عددت التوصيفات لما يجري في سوريا الحبيبة، لكنني من الذين يرون أن الصراع هناك هو بين ظالم ومظلوم؛ بين نظام ظالم مستبد حكم البلاد والعباد بالحديد والنار، نهب الخيرات وسطا على الحرمات، وأذل الشعب السوري أيما إذلال، وأفقره أيما إفقار، سلط عليه مجموعة من عائلته، وسلط عليه أجهزة أمنية قمعية تَعُد على الشعب الأنفاس، ومظلومين قرروا بعد صمت طويل أن يتحدوا الظالم ويقولون له كفاكاً، إما أن تصلح وإما أن ترحل، فقابلهم بالحديد والنار، وقتل الصغار والكبار. بعض المظلومين وفقوا مع الظالم وناصروه، وبعض الظالمين وقفوا مع المظلوم. على أن الشرع والحق والعدالة والمنطق يقتضي الوقوف مع المظلوم وإعانته حتى يأخذ حقه. الوقوف مع الظالم إعانة على الظلم مهما كانت المبررات. هذا التوصيف يعفينا من محاولات استدعاء حرب طائفية لا تبقي ولا تذر، لن يستفيد منها سوى العدو الصهيوني الذي سيمتد عمر كيانه إلى أجل غير مسمى، والقوى الغربية التي لا يهمها في المنطقة سوى ضمان مصالحها وأمنها ومصالح وأمن الكيان الصهيوني.