صحيفة امريكية تنشر تفاصيل عن عملية الموساد في إيران    اغلاق السفارة الامريكية في اسرائيل وهجوم جديد على طهران وترامب يؤمل على التوصل لاتفاق مع إيران    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «الأخيرة»    الأمم المتحدة.. الحاضر الغائب!!    تبعات الضربة الإيرانية على إسرائيل    خلال تفقده الانضباط الوظيفي في وزارتي النقل والأشغال العامة والنفط والمعادن    الكيان الصهيوني و «تدمير الذات» سيناريو الحرب الكبرى وعبث نتنياهو الأخير!!    أكد تأييد اليمن للرد الإيراني على العدوان الصهيوني .. قائد الثورة : الأمة بحاجة لاستعادة معادلة الردع في مواجهة العدو الإسرائيلي    ثابتون وجاهزون لخيارات المواجهة    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    عراقجي: امريكا واوربا تشجع عدوان اسرائيل والدبلوماسية لن تعود إلا بوقف العدوان    الصحة العالمية: ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بحمى الضنك في محافظتين يمنيتين    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    مرض الفشل الكلوي (8)    الرزامي: أكبر صرح طبي في اليمن ينهار    تعيين غاتوزو مدرباً للمنتخب الإيطالي    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    إيران تستهدف اسرائيل برشقة صاروخية جديدة    الاطلاع على سير العمل في الوحدات التنفيذية التابعة لمصلحة الضرائب    الحلف والسلطة يخنقون الحضارم بقطع الكهرباء    شعب حضرموت يفسخ عقد الزريقي    بدء حملة كلورة للمياه في ذمار    رئيس الوزراء يوجه بسرعة إطلاق العلاوات للجامعات والتربية والتعليم والصحة    البكري يرأس اجتماعًا لوكلاء القطاعات العامة ويناقش إعداد خطة ال (100) يوم    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    يوفنتوس يجهز عرضًا ضخمًا لجيوكيرس    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    معهد وايزمان تدميره أفقد إسرائيل مكاسب كثيرة    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    قوات الجيش تعلن إفشال محاولة تسلل شمال الجوف وتكبّد المليشيا خسائر كبيرة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 15 يونيو/حزيران 2025    محافظ ابين يوجه بمعاينة طريق ثرة والرايات البيضاء تواصل حوارتها لفتح الطريق    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    انهيار جزئي في منظومة كهرباء حضرموت ساحلا ووادي    الضالع.. رجل يفجّر قنبلة داخل منزله ويصيب نفسه وثلاثاً من أسرته    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    كسر وجراحة.. إمام عاشور خارج المونديال    العرب ومآلات الحرب الإيرانية الإسرائيلية:    اسبانيا تخطف فوزاً من رومانيا في يورو تحت 21 عاماً    اليغري كان ينتظر اتصال من انتر قبل التوقيع مع ميلان    حضرموت.. خفر السواحل ينقذ 7 أشخاص من الغرق ويواصل البحث عن شاب مفقود    بعد أيام من حادثة مماثلة.. وفاة 4 أشخاص إثر سقوطهم داخل بئر في إب    صنعاء.. التربية والتعليم تحدد موعد العام الدراسي الجديد    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    - اليك السلاح الفتاك لتقي نفسك وتنتصر على البعوض(( النامس))اليمني المنتشر حاليآ    اغتيال الشخصية!    الأستاذ جسار مكاوي المحامي ينظم إلى مركز تراث عدن    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    اليابان.. اكتشاف أحفورة بتيروصور عملاق يقدر عمرها ب90 مليون عام    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العرقنة النازفة من نظرية الدولة الى فوضى العالم الرابع
نشر في حشد يوم 14 - 05 - 2011


الدولة الوحدة الأساسية في السياسية الدولية
العراق دولة ممزقة تفتقر للإرادة الوطنية
التهديدات والتحديات بعد الانسحاب الأمريكي

روجت الإدارات الأمريكية مشروع " العراق الديمقراطي أنموذجاً للمنطقة" كمبرراً لغزو العراق, و تؤكد الحقائق عكس ذلك وانزلاق العراق من "نظرية الدولة" الى"الفوضى المطلقة" في العالم الرابع
[1]
, ويعد هذا العالم بمثابة مقبرة للدول الممزقة والمقسمة والتي عصفت بها حروب النفط والنزاعات الأهلية وتفاقمت فيها ضحايا الحرب البشرية والمادية, وتتسم دوله بالفوضى الشاملة والنازفة , وفساد وتخلف الدولة والسلطة الحكومية,وتفتيت ديموغرافيتها, وتستخدم فيها المرتزقة بدلا من الطبقة الوسطى الوطنية, وشياع ظواهر المليشيات والإرهاب الوافد, وتعاظم النزاعات الطائفية والعرقية ومجازرها وتفاقم أعداد المهجرين والنازحين والمفقودين, وكذلك انتشار المافيا الدولية, وانهيار الخدمات الأساسية ومستلزمات العيش.
