قُتل 26 شخصا ليلة الاحد الاثنين في سقوط صاروخ ارض ارض على بلدة كفر حمرة في ريف حلب شمال سوريا معظمهم نساء وأطفال، بحسب المرصد السوري امس. وقال المرصد في بريد الكتروني قضى 26 شهيدا اثر قصف من صاروخ ارض ارض استهدف بلدة كفر حمرة في ريف حلب عند منتصف ليل الاحد الاثنين ، موضحا ان بين الضحايا ثمانية اطفال دون الثامنة عشرة وست نساء. فيما سيجري تشييع رسمي في العمارة الواقعة في جنوب العراق لستة من عناصر الملشيات قتلوا في القصير وحلب . وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الصاروخ المدمر احدث انفجارا ضخما في البلدة الواقعة على المدخل الشمالي الغربي لمدينة حلب، والتي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها بالكامل بعدما استعادت في الفترة الماضية البساتين المحيطة بها، بحسب عبد الرحمن. واشار الى ان القوات النظامية تحاول التقدم في ريف حلب الشمالي لفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما غالبية شيعية، ويحاصرهما منذ مدة مقاتلون معارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. واتهمت دول غربية والمعارضة السورية النظام باستخدام صواريخ ثقيلة من طراز ارض ارض بينها صواريخ سكود الروسية الصنع، في استهداف المناطق الخارجة عن سيطرته، وهو ما تنفيه دمشق. وفي شباط الماضي، قتل 58 شخصا بينهم 36 طفلا في سقوط ثلاثة صواريخ ارض ارض على احد احياء مدينة حلب، بحسب المرصد. وبعد دخول محاولات النظام وحزب الله السيطرة على المدينة اسبوعها الثالث عزز الطيران الحربي السوري قصفه العنيف لمدينة القصير أمس. وقالت شبكة «شام» الاخبارية ان معدل سقوط القذائف تجاوز ال 30 قذيفة وصاروخا في الدقيقة بعض الاحيان. وجاء تصعيد القصف بعد تمكن الجيش الحر من صد محاولات حزب الله والنظام لاقتحام الضبعة بريف مدينة القصير جنوب حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران الحربي نفذ غارات عدة على مناطق في مدينة القصير، بعد ليلة من المعارك العنيفة عند اطرافها الشمالية، وفي قرية الضبعة الواقعة الى شمالها والتي لا يزال مسلحو المعارضة يسيطرون عليها ويدافعون عنها بضراوة. وإلى الشمال، تواصلت المعارك في محيط قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي، والمحاصرتين منذ اشهر من المعارضين، بحسب المرصد. وجرت اشتباكات عنيفة عند جبل شويحنة بحي الراشدين وفقا لشبكة «شام» التي اعلنت أن الجيش الحر تمكن من نسف 3 سيارات لقوات النظام احداها تحمل راجمة صواريخ، وقتل من فيها من جنود عند قرية الجبين بالقرب من مدينة السفيرة بريف حلب. فرد النظام بقصف من الطيران الحربي على محيط قرى أبو جرين وام عامود وقصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة الأتارب وسط اشتباكات عنيفة عند قرية البوز بريف السفيرة وفي مطار منغ العسكري. في هذه الاثناء تصاعدت الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وجيش النظام الذي انضم اليه مقاتلو حزب الله اللبناني في الغوطة الشرقية وريف دمشق لاسيما في بلدات المعضمية وداريا والمرج بالغوطة. وأكد ناشطون ان الجيش الحر تمكن من قتل اثنين على الأقل من عناصر حزب الله في اشتباكات المعضمية. وقصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات المليحة وحرستا والزبداني وزملكا وجسرين وعلى عدة مناطق في الغوطة الشرقية وعلى منطقة وادي بردى. أما في ريف حماة فقد تمكن الجيش الحر من تحرير كتيبة محطة صلبا الواقعة بريف حماة الشرقي، واغتنام دبابتين وسيارات وذخائر كثيرة ومتنوعة، فيما قصف الطيران الحربي والمدفعية قرية أبو حنايا وقرية القصابية في جبل شحشبو، بحسب شبكة «شام». حزب الله يستعد لإقتحام حلب وقال لؤي المقداد، المنسق الإعلامي والسياسي في «الجيش الحر»، إن عدد عناصر الحزب الذين وصلوا إلى حلب تجاوز ال4000 عنصر، مشيرا ل«الشرق الأوسط» إلى أنهم «يتمركزون في أكاديمية الهندسة العسكرية تمهيدا للدخول إلى مدينة حلب». