صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقوط النظام السياسي العراقي وضرورة الإنقاذ الوطني
نشر في أخبار الساعة يوم 05 - 05 - 2010


العراق دولة اللاقانون والمسالخ البشرية
هشاشة النظام السياسي وسراب الدولة العصرية
إرهاب الفرد والمجتمع وغياب الأمن الوطني
فقدان الكيان العراقي الموحد والمستقل
يقف العالم اليوم على مفترق طرق بين الفوضى الكونية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها, وتعاظم نزعتها العسكرية التي باتت تعسكر كافة الحلول السياسية والدبلوماسية في العالم, وبين فلسفة العالم المتحضر, وحضور النظام الرسمي الدولي ببزته القانونية ,والتي يفترض انها تحقق الأمن والسلم الدولي , وفق معايير قانونية تستند على المنظومة القيمية الدولية والتي خطتها تجارب الشعوب, ورسختها دماء المجتمعات وتجاربها الأليمة من جراء الحروب والنزاعات , والتي طالما تعرضت لظلم وبطش القوى الكبرى, وشهد عالمنا المعاصر تعاظم الامبريالية الحديثة وفق مفهوم العولمة وعسكرتها , وأضحت تلغي دور النظام السياسي الوطني والشعب الحي والوطن الموحد والأمة وثوابتها, وشهدنا اكبر جريمة عرفها التاريخ المعاصر, وهو حصار وغزو العراق وتدمير دولته وتهجير وقتل شعبه , والتحكم بالمقدرات البشرية والاقتصادية والسياسية العراقية, عبر الأدوات السياسية التي ساهمت بغزو العراق, وعززت وجوده العسكري حتى اليوم, كما وعززت فلسفة الاستعمار الناعم ,واستعباد الشعب العراقي , ومصادرة حقوقه الأساسية , ولعل أبرزها حق الاستقلال وتقرير المصير .
لابد من الولوج الى عمق الأزمة العراقية(أزمة احتلال العراق) وتداعياتها على الشعب العراقي, واستعراض عدد من المحاور الأساسية ذات الطابع السياسي, والتي يفترض انها ركائز أساسية واستحقاق شعبي وجماهيري لا يمكن التفريط به , وبنفس الوقت يحدد الهوية السياسية للشعب العراقي, ويحافظ على ديمومتها وتماسك مجتمعه , وبالتأكيد انها غائبة مع غياب الكيان العراقي الحالي, والذي مزق وشوه عناصره الاحتلال المركب للعراق, نظرا لما أرساه من بنى تحتية قانونية ومؤسساتية هشة وهجينة وتابعة لمشروعه الجشع في العراق , ناهيك عن فقدان الآمن الوطني , والأمن المجتمعي والشخصي عن لوحة الأمن الوطني الشامل,مع هشاشة تشكيل القوات الحالية ووحشيتها , وأتباعها العقيدة الأمريكية التدريبية والعملياتية ,وانتهاجها الفلسفة المليشياوية الطائفية, مما انعكس سلبا على استقرار وسلامة الفرد والمجتمع العراقي,وقد خلف فجوة كبيرة بين الشعب والقوات المسلحة , خصوصا بعد انتهاك حقوق الإنسان والمواطنة العراقية التي يقرها القانون الدولي والدستور الحالي, وفضائح نزع الاعترافات من المعتقلين بالقوة من خلال استخدام كافة وسائل التعذيب الشاذة والاغتصاب في السجون أمام مرأى ومسمع دول العالم المتحضرة , ناهيك عن القتل دون محاكمة والرقص فوق جثث العراقيين العزل في الشوارع وكما أظهرتها وسائل الإعلام مؤخرا, وتلك الممارسات الإرهابية الهجينة طارئة على ثقافة الشعب العراقي ولا تتسق مع القيم والمفاهيم الوطنية والأخلاقية, وبالتأكيد انها انعكاس لهشاشة البني التحتية الماسكة بالقرار السياسي وسلوكها الطائفي الإجرامي ,والتي أرسى دعائمها الاحتلال الامريكي والنفوذ الإقليمي, مما افقد الشعب العراقي حقه في الحياة الحرة الكريمة ,وغياب دولة عصرية موحدة مستقلة تستند على المنظومة القيمية ,وتفاعل طبقة سياسية وطنية رصينة تليق بمكانته وتاريخه المشرف وصمود شعبه طيلة العقود الماضية.