يقع العراق في خط الصدع الحضاري بين إيران وتركيا, ويعد دولة أساسية تشكل الهوية الحضارية للمنطقة, ويمثل أقدم حضارة بالتاريخ تعود الى 5000 سنة ق.م,وقد خلف تفكيك دولة العراق مفاصل لينة وفراغ سياسي مهد لصراع الإيديولوجيات الوافدة, خصوصا ان الصراع الحضاري الأكثر دموية مع الجار الفارسي الذي يوشح نفسه بالعباءة الدينية, ويركب بساط التشيع السياسي كمدخل لتصدير الثورة الإيرانية الى العراق والمنطقة,وقد استكمل مقومات القدرة العسكرية والنووية , وأزاح دولة العراق القوية, ويبحث اليوم عن رقع نفوذ جديدة بغية الوصول الى منصة التأثير السياسي في القرار الدولي, بعد احتضار النظام الرسمي العربي وتمزيق هويته الحضارية, وغياب بوصلته السياسية.
أصبح نموذج "العرقنة النازفة"[2] طازج للتطبيق في غالبية الدول العربية, فهو مربح إقليميا لإزاحة المحور الجيواستراتيجي العربي , ودوليا لترحيل الدول العربية وشعوبها الى العالم الرابع, وقد شكل العراق حتى عام 2003 قوة التوازن العربي الإقليمي ضمن النسق الدولي , وكاد ان يتسلق منصة العالم المتقدم لولا انزلاقه لفخ الكويت الاستراتيجي , والذي قاده للجيب المهلك , متمثلا بزوال القدرة العراقية وتحطيم دولته وتفتيت ديموغرافيته, وقد أصبح مسرحا لوثوب الإيديولوجيات الوافدة ومنظوماتها وأدواتها ليخضع لأبشع تجريف جيوبولتيكي, وبات منصة لانطلاق الفوضى النازفة, التي تفكك كيان العراق وتضعه في كنف العالم الرابع.
الدولة الوحدة الأساسية في السياسية الدولية
تشير الواقعية السياسية في ترتيب النسق الدولي وتوازن القوى الى تمسك العالم طيلة قرون بنظرية الدولة لان الدولة هي الوحدة الأساسية في السياسية الدولية, وهي الكيان المهيمن في الشؤون الدولية , وكونها استثمار حضاري وتراكم أنفاقي وهوية ثقافية , ويجب ان تحتكر الدولة القوة وتحقق الردع والأمن القومي وما يطلق عليه(الأمن والدفاع),وتمارس الدبلوماسية, وتتفاوض لعقد المعاهدات الدولية والاتفاقيات والتحالفات التي تضمن أمنها وحقوق شعبها ومصالح البلد العليا, وتمارس النفوذ الى حد كبير في تحديد السياسة التجارية والمالية والإنتاج الصناعي والزراعي,وتحقق العدالة الاجتماعية وفرض الأمن وسيادة القانون , وتامين الخدمات الأساسية وتحرص على تعزيز المواطنة وتترجم تطلعات الشعب بالمكانة والهوية الحضارية , وتلك ابرز مقومات "النظرية الدولاتية" وتعطي صورة أكثر واقعية عن عالم السياسة الدولية.
