خنقتني العبرات . .. وذرفت عيناي دموعاً حراء والتاع فؤادي حزناً وفارقني الكرى عندما تنادى الناس وتناقلوا خبر وفاة ذلك القلب الطيب والوجه البشوش والمربي العظيم صاحب الثغر الباسم والكلمة الصادقة والصدر الرحب دارت ذكراه في حنايا خيالي فلم أصدق أننا سنمضي في الحياة بدونه وأنه فارقنا بغير رجعة. يا رب نزعت من بيننا أخا حبيبا وصاحب فضل عظيم علينا وعلى دعوتنا الخالدة ألهمنا يا ربنا الصبر والسلوان لا نقدر على الفراق ولكنها سنة الحياة فصدق رسولنا الكريم في الحديث القدسي عن ربه ( أحبب من شئت فانك مفارقة) فقد حلت الفاجعة وتركت وفاته جرحا لا يندمل مع مرور الأيام ولكن عزاؤنا أن ذكراه الجميلة وعمله الناصع يواسينا في ما تبقى لنا في هذه الدنيا ولن ننساك ما حيينا ستذكرك زوايا المساجد التي كنت ترتادها وستذكرك مقرات الإصلاح التي لا يزال صدى صوتك يدوي في أرجائها وستذكرك لقاءاتنا الخاصة والعامة ستذكرك شوارع صنعاء وأحيائها وضواحيها سيذكرك كل شبر مشيت عليه وتركت لنا فيه بصماتك الواضحة, عزاؤنا أن تعيد لنا الدنيا شريط الذكريات بحلوها ومرها, لم ترتحل .. لم ترتحل يا دكتور عبد العظيم بل سبقتنا إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) .. . أراني إن ذكرتك هاج حزني … ودمع العين ينسكب انسكابا بكتك جوانحي وبكاك قلبي … وفقدك صار يكوينا عذابا بكتك ضمائرٌ وكذا نفوسً … كأنك كنت توليها العتابا بكتك الطير والأغصان حزناً …كأنك كنت تسقيها الشرابا بكتك الأرض أوهاداً وسهلاً … كأنت للربا كنت السحابا ( من مرثية بن باز )