العراق دولة اللاقانون والمسالخ البشرية
تعد الدول العصرية أهم عناصر القوة هي رأس المال البشري, وتسعى الدولة والطبقة السياسية للحفاظ على ديمومة وسلامة هذا القدرة ومكوناتها من بطش القوى الخارجية, والحكومات والأحزاب المتطرفة, والمنظمات الإرهابية,والجريمة المنظمة, وتعد مؤسسات الدولة العصرية منظومة قوانين آمرة لحماية الشعب , ومنحه قدر كبير من الحقوق والحريات , والسعي الى تنميته وتطوير إمكانياته , وصولا الى الرخاء والسلم المجتمعي , والتقدم في ميدان التنافس الدولي, من خلال الحفاظ على طاقاته العلمية ونخبه الفكرية والاجتماعية , وتنمية الطبقة الوسطى بمختلف تخصصاتها , لتكون قادرة على قيادة الدفة السياسية والعسكرية والاقتصادية في مواجهة التحديات والتهديدات الخارجية والداخلية وكذلك صناعة القرار وتخطي الأزمات.
استخدم السياسيون الجدد عبارات الخطاب المزدوج, لتغليف السم بالسكر وتطبيع المجازر الدموية وجرائم الإبادة البشرية ضد الشعب العراقي, وتحت شعار "فرض أو تطبيق القانون"ولعل عبارة "دولة القانون أو الوحدة الوطنية" تعد مثيرة للسخرية والاستهجان, خصوصا إذا علمنا أن من يتبنى تلك العبارة أحزاب راديكالية طائفية مليشياوية موغلة بدماء العراقيين, ولطالما مارست الجريمة السياسية والإرهاب المنظم ضدهم , وبأبشع الصور منذ استلامها مقاليد الحكم الذي أرسى دعائمه الحاكم المدني "بريمر" وحدد زواياه المظلمة القانونية والمؤسساتية, وقد شهد الشعب العراقي مجازر التطهير الطائفي منذ حكومة 2005 وحتى اليوم, وكانت تلك العمليات تنفذها المليشيات الطائفي وفرق الموت والمجاميع الخاصة المختلفة المرتبطة بأجندات إقليمية, وصورت ذاكرة الشعب العراقي أبشع المناظر للتطهير والتعذيب والذبح والشواء البشري في مؤسسات الحكومة ووزارتها ,وكذلك السجون السرية للمليشيات والأحزاب الطائفية دون مسائلة قانونية دولية تذكر ولم تختلف الحكومة الحالية في سلوكها بل عززت القمع المجتمعي والإقصاء الطائفي تحت يافطة دولة القانون؟, ولعل ابرز مسميات هذه الحكومات الدموية هي حكومة الدريل وابرز فضائحها مسلخ الجادرية الشهير التابع لوزارة الداخلية في حينها , والذي كشف أمره لوسائل الإعلام قوات الاحتلال الامريكي التي باركت لجزاريه وهي تعلم المجازر الطائفية التي حدثت فيه, وكذلك دولة اللاقانون والمسالخ البشرية ,ولم تجري أي محاكمة لرؤساء تلك الحكومات ورموزها المليشياوية , بل وكافأتهم أمريكا من خلال السماح لرموزها بتسلق مناصب وزارية حساسة وسيادية ومنهم أعضاء في البرلمان العراقي القادم ومرشح لرئاسة الوزراء؟, وأين القضاء والمحاكم الجنائية لهؤلاء, ولابد من إطلاق تسمية على دولة العراق المغتصب اليوم "دولة اللاقانون المسالخ البشرية" .
