واصلت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد لليوم الثامن على التوالي قصفها لمدينة الحفة المحاصرة في محافظة اللاذقية والتي منع مراقبون دوليون من بلوغها بعد ظهر أمس الثلاثاء، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل 50 شخصا برصاص الأمن السوري في مناطق مختلفة من سوريا. وقال المرصد في بيان: "لا تزال مدينة الحفة وقرى مجاورة لها في محافظة اللاذقية تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المنطقة" بعد أن تم استقدام "تعزيزات عسكرية" إليها أمس الثلاثاء. وترافق القصف على المنطقة طوال أسبوع مع اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة وفي بعض القرى المجاورة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، ما تسبب بمقتل 120 شخصا هم 68 عنصرا من القوات النظامية و29 من المقاتلين و23 مدنيا، بالإضافة إلى مئات الجرحى، بحسب المرصد. ويتحصن في الحفة وجبل الأكراد المجاور مئات المقاتلين المعارضين، فيما تبعد الحفة 16 كيلومترا عن قرية القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الناشط أبو محمد من اللاذقية تمكن الجيش السوري الحر من الدفاع عن الحفة، لكن الوضع الإنساني كارثي. وأضاف: "القصف يستمر عنيفا منذ الصباح وتستخدم فيه قوات النظام المروحيات والدبابات"، مشيرا إلى تدمير شبه كامل لقرية الدفيل المجاورة للحفة. وأشار إلى "عدم وجود خبز في المدينة منذ أسبوع تقريبا" وإلى أن السكان غير قادرين على النزوح بسبب حدة القصف وعشوائيته. ومنع عدد من السكان الموالين للنظام في قرية الشير في ريف اللاذقية أمس الثلاثاء وفدا من المراقبين الدوليين من بلوغ مدينة الحفة المجاورة. وقال المرصد إن هؤلاء أقاموا "حاجزا بشريا" عبر تمددهم أرضا، فقطعوا "طريقا رئيسيا تقود الى مدينة الحفة"، ما حال دون مرور سيارات المراقبين. وذكر التلفزيون السوري الرسمي من جهته أن "أهالي ريف اللاذقية حاولوا شرح معاناتهم من المجموعات الإرهابية المسلحة لوفد من بعثة المراقبين أثناء مروره في قراهم، لكنه لم يستمع إليهم، بل قامت إحدى سياراته بدهس ثلاثة مواطنين، اثنان منهم في حالة خطرة". ولم يكن في الإمكان الحصول على تعليق فوري من بعثة المراقبين على الحادث. كما استمر القصف أمس الثلاثاء على أحياء عدة في مدينة حمص (وسط) ومدن أخرى في المحافظة (تلبيسة والقصير والرستن)، بحسب المرصد وناشطين. وقال المرصد السوري إن حي الخالدية في المدينة تعرض لسقوط قذائف وإطلاق نار مصدره "القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي منذ أيام". كما تتعرض مدينة الرستن بحمص لقصف عنيف بالطائرات المروحية وراجمات الصواريخ أوقع قتيلين على الأقل وعشرات الجرحى وفق الهيئة العامة للثورة. وقتل ثلاثة مواطنين في ريف القصير اثنان منهم برصاص حاجز قرية ربلة، وثالث في قرية جوسية إثر مداهمة قامت بها قوات الأمن. كما أفاد المرصد عن تعرض بلدة حريتان في محافظة حلب (شمال) لقصف أمس الثلاثاء من القوات النظامية "التي تحاول اقتحامها بعد أن تكبدت خسائر بالأرواح والمعدات خلال الأيام الفائتة إثر اشتباكات على مداخل البلدة" مع مجموعات مقاتلة معارضة. يأتي هذا التصعيد بعد ساعات من ارتكاب قوات النظام مجزرة جديدة فجر امس الثلاثاء في دير الزور قتل فيها 31 شخصا وأصيب أكثر من سبعين آخرين وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وذلك بعدما استهدف قصف مدفعي للجيش النظامي مظاهرة في الجبيلة تندد بالمجازر التي حصلت بالمناطق الأخرى من البلاد وتنادي بالحرية وإسقاط النظام. وأشار ناشطون إلى أن كثيرا من الجثث ما زالت تحت الأنقاض في الجبيلة. وفي سياق متصل، قامت قوات الجيش والأمن السوري صباح أمس الثلاثاء في محاولة لاقتحام مشفى النور في الجبيلة لخطف الجرحى، ولكن وبسبب تواجد عناصر حماية من الجيش الحر أمام المشفى دارت اشتباكات بين الجانبين ولم يتمكن الجيش النظامي من خطف الجرحى وفق ناشطين. وكانت لجان التنسيق المحلية قد ذكرت أن 109 أشخاص على الأقل قتلوا أمس بنيران قوات النظام، معظمهم في حمص وإدلب ودير الزور. ووجه ناشطون في حمص وإدلب وفي بلدة الحفة قرب اللاذقية نداءات استغاثة للمجتمع الدولي للتدخل لإيقاف قصف قوات النظام المتواصل منذ أيام.