شهدت العاصمة صنعاء اليوم أول مؤتمر لأبناء اليمن داعم لمحافظة صعدة وسفيان والمناطق المجاورة لهما المتضررين من التواجد الحوثي. المؤتمر شهد حضور الشيخ صادق الأحمر، ووكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ حسن الشيخ، ووكيل وزارة الإدارة المحلية الدكتور كمال البعداني، وعدد من أعضاء مجلس النواب، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية. وفي كلمة عن أبناء صعدة وسفيان والمناطق المجاورة تحدث وكيل وزارة الصحة الدكتور عمر مجلي عن «فنون الإجرام وألوان الحرمان، وجور الظلم الذي تمارسه المليشيات الحوثية على أبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المجاورة لها من عمرانوحجةوالجوف، والتي سيطرت عليها تلك المليشيات بقوة السلاح وشبح الموت والتفجيرات». وأضاف: «إن ما تقدم عليه مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها أمر لا يقبله عقل أو منطق ولا دين ولا شرع، وهناك دماء تسال وحقوق تهدر وحرمات تنتهك وأموال تسلب وتنهب دون ذنب أو جريمة، في ظل صمت يدعو إلى الاستغراب». وأكد مجلي «أن مليشيات الحوثي تقوم باستغلال موارد المناطق التي سيطرت عليها في خدمة مشروعها التوسعي الذي اتضح جليا من خلال تجاوزات حدود محافظة صعدة». وأضاف مجلي: «مشروع تلك الفئة الملبد بغمامة العزل والتعصب وممارسة العنف وزرع الأحقاد والثارات يظهر بصورة جلية من خلال تعاملها مع الأحداث السياسية الحالية فكانت تلك الفئة سباقة في تأجيج الصراع والأزمات سابقا ولاحقا وداعية إلى الفوضى والتحريض على الانفصال والانقسام لتنفذ بذلك مآرب خاصة». ولفت وكيل وزارة الصحة «إلى أن الحوثيين يقومون بمحاولة إفشال الحوار الوطني، لأنه سيكشف الحقائق ويوضح للعالم حقيقة وطموح تلك الحركة التي تحمل السلاح والتمرد في وجه الدولة والنظام والقانون». وقال: «إننا أبناء محافظة صعدة وحرف سفيان والمناطق المجاورة لهما من خلال هذا المؤتمر نعلن تأييدنا الكامل للحوار الوطني الشامل لما يمثل من أهمية في معاجلة مشاكل اليمن ومشكلة صعدة بصفة خاصة». ودعا مجلي «الحكومة لإعادة النظر لحقيقة الوضع الحالي بصعدة وحرف سفيان وما جاورهما من تعويض وحقوق للمهجرين». من جهته وجه الشيخ محمد العماد نداء إلى رئيس الجمهورية وممثل الأممالمتحدة جمال بن عمر ورئيس لجنة الحوار إلى ضرورة تمثيل أبناء صعدة في الحوار وبنسبة مناسبة مع قضية صعدة. وقال: «يؤسفنا عدم تمثيلنا في الحوار وبالتالي فإن مخرجاته لن تكون عادلة، ولن تكون ملزمة لنا». مضيفاً «وإننا ونحن نعلن دعمنا للمؤتمر الحوار، نؤكد أن مشاكل البلاد لن تحل إلا بحوار وطني شامل». وأكد العماد أن عدد المهجرين من أبناء صعدة وحرف سفيان وصل إلى 300 ألف نسمة في حجةوالجوف، فيما عدد المنشآت المدمرة 17 ألف منشأة. وانتقد محمد العماد التعامل السلبي لحكومة الوفاق مع سلطة محلية بصعدة غير شرعية، مشيراً إلى أن السلطة الشرعية بالمحافظة لاتمارس مهامها، وتم تهجير موظفيها منذ مطلع 2012م. من جهتها استعرضت ليلى السفياني في كلمة المرأة المآسي والانتهاكات التي يمارسها الحوثيون. منوهةً إلى أن «هناك أكثر من 20 ألف يتيم، و10 آلاف معوق، و6 آلاف منشأة حكومية مدمرة بينها 100 مسجد نتيجة الحروب التي تمت بصعدة». وفي المؤتمر تم عرض فيلم وثائقي حول انتهاكات وجرائم الحركة الحوثية، استعرض مناظراً للقتل والتدمير، فضلاً عن طقوس مخالفة للإسلام".حسب الفيلم. نزع السلاح من جهته دعا المؤتمر في بيان عنه «رئيس الجمهورية إلى اتخاذ قرر بإعطاء أبناء صعدة وما جاورها حقهم في التمثيل لقضية صعدة كون الحوثي لايمثل إلا نفسه». ودان المؤتمر كل «أعمال العنف والجرائم والانتهاكات والمخالفات التي تورط بها الحوثيون وعصابته، ويحملونهم مسئولية استمرار الجرائم والاعتقالات والتعذيب والقمع والترويع في صعده وسفيان وغيرها». كما دعا المؤتمر بذات الوقت كل الهيئات والمنظمات والقوى المحلية والإقليمية والدولية إلى الالتفات «لمعانات عشرات الآلاف من المهجرين قسرا من صعده وسفيان وحجه والجوف"، مطالباً بإدانة واضحة لحركة الحوثي باعتبارها حركة حوثية إرهابية تنتج العنف واستخدام السلاح». ودعا المؤتمر العام الأول لأبناء اليمن الداعم لمحافظة صعده وسفيان والمناطق المجاورة– إلى نزع الأسلحة السيادية (الدبابات- العربات المدرعة- الصواريخ- المدفعية الثقيلة..الخ) من حوزة الحركة الحوثية كشرط هام لإثبات حسن النوايا والالتزام بالمواطنة الصالحة. وطالب الدولة بسرعة رفع ما وصفوها «المليشيات التي احتلت صعدة وسفيان وبعض مناطق الجوف وحجه، كون بقاء هذه المناطق خارج السيطرة الفعلية للدولة خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية». وأعلن المؤتمر رفضه لأي تلاعب بملف صعدة .. داعياً كل الأحزاب والقوى إلى عدم التنازل والتفريط بالثوابت والقضايا الوطنية الكبرى. وحث الحكومة على «توفير كافة احتياجات المهجرين قسرياً ورعايتهم حتى تضمن لهم الدولة عودة آمنة ومستقرة بعد انهاء حالة الفوضى وغياب الدولة في مناطقهم.مؤكداً بذات الوقت دعمهم مسار الوفاق والتسوية السياسية، ووقوفهم خلف رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي». وقد لوحظ في المؤتمر الإجماع على قضية صعدة وإدانة تصرفات الحوثيين، من خلال حضور الشيخ صادق الأحمر وشقيقه الشيخ هاشم الأحمر، مع الشيخ صغير عزيز، والطرفان سبق وخاضا مواجهة مسلحة بينهما في الحصبة بالعاصمة صنعاء عام 2011م.