هشاشة النظام السياسي وسراب الدولة العصرية
تطالب الشعوب والمجتمعات في العالم بحقوقها السياسية والمدنية , وأبرزها إرساء مؤسسات مهنية وحرفية وطنية مستقلة, تحقق مفهوم الدولة العصرية , وينعكس ذلك على طبيعة أداء النظام السياسي , والذي يفترض أنه يحدد ببرنامج سياسي وطني, لتحقيق الاستقرار والرفاهية والتنمية للشعب العراقي , مع ضرورة وجود منظومة تقييم ومسائلة عن تطبيق البرنامج, و قد انتشرت مؤخرا لأغراض الدعاية الانتخابية الشعارات والبرامج الوطنية المختلفة ومن المضحك انها تصدر من أحزاب راديكالية طائفية متشددة وسلوكها في السلطة خلف ضحايا بشرية بأرقام فلكية خلال سلطتها , ولعل ما يميز تلك الشعارات استخدام عبارات الخطاب المزدوج, التي تغازل جراح المواطن ,ورغبته بالتغيير , والهروب من الجحيم الدموي الذي يقبع فيه المجتمع العراقي حتى اليوم, والذي مورست ضده كافة أساليب القمع والإرهاب السياسي منذ الغزو الامريكي عام 2003 وحتى اليوم, ومن حق الشعب العراقي أن يطالب بالإنقاذ الوطني ودولة عصرية متماسكة ونظام سياسي وطني يتناسب أدائه مع تضحيات الشعب العراقي, ومكانة العراق العربية والإقليمية والدولية ,وهو حق شرعي للشعب لا يمكن التفريط فيه مهما تعددت التحديات والتهديدات وتكالبت المخططات الاستعمارية.
لابد من السؤال عن الدولة العصرية , وما هو مفهومها ؟, ويتناول مفهومها الجوانب الصناعية والاقتصادية والسياسية والمرافق العامة وأداء الأجهزة الحكومية ..الخ, وقد عرفها المختصون والخبراء بالعلم السياسي:- ((أن الدولة العصرية هي التي تحقق استمرارية للأهداف أو الركائز الست لبناء المجتمع وهي التنمية المستدامة – الدموغرافية المستدامة – الديمقراطية المستدامة – الأمن المستدام – الاستقرار المستدام – الحراك الاجتماعي المستدام)) وهنا نجد أن معنى "المستدام" هو الاستمرارية والتطوير والتقييم , وتتمثل في بناء شبكة من العمليات والمفاهيم والهياكل والقيم الذاتية التي تحقق الركائز الست السابقة الذكر, وعند المقارنة البسيطة لسلوك الدولة الحالية ,والتي أرسى دعائمها الاحتلال , ونتائج سياساتها ,سنجد أن البون شاسع ولا توجد مقارنة تذكر, لان جميع الركائز الست مفقودة , بل وتهشمت على صخرة الطائفية السياسية , نظرا للسلوك السياسي والعسكري والاجتماعي للطبقة السياسية ومؤسساتها التنفيذية.
لابد من التقييم ((التجربة الدم قراطية في العراق)) وفق الإصرار الامريكي , وسلوكيات أدواتها السياسية ,وإطار حركة النظام السياسي سواء السياسة الخارجية أو الداخلية , ومدى الترابط بينهما , وسنشير الى الخطوط العريضة دون الدخول بالتفاصيل, ولو أن التفاصيل جوهرية تضبط إيقاع المنهج الوطني , ويجري تقيم السياسة الخارجية لأي دولة في أطار أربعة أهداف محورية ,والسياسة الداخلية بثلاث أهداف محورية ,ونترك مقارنتها للقارئ بما حققته الدولة في السنوات الماضية وحجم الملفات الكارثية التي خلفتها التجربة الديمقراطية على العراق وهي:-
السياسة الخارجية
السياسة الداخلية
تعد تلك المهام في السياسة الداخلية متداخلة مع بعضها البعض بحيث كل منها يكمل الآخر, لان تحقيق الخدمات الأساسية تؤمن التعبئة الشعبية وتحقق المشروعية التي يمنحها الشعب أيمانا بكفاءة النظام ومهنيته, وبنفس الوقت تأمينها يحقق الاستقرار وتخطي الأزمات والتوترات والنزاعات , وخلافا لذلك لا مشروعية لنظام يتجاهل حاجيات شعبه الأساسية ويمارس القمع المجتمعي, ومؤسساته تمتهن كرامة المواطن, وثقافة القتل الطائفي والتهجير سمة للسياسيين.
