دعا زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان, أمس, مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" إلى إلقاء السلاح والانسحاب من الأراضي التركية, في إعلان تاريخي يحيي الأمل في وضع حد لنزاع تعاني منه تركيا منذ 29 سنة. وقال أوجلان في رسالة تلاها نائب من حزب "السلام والديمقراطية" في دياربكر (جنوب شرق) أمام مئات الآلاف من الأشخاص "وصلنا الى مرحلة يجب أن يسكت فيها السلاح, ويجب أن تنسحب العناصر المسلحة الى خارج حدود تركيا". وأضاف "أقولها أمام ملايين الناس الذين يستمعون لندائي, إن عهدا جديدا قد بدأ يجب أن يتم فيه تغليب السياسة وليس السلاح". ويأتي إعلان أوجلان في إطار مفاوضات مباشرة أجرتها معه السلطات التركية منذ ديسمبر الماضي لوضع حد للنزاع الذي أسفر عن سقوط 45 ألف قتيل. من جهته, أكد القائد العسكري حزب "العمال الكردستاني" مراد كرايلان في تصريح لوكالة أنباء "فرات نيوز" الموالية للأكراد أن الحزب يتعهد احترام دعوة زعيمه إلقاء السلاح. وقال كرايلان من شمال العراق حيث توجد القيادة العسكرية لحزب "ينبغي أن يعرف كل العالم ان الحزب مستعد للسلام وللحرب معا, وفي هذا الاطار سنترجم الى فعل العملية التي أطلقها الرئيس أبو (لقب اوجلان)". وبعد ساعات على دعوة أوجلان إلى وقف اطلاق النار, أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, أن أنقرة ستوقف عملياتها العسكرية اذا أوقف الحزب "العمال الكردستاني" عملياته. وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي في لاهاي حيث التقى نظيره الهولندي مارك روتي, "إذا توقفت الأعمال العسكرية, فإن قواتنا ستتوقف عن شن عمليات عسكرية". ووصف مقاربة أوجلان بأنها "ايجابية", معتبراً أن "المهم هو أن نرى كيف سيطبق (وقف إطلاق النار) في الواقع", ومعرباً عن الأمل في أن يكون لذلك تأثير في أقرب وقت". من جانبه, رحب وزير الداخلية التركي معمر غولر, بدعوة أوجلان إلى وقف اطلاق النار. وقال غولر في تصريحات نقلتها وكالة "أنباء الأناضول" إن "اللغة التي استخدمت هي لغة سلام", موضحاً أنه "ينتظر النتائج العملية" لهذا النداء. وأضاف "سنرى بالتأكيد ماذا سيحدث", داعياً "متمردي حزب العمال الكردستاني إلى القاء السلاح والانسحاب من الاراضي التركية", مؤكداً أن الوقت حان "لتغليب المسار السياسي". في سياق متصل, عبرت دولة قطر عن ترحيبها بإعلان أوجلان, حيث قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية إن هذا الاعلان يعد خطوة مهمة لاستقرار تركيا والمنطقة بأكملها ومن شأنه إنهاء النزاع المستمر بين الحكومة التركية والأكراد منذ عقود طويلة.