توقعت باحثة ألمانية الأن يشهد حزب الإصلاح إعادة هيكلة داخلية ستئول لصالح جماعة الإخوان المسلمين. وأكدت الباحثة الألمانية «مارايكا ترانزفلد» في بحث نالت به درجة الماجستير من قسم العلوم السياسية جامعة فريدرش الكسندر – ارلانجن بألمانيا خلال العام الدراسي 2011-2012م إن الإصلاح «سيكون بمقدوره بعد التغييرات الجديدة التخفيف من أعبائه التاريخية، مع انعدام الفرصة أمام الفصيل القبلي في أن يلعب دورا مهما في المرحلة القادمة». وحمل البحث عنوان «تدي جالوت: التجمع اليمني للإصلاح ونضاله من أجل التغيير السياسي 2006-2011» وتحدثت الباحثة الألمانية عن ثلاثة فصائل داخل حزب الإصلاح هي «الفصيل القبلي المتمثل في أسرة آل الأحمر ومن يتصل بهم، والفصيل السلفي المتمثل في الزنداني و من يتصل به، والفصيل الإخواني». وأشارت الباحثة إلى أن حزب الإصلاح خلال إنتخابات 2006 سار في اتجاهين، حيث تمكن الحزب من تسخير موارد القبلة لصالح مسار الحزب المعارض للنظام، أما الفصيل الثاني بقيادة الزنداني فقد ظل على ولائه للنظام، وقد بدا ذلك واضحا في الحملات الانتخابية التي بدأت في اغسطس 2006. وقالت الباحثة: إن «إنتخابات 2006 أسفرت عن تشكل جديد للاصلاح، إذ أصبح الحزب يتحالف فيه الفصيل القبلي والفصيل الاخواني جنبا إلى جنب في معسكر المعارضة، فالشيخ حميد مال نحو المعارضة بصورة جلية، و اكتفى والده بالتراخي مع المجموعة الاصلاحية القادرة على الصراع رغم بقائه في دائرة الجماعة الاستراتيجية أما الفصيل السلفي بقيادة الزنداني فقد ظل مواليا للنظام طيلة الفترة الانتخابية كون مصالحه لازالت تقتضي البقاء في صف النظام، وهو الأمر الذي مكّن لهذا الفصيل من التمدد في السنوات التي تلت الانتخابات». وأشادت الباحثة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك .. وقالت «على الرغم من النتيجة الظاهرة للانتخابات فقد استطاعت أحزاب اللقاء المشترك خوض الانتخابات دون اللجوء إلى العنف، وأصبح بمقدورها إيصال رسالتها إلى الجمهور في ظل منافسة سلمية لم يكن النظام يرغب في أن تكون كذلك». وأكدت أن نظام صالح لجأ في مواجهة تكتل اللقاء المشترك إلى إغلاق ملف الانتخابات إلى إغلاق فضاء الفعل السياسي و فرض حالة من الجمود، وهو الأمر الذي يؤكد ما تذهب إليه الدراسات المختصة بطبيعة الأنظمة الشمولية التي تمارس اللعبة السياسية، وكأنها ترسم بالمنقلة دائرة تضيّق فيها حدود المشاركة وتوسعها وفقا للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها». وقالت الباحثة الألمانية في دراستها إنه في «انتخابات 2009 أصبح بمقدور لجماعة الإخوان القادرة على الصراع وحليفها الجديد الشيخ حميد المكانة الأولى، وأصبح للجماعة الاستراتيجية مكانة ثانوية». وأكدت الباحثة أن الإصلاح «استطاع على الصمود أمام سياسة نظام صالح القائمة على سياسة فرق تسد، وما مكنها من مجابهة النظام».