إرهاب الفرد والمجتمع وغياب الأمن الوطني
يتعاقد الشعب مع النظام السياسي لتحقيق أمنه الشامل وديمومة الدولة ووحدة أراضيها وسلامة شعبها , وكذلك الأمن المجتمعي والشخصي, والخاص بالأسرة والمجتمع وتنميتهما ,لان الأمن هو العمود الفقري في سياسة أي دولة بل هو مبرر وجود الدولة ككيان سياسي, وان المهمة الأولى للدولة تحقيق الأمن والخروج من حالة الفوضى وشريعة الغاب , ويعد الأمن محور العقد الاجتماعي في الفكر السياسي التقليدي وجوهره(( غياب الخوف واختفاء التهديد وسيادة الاطمئنان النفسي)) أي انه يتسم بسمات ثلاثة مادية وهي:-
ويعتمد تحقيق ذلك على ثلاث مستويات للأمن وهي:-
تشير القواعد الفقهية الأمنية الى أن جذر المشهد الأمني هو المشهد السياسي, وقد بني المشهد السياسي في ظل الاحتلال على أساس التقطيب الطائفي والعرقي وسياسية الانتقام والحقد الطائفي ولا يزال, وبذلك يلغي مفهوم الشعب والوطن والأمة ,ويفضي الى مشروع التقسيم الطائفي المذهبي, وقد تمكنت دوائر الاحتلال من إحلال ثقافة المليشيات والمرتزقة والمخبر السري ,وتلغي بذلك الهيكل السياسي لدولة العراق المتخم بإرث حضاري,وقد افتقر المشهد الأمني العراقي لأبسط مقومات الأمن وهو "غياب الخوف" و"سيادة الاطمئنان" و"تحقيق الاستقرار" , وبما أن الاضطراب السياسي وغياب الحلول السياسية العقلانية الناجعة قد شكل اضطراب مزمن للملف الأمني , مما جعل الشعب العراقي يعيش كارثة بين مهجر ومعتقل ومعذب ومغتصب ومقتول وجائع ومضطهد وعاطل عن العمل, ومن الحقوق التي لا يفرط بها الشعب العراقي هو تحقيق الأمن الشامل ابتداء من الأمن الوطني والأمن المجتمعي والشخصي, وتلك مبررات وجود الدولة والنظام السياسي ورموزه, وفي حالة فقدانها فإنها لا تمتلك الشرعية والمشروعية في الحكم وان انتخبت, ويستوجب محاكمتها وإقالتها.
فقدان الكيان العراق الموحد والمستقل
تعد من ابرز الحقوق الشعبية والمجتمعية التي يطالب بها الشعب العراقي هو وجود كيان الدولة العراقية الموحدة, والمستقلة بقرارها السياسية , والمتكاملة بعناصرها الأساسية , والمدعمة بمرتكزات فكرية ومهنية وحرفية رصينة, تحقق التنمية والرخاء والاستقرار, وتؤمن التقاطع الدولي الرصين الذي يعتمد مبدأ التكافؤ في كافة الميادين ويحتكم الى المصلحة العليا للعراق وإرادة شعبه, ويفتقر العراق في ظل الاحتلال لأبسط المقومات القانونية والشرعية والمشروعية لكيان أو دولة العراق, أذا ما قورنت بأي كيان في العالم , وفق المرتكزات الأساسية الثابتة والمتغيرة وتلك المرتكزات معترف بها دوليا ,وتعد قاعدة فقهية سياسية لتحقق الحماية والرفاهية للمجتمع وفق نظرية العقد الاجتماعي على الأقل وابرز عناصرها الثابتة والمتغيرة هي:-
