المعارضة المصرية لم تستطع اثبات نفسها من خلال صناديق الاقتراع، ورسبت في كل المحطات الانتخابية. كان بإمكان المعارضة التي تدعي انها جمعت 22 مليون توقيع يحجب الثقة عن مرسي (للعلم 25 مليون شخص فقط اقترعوا في الانتخابات الرئاسية)، أن تدخر هذه الملايين للانتخابات النيابية التي كان يصر الرئيس والتيار الاسلامي على إجرائها، وكان بإمكانها الحصول على اغلبية ساحقة من مقاعد المجلس، وحسب الدستور الذي يرفضونه كان بإمكان هذه الاغلبية إقالة الرئيس بل محاكمته، وكان بإمكانها تعديل الدستور، وكان بإمكانها إيقاف كل المشاريع التي بدأها مرسي. إذاً لماذا لجأت المعارضة الى الخيار الصعب وهو الانقلاب العسكري وإدخال البلاد في نفق مظلم، ولم تختر الخيار السهل وهو خيار ديمقراطي لا يمكن لاحد ان يرفضه او ينقلب عليه؟ السبب الوحيد برأيي هو أن المعارضة تعلم علم اليقين أنها لن تستطيع تحصيل اغلبية في البرلمان، وان الغلبة ستكون للتيار الاسلامي؛ ولذلك فإنها لجأت للخيار الوحيد الذي يمكّنها من الحكم؛ وهو الانقلاب على نتائج الصناديق. بقي أمر واحد، وهو قولهم إنهم لن يضمنوا نزاهة انتخابات يجريها مرسي وحزبه، وهذه طرفة سمجة؛ فالقضاء الذي يشرف على الانتخابات يقف ضد مرسي -واسألوا الزند – والشرطة والجيش اللذان يؤمنان الانتخابات يقفون ضد مرسي، والإعلام الذي يراقب الانتخابات يقف ضد مرسي –واسألوا عكاشة ولميس ومحمود سعد وباسم يوسف- فكيف سيزور مرسي الانتخابات؟ لا بل إن مرسي وحزبه والتيار الاسلامي هم الأحوج إلى ضمان نزاهة الانتخابات اكثر من غيرهم!