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قد أشارت في عددها أمس إلى حشد حزب الله آلافا من مقاتليه حول حلب. ونقلت عن قيادات رفيعة في حزب الله وفي الجيش الحر معلومات عن تمركز قرابة 2000 عنصر من الحزب في ريف حلب استعدادا على ما يبدو لهجوم على المدينة. ولفت المقداد إلى أن «توسيع حزب الله عملياته في سوريا ليشمل حلب يؤكد أن القوات النظامية باتت منهكة وتحتاج إلى مساندة». وقارن المقداد بين «استعانة نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد بمقاتلين من حزب الله للقتال إلى جانبه واستعانة القذافي بمرتزقة من أفريقيا»، مؤكدا أن «دخول الحزب إلى معركة حلب لن يؤثر على موازين القوى بسبب تحصن المعارضة في مواقعها». لكن صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن «مهاجمة المدينة، مع توسيع حزب الله دعمه لنظام الأسد، قد يعني (استنزاف) قوات المعارضة السورية التي أوفدت مقاتليها من حلب للمشاركة في التصدي للقوات النظامية السورية المدعومة بعناصر حزب الله في بلدة القصير». وشهدت مناطق ريف حلب الشمالي حركة نزوح واسعة بين السكان إثر أنباء تحدّثت عن حشود حزب الله، بحسب ما أكد ناشطون معارضون. وأعلن «الجيش الحر» أن عناصره «اضطروا إلى تلغيم المباني لمنع تسلل قوات النظام وحزب الله لأحياء المدينة». كما أفاد مقاتلون معارضون في حي الإذاعة بمدينة حلب عن وجود نقص كبير في الذخيرة والأسلحة. ومع دخول حزب الله خطوط المواجهات في حلب، يكون الحزب قد وسع رقعة انتشاره العسكري في سوريا. وإضافة إلى الاشتباكات العنيفة التي يخوضها مقاتلوه في مدينة القصير إلى جانب القوات النظامية، ينشط مقاتلو الحزب في بلدة السيدة زينب بريف دمشق، التي تُعد أهم جبهات القتال بين الجيش الحر وحزب الله، الذي يبرر تدخله العسكري بالدفاع عن مقام السيدة زينب. وبينما تتحدث تنسيقيات الثورة السورية عن تعزيز حزب الله وجوده في منطقة سرغايا قرب الزبداني من خلال نصب مدافع وراجمات صواريخ، تؤكد مصادر في المعارضة وجود مقاتلين من الحزب في مدينة داريا بريف دمشق، بذريعة الدفاع عن مقام «السيدة سكينة». كما توجد عناصر الحزب في مناطق المرج في العبادة والعتيبة وحران العواميد وحتيتة التركمان والقاسمية وأوتايا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، رغم خلوها من أي مقامات دينية. كذلك، أعلن الجيش الحر أن حزب الله يقاتل في بلدات بصرى الشام وخربة غزالة وإزرع في درعا. وتزامنت التطورات الميدانية مع تأكيد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبنانية النائب محمد رعد أن «من كان يراهن على طعن المقاومة في ظهرها أو على إسقاط النظام السوري قبل مؤتمر جنيف قد ولت أحلامه وأوهامه وانتهت إلى خيبة أمل مريرة». وقال، خلال احتفال حزبي جنوب لبنان، إن «السبب الحقيقي وراء استهداف سوريا ومحاولة تدميرها وإضعاف قوتها، هو عدم مساومتها على رأس المقاومة رغم العروض والإغراءات