تشير الحقائق التاريخية بان الشعوب هي من تصنع المجد والتاريخ ,وبنفس الوقت تتلقى الصدمات والكوارث البشرية, نتيجة لاختلال موازين القوى الدولية , واتساع رقعة الأطماع الامبريالية للدول الكبرى, والعمل بازدواجية المعايير الدولية , والتلاعب بالقانون الدولي ومؤسساته وفق أهواء وأطماع تلك الدول, وبالتأكيد هذا لا يعفي الدولة ومؤسساتها ونظامها السياسي من المسئولية والتحسب لتلك التهديدات, وتحقيق التوازن السياسي والعسكري لردع الأخطار,ونظرا للمأزق العراقي الحالي وفقدان البوصلة الوطنية وتعاظم الملفات الإنسانية الكارثية وسيادة القمع والإرهاب السياسية الذي يمارس ضد الشعب العراقي ,وكذلك الفساد المالي والإداري والسياسي , والإيغال في التهجير والقتل والاعتقال والاغتصاب تحت يافطة المصالحة الوطنية؟ وقد أشار "معهد الحرب والسلام الامريكي" الى فشل الحكومات في تحقيق "المصالحة ومحاربة الفساد وتحقيق الأمن والاستقرار" ومن فمك أدينك فهي صناعتكم بامتياز!, فلابد إذن من البحث عن حكومة الإنقاذ الوطني التي تعيد للعراق وشعبه مكانتهم وكرامتهم المستلبة , وابرز حقوق الشعوب الحية والمجتمعات العصرية , هي دولة المؤسسات التي تؤمن الخدمات الأساسية لكافة الشعب دون تمييز أو إقصاء, وبناء قوات مسلحة مهنية حرفية مستقلة تطبق القانون وتدافع عن الحدود السياسية للوطن وتحفظ كرامة شعبه وحقوقه الدستورية, وتامين العيش الرغيد للمواطن والحاجات الأساسية, وكذلك الحفاظ على المال العام الذي يعد ضامنا لحقوق الشعب ومحاسبة الفاسدين والمتلاعبين به, وتحقيق التنمية البشرية والعلمية والاقتصادية والمؤسساتية, مع ضرورة وضع منظومة قوانين متجانسة مع أرادة الشعب , كالدستور والقوانين الأخرى الملحقة التي تضبط إيقاع تطبيق الدستور دون تلاعب أو تجاوز, وإنشاء مؤسسات قانونية نزيهة مستقلة تراقب وتحاسب أداء الدولة ومؤسساتها والمواطن وتجاوزاته والقانون وتطبيقاته, مع ضرورة تعزيز مؤسسات السلطة الرابعة الإعلام وضمان حرية الرأي, إضافة الى السلطة الخامسة منظمات المجتمع المدني, وتعد تلك مؤسسات امتصاص الصدمة من بطش الحكومات في حال خروجها عن البرنامج السياسي والأطر القانونية,وتحقيق التوازن المعيشي المجتمعي ,وإطلاق السبل المالية لذلك, وتعد الثروات ملك للشعب وعلى الدولة تؤمن الرخاء المجتمعي من خلالها ,مع ضرورة إنهاء الاحتلال وجلاء قواته بشكل حقيقي وليس التضليل بعبارة الانسحاب بغية التخدير السياسي ,وتحقيق المكانة السياسية والمعنوية للدولة ورعاياها, ولابد من مقارنة سراب الدولة والكيان العراقي الحالي مع ابسط مقومات وحقوق الشعب بالدولة العصرية والنظام السياسي الوطني , وسنجد أن الفوضى السياسية ,والتجريف المجتمعي, وتدمير مؤسسات الدولة, ونهب ثرواته من قبل الوزراء والسياسيين والأحزاب سمة أساسية, والسعي للتقسيم منهجا ,وجعل الدولة والكيان العراقي في خبر كان , وبات الشعب العراقي يبحث عن منجد هنا وهناك وأضحى مهجر في كافة أنحاء العالم كسمة ديمقراطية مقبولة أمريكيا ودوليا؟, ولكن لا يمكن للشعب العراقي التفريط بحقوقه الأساسية مهما قست الظروف ومهما تكالب الأعداء لنهش العراق خصوصا بعد فضح كافة المخططات والتي تريد بالعراق وشعبه السوء والدمار والقتل , وسقوط النظام السياسي الحالي وانتهاجه فلسفة شريعة الغاب إذ لابد من الإنقاذ الوطني العاجل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.