كان لانتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي اثر في ظهور قطبية العالم وفق نظرية "الدولة العالمية"[3] واعتناق عقيدة أحادية القوة وإلحاق الدول والمجتمعات وفق مفاهيم "نحن وهم,الخير والشر, عالم غربي حضاري وأخر متخلف, المركز والهامش, مناطق سلام وفوضى, مناطق خضراء وحمراء" وأصبحت الحروب سمة العصر, والقرصنة على ثروات الدول منهجية عامة, والاحتيال الدولي مسلكا , والتمدد الإقليمي والليبرالي على حساب الدول المتاخمة[4] انتهازية سياسية عابرة للقانون الدولي , وفق فلسفة جشع المصالح"العراق أنموذجا", على حساب موازين القوى والنسق الدولي, ان هذا التجسيد الإيديولوجي عبر مربع القوة والسياسية والاقتصاد والإعلام لتحقيق التأثير والإلحاق المجتمعي والثقافي والعسكري والمخابراتي والفكري وفق نظرية "بيع الدول", وبذلك يصنف العالم الى أول ورابع وكما نشهده اليوم.
العراق دولة ممزقة تفتقر للإرادة الوطنية
اصدر الحاكم المدني " برايمر" قرارات لتفكيك الدولة العراقية وقواتها المسلحة وبيع أصول الدولة للشركات الأجنبية[5], وكذلك قرار"اجتثاث الدولة" والذي يبدوا ظاهريا كعقاب سياسي في ظل صدمة الحرب والتفكيك السياسي, وبالواقع هو أفراغ مؤسساتي متعمد لاجتثاث الطبقة الوسطى والعلماء[6] وإدارة دولة ضعيفة ممزقة من قبل الشركات القابضة ومؤسساتها وتوظيف الجهلة المزورين وأنصاف المتعلمين والمرتزقة, ليضعوا العراق في ذيل قوائم التقييم العالمي.
يمكن وصف العراق بالدولة الممزقة والمحطمة والمقسمة الى دويلات, وتتسم حكوماتها[7] بالفوضى والتخلف وفساد السلطة الحكومية, وتتفاقم فيها النزاعات الطائفية والعرقية, إضافة الى 4ملايين مهجر و5مليون يتيم ومليون ونصف أرملة ومليون ونصف قتيل ومفقود كضحايا للاحتلال وللتطهير الطائفي والعرقي, وجيش من المليشيات ومليشيات في الجيش, وتفاقم الجريمة الدولية المنظمة والنهب والاحتيال, ناهيك عن النفوذ الإقليمي المدمر, مما يؤكد فراغ الدولة وتطبيق الإيديولوجيات الوافدة, واتساع دائرة التجريف الجيوبوليتيكي والاستنزاف المالي والبشري, والافتقار للعقيدة الوطنية والحياة الدستورية , وتعصف به تداعيات الاستقطاب الطائفي الذي يلغي ثقافة المواطنة والاصطفاف خلف الهوية الوطنية الحضارية,ولم ينضج حتى الآن جيل سياسي يتداول السلطة سلميا وحضاريا بشكل ديمقراطي ويؤسس لدولة المؤسسات , وقد انزلقت الأحزاب العراقية عبر التاريخ الحديث لسحر السلطة والشخصنة ونحر نظريتها السياسية مقابل المغانم الشخصية.
أكدت المطالب الشعبية على انسحاب القوات الأمريكية والنفوذ الإيراني من العراق, بالرغم من عدم جاهزية القوات المسلحة ووضوح عقيدتها وسلوكها, وأنفاق مليارات الدولارات على تجهيزها وتدريبها لم تتمكن من بسط الأمن لافتقارها لأبسط مقومات القوة والقدرة ومنها العقيدة العسكرية الوطنية – المهنية –الحرفية – الولاء –القيم العسكرية- التلاحم المجتمعي , مع شياع ظواهر التصفيات الجسدية والاعتقالات والتعذيب في السجون السرية والعلنية الحكومية , وتلك سمات أساسية لطوئفة القوة وتسييسها, ومليٌشة الدولة وتصدعها, حيث باتت المليشيات تخترق كافة مفاصل القوة وتلوح بين الحين والأخر بالنزول الى الشارع وإرهاب المجتمع من خلال حرب الكواتم والعبوات اللاصقة المعلومة المصدر, مما يدل على فوضى شاملة وغياب الدولة.