التي قدمت لها». وأكد رعد أن «عدم وجود نظام في المنطقة يستطيع أن يواجه سوريا دفع قوى المؤامرة إلى توكيل شراذم التكفيريين بهذه المهمة، حيث أحضروا من كل أنحاء الأرض وصاروا يتوعدون ويهددون المقاومة وشعبها في لبنان». وفي سياق متصل، جدد رئيس الحكومة اللبنانية السابق، فؤاد السنيورة، رئيس كتلة تيار المستقبل البرلمانية، رفضه مشاركة اللبنانيين في القتال بسوريا. وقال أمس: «لن نسكت ولن نقبل بتدمير حاضرنا ومستقبلنا، وبتحويل بلدنا نقطة لتصدير الميليشيات ومجموعات الموت أو أن تتحول الدولة إلى فاشلة، ولذلك نقولها صراحة لا لمشاركة حزب الله أو أي مجموعة لبنانية في القتال الدائر في سوريا بين النظام والشعب السوري الشقيق». من جهة أخرى، طالب رجل الدين المسيحي الكاهن إسبريدون طنوس أمين عام حزب الله حسن نصر الله ب«سحب عناصره من سوريا»، متمنيا عليه أن «يرتقي إلى درجة المشيخة وهي درجة سامية يجب أن يكون صوته في خدمة الحق لا أن يكون ظالما، يظلم أتباعه قبل أتباع غيره». وقال طنوس عبر تسجيل مصور نشر على مواقع المعارضة السورية على الإنترنت مخاطبا نصر الله: «لقد دخلت بجحافلك إلى أرض طاهرة مقدسة، منتهكا تعاليم الإمامين الحسن والحسين فأصبحت خصما للخير وانتقلت إلى قتل شعب احتضنك على مدى عقود». وأضاف: «لقد أضعت بسلوكك هذا، مبادئ الطائفة الشيعية الكريمة وترغب في جعلهم يخرجون عن دينهم، فليس في تعاليم الأديان قاطبة أن تعمد إلى القتل والبطش بحق أبرياء ذنبهم أنهم يريدون العدالة يبحثون عن حريتهم وكرامتهم». وسأل نصر الله: «بأي حق تقاتل أهل سوريا لقد دشنت حربا طائفية بغيضة في سوريا بهدف إنشاء دولة ولاية الفقيه». وكان طنوس قد وجه رسالة مماثلة لأمين عام حزب الله منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2012، انتقد فيها تدخل مقاتليه في سوريا. في غضون ذلك، اتهمت المعارضة السورية القوات النظامية وحزب الله بتعطيل تدفق المياه إلى محافظة حماه بعد السيطرة على محطات تصفيتها في حمص. وبالتزامن مع استمرار المواجهات في منطقة القصير بين الجيش الحر والقوات النظامية مدعومة من حزب الله، قال ناشطون إن «الجيش الحر» مستمر في عملية النصرة للقصير حيث تمكن من السيطرة على حاجزين وتدمير دبابة وآليات عسكرية، كما أكد سقوط عدد من القتلى في صفوف القوات النظامية خلال اشتباكات بين الجانبين. الصليب الاحمر ودخول القصير من جانبها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر امس انها ما زالت تسعى للحصول على رد سوري رسمي على طلب للدخول العاجل الى بلدة القصير المحاصرة بعد أن قال وزير سوري ان على جهود الاغاثة الانتظار حتى انتهاء القتال. من جانبه أكد ائتلاف المعارضة السوري عرقلة روسيا اصدار قرار في مجلس الأمن يدين حصار القصير من قبل قوات الرئيس بشار الاسد المدعومة بعناصر حزب الله اللبناني، وتقول جماعات الاغاثة ان ما يصل الى 1500 شخص مصاب ربما يكونون محاصرين داخل القصير بسبب القتال بين المعارضة المسلحة وقوات الرئيس بشار الاسد المدعومة من مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية. وقال اليكسيس هيب المتحدث باسم الصليب الاحمر ما زلنا قلقين بشأن الوضع الحالي في القصير حيث تقول تقارير ان امدادات الغذاء والماء والدواء شحيحة . وأضاف نريد الدخول. طلبنا الاذن بالدخول . وتابع قائلا عندما نحصل على الضوء الاخضر علينا أيضا التأكد من أن الظروف الأمنية ملائمة لارسال المساعدة .