ليس مهما أن تمارس السياسة إذا لم يكن لك مشروع مجتمعي وبناء مؤسساتي ونسقا فكريا مدعم بقيم الحوار الإبتكاري وديناميكية حراك التداول على السلطة ، وإذا لم تكن لديك ميكانزمات وأدوات مادية تتحول السياسة كحال السياسين إلى آلة فارغة ومعطلة ، هذا مايلاحظ في الساحة السياسية ؛ فالأحزاب الكبيرة بحكم سلطة المال وشبكة العلاقات العامة الأقليمية والدولية من مؤسسات وطاقات بشرية ، واستثمار إعلامي ، واحترافية في تحويل الرأي العام وتعبئته ؛«القطيع دوما يحركه راع». وحتى المحترفين للسياسة يدركون أن العامة لاتفكر سياسيا بل هي تفكر على مستوى الصورة ، وفي المجتمعات الدينية يستغل الدين كتعبئة ، تبقى الأحزاب الصغيرة في زحمة التدافع مهوسة بفوبيا التزوير ويرتكز خطابها السياسي على إدانة الأجهزة فى الدولة بخيانة المسؤولية ووسمهم بالفشل في إدارة العملية الإنتخابية ، وان كان خوفا له مايبرره إذ يستحيل أن تكون الإدارة محايدة حياد مطلق .. حتى في الدول العظمى الإدارة متحيزة لفئة ما ، حتى أمريكا فرأس المال محرك كبير في العملية السياسية .. وتطلب الأحزاب المراقبة الأجنبية من هيئات حكومية وغير حكومية وإن كانت فكرة هيئة غير حكومية ، فضفاض نوعا ما وإلا لما تدخلت أمريكا في قضية المنظمات الناشطة في مصر هل هذه المنظمات تكفي لتكون انتخابات نزيهة. هل هذه المنظملت الغير بريئة تعمل حقا على الرقي بالمجتمعات العربية؟ وماهو ثمن هذا ؟ فهل دولة كأمريكا تنتهك حقوق الإنسانية ، ويحرق جنودها في إحدى القواعد بأفغانستان للمصحف تسمح بفوز الإسلام ؟ هل هذا هو الإسلام الذي أرادته أمريكا بعد الحادي عشر من سبتمبر ؟ أم أنها تبحث عن سياسة خاصة بها تقوم بوضع قواعد وبروزلها فى العالم العربى تحت مبداء أنها تحمى العملية الديمقراطية هذا هو الحال الآن.