التهديدات والتحديات بعد الانسحاب الأمريكي
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية الى توقيع اتفاقية مع الحكومة الحالية , لتضمن بقاء جزء من القوات العسكرية وجيش سياسي لحماية السفارة الأمريكية ,ومرتزقة من الشركات الأمنية العاملة في العراق, ولعل هلامية وطوئفة توصيف العدو الذي تبناه القوات الحالية لتبرير تجارة الأمن والسجون قد وسع من حجم التحديات والتهديدات الحالية والوشيكة والمحتملة, وتبرر أمريكا طلب البقاء بعدم جاهزية الدولة ومؤسساتها وقواتها المسلحة, والاضطراب السياسي والأمني المزمن, والتهديدات الخارجية , إذا ما جدوى البقاء والعراق حتى اليوم لا يمتلك قطعات عسكرية تؤمن صفحة الدفاع, ولم تساهم الولايات المتحدة في بناء قدرة العراق العسكرية , وفرض الأمن طيلة السنوات الماضية, ولم تعمل على وقف التجريف الجيوبوليتيكي المدمر للعراق, وسمحت للتمدد الإقليمي وتناسل المليشيات والمجاميع المسلحة المرتبطة بها, وتعاملت بازدواجية في معالجة المواقف والأزمات السياسية التي يمكن وصفها بالحماقة السياسية, ولو افترضنا سحب القوات الأمريكي سنقف أمام ملف التحديات وهي:
التهديدات الخارجية
1. النفوذ الإقليمي والتغلغل الإيراني
يعد النفوذ الإقليمي والتغلغل الإيراني في العراق تهديدا خارجيا , ويعد عنصر فوضى دموي في المشهد العراقي , ويسعى دوما للتجريف الجيوبوليتكي وتغيير المعادلة الوطنية العراقية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وديموغرافيا وأيديولوجيا .
2. شركات الخدمات العسكرية الخاصة –المرتزقة
يعمل في العراق عدد كبير من المرتزقة التابعين لشركات الخدمات العسكرية الخاصة( المرتزقة) ويوجد مايقارب80 ألف متعهد أجنبي, ويقوم عدد كبير منهم بمهام عسكرية مخابراتية وآخرين يقومون بمهام قذرة تتعلق بالتفجيرات الإرهابية التي تطال المدنيين ومهام الإرهاب السياسي الاغتيال والاختطاف.
3. دوائر المخابرات الأجنبية والإقليمية
يعمل في العراق ما يقارب 38 جهاز مخابرات أجنبي ,وعلى شكل واجهات وشركات .
4. عصابات الجريمة المنظمة الدوليةوشركات غسيل الأموال التابعة لها.
5. الابتزاز الاقتصادي الدوليعبر الديون والفوائد والقروض والتعويضات.
6. التجريف الجيوبوليتكيالمنظم لكيان العراق.

التحديات الداخلية
1.الملفات الساخنة –المعتقلين وتجارة السجون –الأرامل-الأيتام-المفقودين-المهجرين والنازحين العراقيين - الرعاية الاجتماعية والصحية -التربية والتعليم- الادخار- البطالة – الجوع- التنمية .
2. العنف –التفجيرات –التصفية الجسدية – الاختطاف- التغييب القسري- التعذيب –الاغتصاب- الاعتراف بالإكراه – الإعدام خارج القانون
3. الفساد المالي والإداري والسياسي والمهني والجنائي والمعلوماتي والفكري .
4. غياب العقيدة السياسية والعسكرية الوطنية وسيادة الفوضى المؤسساتية.
5.خصخصة مؤسسات وموارد وثروات الدولة للأحزاب –المحاصصة الحزبية "إقطاعيات سياسية" احتكار( السلطة ,المال ,الثيوقراطية ,المليشيات).
6. غياب المرتكزات الديمقراطية السياسية كدولة أساسية حضارية متحضرة.
7. اندثار منظومة القيم الوطنية وضبابية شكل الدولة ومنظومة المصالح العليا.
