أعلن معاذ الخطيب زعيم المعارضة السورية اليوم استقالته من الائتلاف الوطني مبررًا ذلك بحاجته للعمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية ، وهو ما أكده المتحدث باسم الائتلاف، فيما أرجع مقربون منه الاستقالة لعدة أسباب بينها غياب الدعم الدولي للثورة السورية ، بحسب وكالة الأناضول للأنباء. وعلى صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قال الخطيب في بيان له "كنتُ قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبَرُّ بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني". ولم يوضح الخطيب هذه "الخطوط"، غير أنه تابع مبررًا استقالته: "استقلت كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية. وإننا لَنفهمُ المناصب وسائلَ تخدم المقاصد النبيلة، وليست أهدافًا نسعى إليها أو نحافظ عليها". وقال في بيانه: "هناك واقع مر وهو ترويض الشعب السوري وحصارُ ثورته ومحاولة السيطرة عليها.، وكل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه ، وتهجير مئات الألوف والمآسي الأخرى ليس كافياً كي يُتخَذ قرارٌ دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه". وتابع الخطيب في بيانه في عبارة مؤثرة: "من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأبَى فله التجويع والحصار، ونحن لن نتسوّل رضا أحد، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنَمُت كما نريد نحن، وإن باب الحرية قد فُتح ولن يُغلق، ليس في وجه السوريين فقط بل في وجه كل الشعوب". وأشار إلى أن "النظام أضاع برعونته أثمن الفرص من أجل مصالحة وطنية شاملة، وحاولت العديدُ من الجهات الدولية والإقليمية جرَّ المركب السوري إلى طرفها". وتابع "رسالتنا إلى الجميع أن القرار السوري سوف يتخذه السوريون ، والسوريون وحدَهم، وسنتابع الطريق مع إخواننا الذين يهدفون إلى حرية شعبنا، وستكون هناك رسائل وتفاهمات مع كل الأطراف التي تشاركنا الآلام والآمال". وختم بيانه قائلا: "قليلاً من الصبر يا شعبنا..أليس الصبح بقريب". وعلى صعيد متصل رفض الجيش السوري الحر الاعتراف بغسان هيتو، رئيس الحكومة الموقتة الذي انتخبه الائتلاف السوري المعارض قبل ايام، بحسب ما افاد المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد لوكالة فرانس برس . وقال المقداد "نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لان الائتلاف المعارض لم يتوصل الى توافق" حول انتخابه الذي تم الثلاثاء في اسطنبول. واضاف "اتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الاركان (اللواء سليم ادريس) عندما اقول اننا لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلا من ان ينال التوافق". وانتخب هيتو باصوات 35 من اعضاء الائتلاف البالغ عددهم حوالى 50 عضوا، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من اعضاء الائتلاف قبل التصويت على انتخابه. وأعلنت شخصيات بارزة في المعارضة تعليق عضويتها اثر انتخاب هيتو، بينها المتحدث باسم الائتلاف وليد البني، والاعضاء كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي واحمد العاصي الجربا. وأورد المعارضون أسبابا عدة لقرار تعليق العضوية، منها الاعتراض على انتخاب هيتو والطريقة التي تم فيها ذلك. وقال المقداد "مع كل الاحترام لشخص غسان هيتو، من المستحيل على الجيش الحر ان يعترف برئيس حكومة لا يحظى باجماع من كل مكونات الائتلاف". واضاف "ندعو كل اطراف الائتلاف الى تصحيح الخطأ"، من دون تقديم ايضاحات اضافية.