شخصيا كلما لاحظت بروز حملة مركزة للهجوم على الأخوان المسلمين أضع يدي على قلبي. ذلك أنّه من خلال متابعتي الطويلة لهذا الشأن، لاحظت أنّ تلك الحملات مصممة للتغطية على مصيبة أو مقدمة لقرار غير شعبي يطال المواطنين. عندما تكون الدولة مأزومة، وعندما تفشل في ملف من الملفات وعندما تضيق الخيارات عند صاحب القرار وهو بحاجة لاتخاذ قرار غير مقبول شعبيا، فإنّه يحوّل أنظار المواطنين إلى معارك جانبية وهمية لإشغال الرأي العام وإلهائه لتمرير ما يريد بأقل كلفة ودون ضجيج. أدوات الدولة في ذلك تتلخّص في وسائل الإعلام والإعلاميين، وهي تسيطر على غالبيتهم وتوجّههم كما تريد، والأداة الثانية هي الإشاعة، ومن أقدر من مؤسسات كبرى لديها أقسام خاصة لتصميم ونشر الإشاعات! حفلة الردح التي تحفل بها بعض وسائل الإعلام هذه الأيام ضد الأخوان تأتي كسحائب دخان للتغطية على رفع أسعار مياه الصهاريج وأسعار البطاقات الخلوية، لكنها قد تكون مقدمة لقرار أسوأ، مثل رفع أسعار الكهرباء. باختصار، إذا لاحظتم هجوما منسقا على الأخوان فانتظروا مصيبة تصيب الشعب الأردني. * كاتب أردني