8. غياب القدرة العسكرية العراقية التي تشكل العمود الفقري للدفاع والدولة.
9. الخدمات الأساسية للمواطن والبنى التحتية والتنمية لمؤسسات الدولة.
10. منظومة القوانين والتشريعات الغير متجانسة والتي لا تتسق مع الإرادة الجماهيرية وأبرزها فقرات الدستور ومكافحة الإرهاب والاجتثاث العلمي والمهني .
11. حرية الرأي والفكر والحريات العامة.
12. غياب العدالة وشياع انتهاكات حقوق الإنسان والمواطنة , وتعطيل الحقوق والحريات الدستورية من قبل المؤسسات التنفيذية.
13. هجرة وتصفية الطبقة الوسطى وكفاءات ونخب العراق العلمية والحرفية واستهداف التلاحم الديموغرافي كالأقليات الدينية والعرقية.
14. .بروز طبقة تجار الحرب والحواشي المنتفعة وسراق المال العام .
15. اندثار التنمية البشرية والمالية والعلمية وشياع المشاريع الوهمية والفاشلة.

تحول العراق من دولة المؤسسات الى الفوضى النازفة, في خضم الاضطراب السياسي والأمني المزمن, وعجزت الطبقة السياسية الحالية عن تحرير "معاهدة جلاء قوات الاحتلال من العراق" وفقا لقواعد القانون الدولي, لتضمن الحقوق السياسية والعسكرية والاقتصادية والاعتبارية والمالية للعراق والعراقيين, ويمكن وصف العراق بعد ثماني سنوات من الاحتلال والنفوذ والحكومات المتعاقبة ب"الدولة الممزقة" , وقد هدرت مليارات الدولارات بتحرير عقود وهمية وبضائع فاسدة واختلاسات ارتكبها مسئولين حكوميين وسياسي الأحزاب الحاكمة وتجار الطوائف عبر حكومات فاسدة وعاجزة تسرق المال العام وتنتهك حقوق الشعب , وأضحى الفساد بنية متكاملة ترتبط بمافيا دولية وتبدو كشبكة عنكبوتيه بمنظومات عنقودية تمارس الإرهاب ضد الشعب العراقي "ملحمة الفساد والاحتيال لنهب العراق وإرهاب شعبه" .
أصبح الأمر في العراق معقدا , ويلاحظ دموية التجاذبات الدولية والإقليمية, وتترجم بالغالب على شكل رسائل عنف سياسية تنفذها أدواتهم, ناهيك عن النزاعات السياسية ومربع الاستبداد والانتهاك الخطير( السلطة ,المال ,الثيوقراطية ,المليشيات), وقد أصبح العمل السياسي والمنصب الحكومي يخضع لسياط الاحتكار السياسي, والتزكية بالجنسية من أمريكا أو إيران وفق فلسفة "تصنيع الأنظمة الملحقة" بغض النظر عن الأهلية للمنصب والخبرة بالعمل السياسي ومستوى الثقافة والمهنية والحرفية في الإدارات العليا وإدارة الأزمات واتساق سيرته بمنظومة القيم الوطنية والنزاهة, أنها سمات الفوضى المطلقة (العرقنة النازفة) .
خرج شعب العراق في ثورة 25 شباط باحثا عن الهوية والحقوق الأساسية التي سلبت منه , مطالبا بتغيير النظام السياسي , ومحاكمة منتهكي حقوق الإنسان والفاسدين وسراق المال العام, وإنهاء الاحتلال والنفوذ معا , ويبدو ان المجتمع الدولي في غيبوبة تجاه ما يجري في العراق من مجازر ليؤكد ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات والمواقفوالشعوب.
بات أنموذج "العرقنة النازفة" مربح للشركات القابضة ويدر أرباح فلكية, ومدمر للدول وشعوبها ويمزق هويتها ويفتت ديموغرافيتها ويجرف قدراتها وينسف مفهوم الأمن القومي, وشهدنا وصول أكثر من دولة عربية الى منصة العالم الرابع كالصومال والسودان والعراق واليمن وليبيا التي تخوض حرب أهلية تدار عن بعد , ولبنان على صفيح ساخن , وكذلك التصدعات والاضطرابات السياسية في الكويت والبحرين وعمان ومصر وتونس والجزائر والمغرب, ويبدوا أنها إعادة رسم خريطة العالم العربي بملامح غير واضحةتتسم بالقطرية المفتتة واحتراب الهويات الفرعية والضغط أو التدخل الخارجي, وتتسق بمصطلح "مستودع الفخار" أو "نظرية الدومينو" لتفكيك الجيواستراتيجيا العربية...."أهلا بكم في العالم الرابع".
*رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية
[email protected]
‏‏الجمعة‏، 13‏ أيار‏، 2011

[1]. صورة العالم الرابع في حالة الفوضى كانت قد وضعت وبشكل مقنع ولخصت في عنوانين لأعمال واسعة الانتشار وطبعت عام 1993 وهما كتاب ل زيبينغو بريجينسكي "خارج عن التحكم" وكتاب ل دانييل باترك موينهان"عاصمة الجحيم" انظر صموئيل هنغتون" صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي"الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان, مصراته, 1999 , ص91.
[2]. هي نموذج غزو العراق وباستخدام القوة العسكرية الخارجية وبشكل غير شرعي, وتمخض عنه تدمير كيان العراق وتفكيك دولته وتفتيت ديموغرافيته وممارسة كافة أنواع التجريد الجيوبوليتيكي مع شياع ظواهر المليشيات المسلحة وتسلقها سدة السلطة واحتراب الإيديولوجيات الوافدة كبديل للعقيدة السياسية الوطنية والهوية الجامعة واستبدال الطبقة الوسطى والعلماء من الجسد الوطني بالشركات الأجنبية وفق نظرية الخصخصة وبيع أصول الدولة وحرمان المجتمع من خدمات الدولة لتعم الفوضى النازفة التي تستنزف كافة القدرات البشرية والمادية وتلغي كيان الدولة.
[3]. العالمية أو الكونية هي فلسفة وإيديولوجية غربية لمواجهة الثقافات الغير غربية وعمليا إنهاء مفهوم الدولة والوطن والأمة والنظام والتحول الى الدولة العالمية والحكومات المحدودة الصلاحية أو العاجزة وتحويل العالم الى منطقة خضراء يقطنها قراصنة العالم ومنطقة حمراء ملتهبة تقطنها شعوب الحضارات المختلفة ويندرج هذا ضمن حرب الإيديولوجيات ,
[4]. العدو المشترك يخلق مصلحة مشتركة , تعاون إيران مع أمريكا في غزو العراق وأفغانستان, وسماح أمريكا لإيران بلعب دور سياسي ومليشياوي في العراق ضمن فلسفة شد الأطراف , وكذلك تدخلها في لبنان اليمن والكويت والبحرين.
[5]. تعرض سبعة عشر مبنى للتدمير من أصل 21 من مباني الوزارات العراقية الواحد والعشرين, كلف "توماس فولي" وهو متبرع جمهوري وزميل لجورج دبليو بوش ومختصا بشؤون الشركات بمسئولية بيع الشركات العراقية المملوكة للدولة, وهذا يتعارض مع اتفاقيات جنيف حيث يحظر بيع أصول الدولة المحتلة. انظر,ت.كريستيان ميلر,ضريبة الدم-مليارات مفقودة وأرواح مفقودة وجشع الشركات العملاقة في العراق.شركة المطبوعات للتوزيع والنشر,بيروت,2010,ص76
[6]. كان الانتساب الى الحزب ضروريا من اجل الترقية بالوظائف ولذلك فان الأمر الذي أصدره برايمر أدى عمليا الى إزاحة كل المدراء الحكوميين اللذين يتمتعون بالخبرة وجد كبار مستشاري الوزارات أنفسهم وهم يعملون مع بيروقراطيين من الدرجة الثالثة والرابعة اللذين لا فكرة لديهم عن كيفية إدارة المؤسسات الكبيرة, لم يظهر هؤلاء أيضا أي حماسة من اجل تحسين أدائهم الوظيفي,المصدر نفسه ص74
[7]. الحكومات المحلية هو تجسيد للفدرلة الأمريكية وفق النظام السياسي الأمريكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.