتور محمد القاعدي مدیر عام التوجیھ المعنوي والعلاقات العامة بوزارة الداخلیة قولھ إن ما ورد في موقع مركز الإعلام الأمني عن السفینة «جاء نتیجة لحدوث لبس في فھم بعض المعلومات، كما أن الخبر الذي نُشر لم یَِشر إلى جنسیة السفینة أو الجھة التي تقف وراءها». إلى ذلك، تصاعدت حدة المواجھات في محافظة الحدیدة على البحر الأحمر في غرب الیمن بین قوات الأمن ومسلحین یطلقون على أنفسھم «الحراك التھامي»، وأكدت مصادر محلیة ل«الشرق الأوسط» مقتل وجرح عدد من المدنیین والعسكریین في تلك المواجھات، في وقت أعلن عن تكتل سیاسي جدید في الساحة الیمنیة یھدف إلى «الرقابة الشعبیة» على أداء الحكومة الیمنیة وباقي الأطراف. وقتل، أمس، شخص واحد بعد ساعات على مقتل آخر في المواجھات العنیفة التي دارت قرب میناء الاصطیاد في مدینة الحدیدة بین قوات الأمن ونشطاء «الحراك التھامي»، كما یطلقون على أنفسھم، وأسفرت المواجھات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبین، وأكدت السلطات الحكومیة إصابة 7 من الجنود، بینما استخدمت قوات الأمن الیمنیة الرصاص الحي والقنابل المسیلة للدموع لتفریق جموع المحتجین في «ساحة الكورنیش» بالحدیدة، حیث یقام مخیم اعتصام متواصل لنشطاء «الحراك التھامي». وأكد شھود عیان ل«الشرق الأوسط» سقوط عدد من الجرحى في محاولة مجامیع من النشطاء السیاسیین في تھامة اقتحام مبنى المباحث الجنائیة الكائن على الساحل في أطراف حارة الیمن، بعد أن قام مجھولون، مساء أول من أمس، بإحراق قسم شرطة النشي بحارة الیمن بمدینة الحدیدة، على خلفیة المواجھات، في حین یطالب نشطاء في تھامة والحدیدة برفع المظالم وبإقلیم فیدرالي مستقل. وقال عیاش بھیدر أحد القادة المیدانیین ل«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن والقادة العسكریین في محافظة الحدیدة «استخدموا القوة المفرطة ضد مواطني أبناء تھامة المسالمة، وجرت عملیة مطاردة لا تجري حتى في غزة من قبل الإسرائیلیین»، على حد تعبیره، ووصف ما حدث من إطلاق نار على شباب المدینة بالعمل «البربري والھمجي»، حسب قوله. وجاءت هذه التطورات بعد قیام بعض المسلحین في الحدیدة بضبط إحدى السفن المصریة وهي تقوم بعملیة الصید بطریقة الجرف الممنوعة، التي تؤدي إلى تدمیر البیئة البحریة، واقتاد الخاطفون السفینة إلى الساحل واعتقلوا طاقم السفینة المكون من 17 شخصا، بینھم 3 نساء، وقاموا بإخفائھم في أحد أحیاء المدینة القدیمة، وقال ناشطون في «الحراك التھامي» ل«الشرق الأوسط» إنھم اضطروا إلى القیام بخطف السفینة المصریة «بعد أن فشلت الدولة في حمایة المیاه الإقلیمیة من سفن الصید التي تدمر البیئة البحریة وتقضي على رزق الصیادین في الحدیدة، في ظل صمت حكومي، إضافة إلى قیام إریتریا باعتقال عشرات الصیادین التھامیین من المیاه الیمنیة لفترات طویلة ومصادرة قواربھم، دون أن تحرك السلطات ساكنا» على صعید آخر، أعلن في صنعاء تكتل سیاسي جدید أطلق على نفسھ «التكتل الوطني للتصحیح»، ویضم عددا من الوزراء السابقین والقادة العسكریین وغیرهم یتجاوز عددهم ال80 شخصا، وقال وزیر الأوقاف الیمني السابق، القاضي حمود الھتار، ل«الشرق الأوسط»، عن تأسیس التكتل وأهدافھ إنھ «تكتل واصطفاف وطني غیر حزبي ویضم نخبة من العلماء والمثقفین والسیاسیین والشخصیات الاجتماعیة والسیاسیة والعسكریة والأمنیة»، وإنھ «یھدف إلى القیام بمھام التنسیق بین أطراف العمل السیاسي في الساحة الیمنیة بما یساعد على تحقیق الوفاق وإزالة أسباب التوتر وتمكین سلطة الوفاق من القیام بمھامھا، طبقا للدستور والمبادرة الخلیجیة وآلیتھا التنفیذیة»، إضافة إلى هدفھ «القیام بدور الرقابة الشعبیة على الأطراف والجھات المعنیة بتنفیذ المبادرة الخلیجیة وآلیتھا وقراري مجلس الأمن 2014 و2051، بما یكفل تنفیذ الإجراءات المنصوص علیھا في المبادرة وآلیتھا في المواعید المحددة والحفاظ على وحدة الیمن وأمنھ واستقراره، وتلبیة طموحات الشعب الیمني في التغییر، وحل قضیتي الجنوب وصعدة حلا عادلا»، بالإضافة إلى هدف التكتل في «تھیئة الأجواء لإجراء الحوار الوطني الشامل والمساهمة في إعداد الآراء والتصورات بشأن القضایا التي سیناقشھا مؤتمر الحوار، وأیضا تصحیح الاختلالات في مؤسسات الدولة المركزیة والمحلیة». وفي السیاق ذاتھ، قال الخبیر الاقتصادي الدولي، الدكتور عبد العزیز الترب، الذي اختیر نائبا لرئیس اللجنة التحضیریة للتكتل الوطني للتصحیح ل«الشرق الأوسط» إنھ اعتذر عن قبول المھمة واعتبر حضوره في مؤتمر الإشھار بأنھ للمباركة، ولیس لشغل أي موقع، وكشف الترب، وهو رئیس الاتحاد العربي للتنمیة ل«الشرق الأوسط» عن توجھات لدى الرئیس الیمني عبد ربھ منصور هادي بإعلان عدن إقلیما اقتصادیا منفردا، في إطار الجمھوریة الیمنیة، في إطار نظام فیدرالي متوقع إقراره في وقت قریب. وأشار الترب إلى أن مشاورات تجري معھ وشخصین آخرین من الخبراء الیمنیین من أجل إعادة تأهیل المنطقة الحرة في عدن، وفي هذا السیاق، قال ل«الشرق الأوسط» إنھ على استعداد تام لإعادة عدن ومینائھا إلى سابق عھدها، كأحد أبرز الموانئ في العالم خلال 5 سنوات فقط، وأكد أن المیناء تعرض خلال 3 عقود للتھمیش والإقصاء.