قال تقرير أعده مشرعون بريطانيون كبار ونشر الاربعاء إن ترسانة سوريا الضخمة من الأسلحة الكيماوية يمكن أن تسقط في أيدي متشددين اذا أطيح بالرئيس بشار الاسد وهو ما يمكن أن يكون له تداعيات "كارثية". وأكدت لجنة الاستخبارات في البرلمان البريطاني ان المتطرفين الاسلاميين الذين يقاتلون في سوريا يشكلون اكثر التهديدات المقلقة بالنسبة لبريطانيا وحلفائها خاصة اذا ما حصلوا على اسلحة كيمياوية. وتأتي المخاوف البريطانية بعد يوم من إعلان السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده قدمت أدلة للأمم المتحدة على أن معارضي بشار الاسد قد استخدموا بالفعل أسلحة كيمياوية ضد الجيش السوري. وفي تقريرها السنوي قالت اللجنة البرلمانية ان عواقب حصول المتطرفين المرتبطين بالقاعدة على مخزونات نظام الرئيس بشار الاسد من غاز السارين وغاز الاعصاب في اكس ومادة الريسين وغاز الخردل، ستكون "كارثية". وجاء في التقرير ان "عناصر القاعدة والجهادين المنفردين في سوريا يمثلون حاليا أكبر تهديد ارهابي جديد على المملكة المتحدة والغرب". وتحدث التقرير عن تحذير من رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ام اي6 جون ساويرز حول خطر "الانتشار المقلق للغاية (للأسلحة الكيمياوية) في حال سقوط النظام" السوري. وأودى الصراع في سوريا بحياة 100 الف شخص وأجبر 1.7 مليون على الفرار الى خارج البلاد وأسفر عن تدمير أجزاء من سوريا لكن لم يتمكن العنف ولا الانهيار الاقتصادي من هز قاعدة قوة الأسد. وخلص التقرير الى انه "يوجد خطر كبير من ان تقع مخزونات الاسلحة الكيمياوية في البلاد في ايدي اشخاص مرتبطين بالإرهاب في سوريا وفي اماكن اخرى من المنطقة". واضاف "إذا حصل ذلك فإن العواقب يمكن ان تكون كارثية". وقال تقرير المخابرات البريطانية إن الأمر الاكثر إثارة للقلق بشأن موقف سوريا من الأسلحة الكيماوية هو الاتجاه لتخفيف القيود على استخدام هذه الأسلحة." وذكر التقرير ايضا أن رؤساء اجهزة المخابرات البريطانية يعتقدون أن جماعات مرتبطة بالقاعدة وأفرادا متشددين اكتسبوا خبرة في سوريا يمثلون اكبر تهديد للغرب. وأضاف "استقطبت البلاد أعدادا كبيرة من الأفراد المتشددين بينهم أعداد كبيرة من بريطانيا واوروبا." وفي الاسبوع الماضي قال اكبر مسؤول بريطاني في مجال مكافحة الإرهاب إن الصراع في سوريا جمع أعدادا كبيرة من مقاتلي تنظيم القاعدة قرب اوروبا للمرة الأولى. ويأتي الكشف عن التقرير البريطاني بعد يوم من تأكيد موسكو انه تملك الدليل بعد على ان المعارضين السوريين استخدموا غاز السارين في 19 اذار/مارس قرب حلب. وقال السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين الثلاثاء للصحافيين ان الخبراء الروس جمعوا عينات من موقع الهجوم في خان العسل، وسلمت الادلة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وثيقة من نحو 80 صفحة. وأكدت موسكو أنها مستعدة لإرسال هذه الادلة ايضا الى القوى الغربية (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا) التي اتهمت من جهتها الجيش السوري باستخدام اسلحة كيمياوية مرات عدة ضد المعارضة. وتواجه قوات الاسد ومقاتلو المعارضة الذين يسعون للإطاحة به منذ عامين اتهامات باستخدام الاسلحة الكيمياوية. وقال دبلوماسيون غربيون انهم لا يملكون اي دليل ملموس على استخدام المعارضين اسلحة كيمياوية. ورأى السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو في ذلك سببا اضافيا لكي يحقق خبراء الاممالمتحدة بحرية في سوريا. وقال للصحافيين ان "سلستروم يجب ان يذهب الى كل الاماكن التي تواجه اتهامات للتحقيق". ورفضت الولاياتالمتحدة الثلاثاء تأكيدات موسكو في الاممالمتحدة لجهة ان مقاتلي المعارضة السورية استخدموا اسلحة كيمياوية، معتبرة ان ليس لديها "الدليل" على ذلك. وفي يونيو/حزيران، قالت الولاياتالمتحدة إن قوات الاسد استخدمت غاز السارين على نطاق محدود عدة مرات ضد مقاتلي المعارضة وقالت الحكومة البريطانية انها تتفق مع هذا التقييم. ودعت الحكومة السورية مسؤولين كبيرين من الاممالمتحدة للمجيء الى دمشق من اجل اجراء محادثات حول احتمال استخدام اسلحة كيمياوية في النزاع. ووجهت الدعوة الى ايكي سيلستروم وانغيلا كين الممثلة العليا للأمم المتحدة لنزع الاسلحة. ورد المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نسيركي بقوله ان الدعوة "خطوة في الاتجاه الصحيح"، لكنه كرر ان الاممالمتحدة تشدد على السماح ب"الوصول بشكل اكبر الى المناطق التي تشكل موضع اتهامات". وسوريا واحدة من سبع دول لم تنضم الى معاهدة وقعت عام 1997 تحظر الأسلحة الكيمياوية.