لا خوف إذا على الثورة اليمنية من تداعيات ما يحدث في مصر، حيث وان اليمنيين يمتلكون الوعي بأن ما يسمى بتمرد في اليمن ليس سوا ثورة مضادة لاستعادة النظام السابق. ويؤكد رئيس سياسية إصلاح تعز أن الحوار الوطني هو سفينة نجاة الوطن وأن هوية الشعب اليمني والشريعة الإسلامية كمصدر القوانين هي قناعة كل اليمنيين تاريخا وثقافة ومستقبلا. ويضيف المقرمي أن الانقلاب في مصر لم يكن على حكم الإخوان، وإنما انقلاب على أهم مكتسبات ثورة الربيع العربي الذي تمثل بالتحول الديمقراطي. «الخبر» التقى بالأستاذ أحمد المقرمي رئيس سياسة إصلاح تعز وأجرى معه اللقاء التالي:- * ما يدور اليوم في الحوار الوطني عن شكل الدولة المدنية وتضارب الرؤى حوله ما الذي يراه الاصلاح وكيف سيعمل من اجل هوية الدولة في ظل ما يطرح من معاني كفصل الدين عن الدولة وهكذا ؟ - الذي يراه الإصلاح ما قدمه من أوراق وكذلك ما قدمته الاحزاب في المشترك كلها هذه الاوراق تؤكد على هوية الشعب اليمني ومشروعيته القانونية القائمة على اساس الثقافة التي اعتاد عليها اليمنيون وعمقهم الثقافي المرتكز على الدين الاسلامي الحنيف سوا كان في جانبه الشرعي او في مسالة الهوية التي هي مطلب اليمنيين جميعا. شكل الدولة الحقيقة هي مسالة لابد ان يتفق عليها اليمنيون بشكل يجمع الاطراف جميعا ويوحد الروى و التطلعات بما يضمن دولة واحدة وان اختلفت فيما بعد التفاصيل او كانت هناك تفاصيل معينة لكن في اطار دولة يمنية واحدة هذا مطلب اليمنيين تقريبا جميعا ومسالة يمكن الاتفاق عليها من خلال مؤتمر الحوار الوطني. أما بنسبه لفصل الدين عن الدولة مسالة قد أكل الدهر عليها وشرب، لان في مناطق دولة عربية كثيرة لكن اليمنيون واليمن بشكل عام المسالة هذه قد فرغت منها منذ زمن، خاصة أنه لا توجد لدينا في اليمن تلك الإشكالات الاسمية أو اللغوية أو الدينية، وبالتالي فإن هذه القضية قضية ترفية عند البعض لكنها عندنا محسومة وان هوية الشعب اليمني والشريعة الإسلامية كمصدر القوانين هذه مسالة لا غبار عليها لدى اليمنيين جميعا تاريخا وثقافتا ومستقبلا. * الانقلاب الأخير على الإخوان في مصر هل سيلقي بظلاله على اليمن وسيتأثر موقع الإصلاح هنا في اليمن بشكل أو آخر؟ - الانقلاب الذي جرى في مصر ليس انقلابا على الاخوان فحسب، ولكنه انقلاب على أهم مكتسبات ثورة الربيع العربي، وهذا المكتسب الذي تمثل بتحول الديمقراطي هو المطلوب رأس هذا التحول الديمقراطي أكثر سمما هو مطلوب راس الاخوان هناك فرق بين ان يكون انقلاب على شخص او جماعة وبين ان يكون الانقلاب يستهدف طموح الشعب العربي كله وهذا الانقلاب استهدف ثورة الربيع العربي كلها بإعادة وعرقلة مشروع التحول الديمقراطي الذي يؤسس لمشروع عظيم عربي إسلامي في المنطقة وهو ما تحاربه قوى الصهيونيه والاستعمار بحيث تظل المنطقة العربية خاليه من أي مشروع وإنما عبارة عن كلام مباح بالمشاريع المتحركة في المنطقة . والانقلاب ليس موجه ضد جهة أو حزب بذاته بتاتا وإنما موجه ضد التحول الديمقراطي الذي يتطلع إليه الشعب والأمة العربي كله واليمنيون جزء من الأمة العربية. * وهل تتوقع ان اخوان اليمن سيتأثرون بما يحدث في مصر بشكل او اخر ؟ - التأثر كما ذكرت سابقا انه يشمل كل المتطلعين للتغير الذي يؤسس لتحول ديمقراطي حقيقي وبطبيعة الحال هذا أمر مدام سيؤثر على الجميع لابد أن يحذر من الجميع سوا الإصلاح أو غيره بالمناسبة هنا ان على مكونات الثورة اليمنية ان يحذروا من التقريظ بهذا التحول الذي كان ثمرة من ثورة الربيع العربي سواء في اليمن أو غيرها وبذلك على جميع مكونات الثورة وكل الاحرار المتطلعين لغدا افضل ولفجر مشرق ألا يفرطوا في هذا الهدف وبهذا المكسب الكبير وهو بناء التحول الديمقراطي وبناء مشروع عربي وإسلامي قادم. * هناك من يخطط لحركة في اليمن مشابه لتمرد ويتكرر الذي حصل في مصر يحصل في اليمن ؟ - أي انقلاب أو أي محاولات من قوى الثورة المضادة او من النظام السابق فهو يجتاز ثورة الربيع العربي باليمن بشكل عام سوا كان الاصلاح أو غيره ان من يحاولون ويتوهمون ان يقوموا بأي اعمال مضادة للثورة اليمنية فإنما هو نوعا من محاولات الالتفاف على الثورة لاستعادة نظام الحكم السابق والنظام السابق ليس إلا وهو ما ينبغي ان تتنبه كل قوى الثورة اليمنية الحية وان تكون على استعداد دائم لمواجهة المؤامرات بعيدا عن المناكفات او الانانية . * كيف ينظر المقرمي الى مستقبل الحوار الوطني باليمن ؟ - الحوار ننظر اليه كسفينة النجاة وأتمنى ان تعبر بنا الى بر الامان عن طريق إيجاد الحلول لكل الإشكالات والقضايا التي يتطلع اليمنيون الى الخروج منها نحو بناء يمن جديد وبتالي ولابد ان تكون مخرجات الحوار مخرجات بمستوى ما يتطلع اليه اليمنيون وليس بمستوى المناكفات او التصفيات الحساب الجانبية التي ينبغي ان يبتعد عنها اليمنيون وينشدون مستقبلا زاهرا على اساس التوافق الذي يسع اليمنيين جميعا بحق وحقيقة من اجل ان يبدؤون بجدية ومثابرة لبناء مستقبلهم الواعد انشاء الله . * سلطات الانقلاب في مصر بمنظورك هل ستبوء بالفشل ؟ - قطاع الطرق مهما استطاعوا ان يحققوا بعض اهدافهم فأنهم بالأخير سيقعون في صحراء سلطة القانون والقضاء وهؤلاء ايضا قطاع طرق على المشروع الديمقراطي والتحول الديمقراطي الذي يريد ان يعود الى ما قبل 25 يناير وهو امرا سيسقطه وسيفشله المصريون مع هذه التظاهرات المليونية كل يوم بمصر إلا دليل على يقظة الشعب المصري الذي سيفشل تلك المخططات التي كان للمخطط الصهيوني دور واضح وبارز وأصبح مفضوحا على المستوى العالمي . * هناك دول عربية كثيرة خذلت الشعب المصري وأيدت سلطة الانقلاب على ارادتهم الشعبية؟ - نحن ننظر إلى أن الشعب المصري هو الذي يعرف طريقة وسيدافع عن حقوقه ومكتسباته ومشروعه ومهما حاولت الدول من هنا اوهناك للتأثير فما نشاهده على الساحة المصرية اليوم والمشهد السياسي الذي يعتصم في الساحات وليس في مكاتب الانقلابين هو من سيرسم مستقبل مصر وليس التداخلات من هنا اوهناك . * مستقبل اليمن ككل كما يراء بعض المتابعين ضبابي وغير واضح الرؤية في ظل الانقسامات وعودة بقايا النظام السابق بشكل قوي لقلب الطاولة على الجميع ماذا يعد الاصلاح لمواجهة شيء من هذا القبيل ؟ - الإصلاح مكون من مكونات الثورة اليمنية ويؤكد على انه لابد ان تقف كل مكونات الثورة اليمنية جنبا الى جنب بحيث لا تسرق ثورتهم ولا ان يتوغل او يلتف النظام السابق بأساليبه او بما تبقى له من امكانات او مؤامرات بحيث لا يستطيع الالتفاف على الثورة وذلك سيفشل بعد فضل الله عز وجل بالاصطفاف والتوافق والتخندق لكل مكونات الثورة في خندق واحد ضد كل هذه المحاولات البائسة التي يحاولها النظام السابق . * كلمة أخير تود قولها ؟ - كلمة أخيرة اود ان اقولها ان على اليمنيين ان يستفيدوا من الدم الذي جرى في مصر ومن المؤامرة التي استهدفت الثورة في مصر او ان يتخلوا عن بعضهم وإنما لابد من لم الشمل ورص الصفوف والعمل بتوافق وتعاون وتؤازر بحيث لا تسرق ثورتهم ولا يتوغل او يلتف عليها النظام السابق بأي اسلوب من اسلوب المؤامرة التي قد تفتح شهيته ما جرى في مصر فعلى اليمنيين جميعا ان يحذروا من الفرقة وان يظلوا على وفاق من اجل مناصرة ثورتهم حتى بلوغ كافة اهدافها . * أن تقول حتى لا تسرق ثورتهم بس هناك من يدعي ان ثورة الشباب باليمن سرقت او اجهضت ؟ - هناك من يرى ان مشاريعه الضيقة او أهدافه الخاصة او مصالحه المحدودة تعارضت مع الثورة بشكل عام ومع اهداف الثورة بخطوطها العريضة وبتالي عندما لا يجدون مصالحهم فأنهم يلجئون الى تصدير مثل هذه التهم وهي تهمة ليس لها إلا من اصوات نشاز فقط وأصحاب نفوس ضعيفة إلا ان الثورة اليمنية ستمضي كثورة شباب وثورة منظمات وثورة مستقلين وثورة احزاب بأنها تريد ان تخرج من ما عاشت في تخلف وجهالة وتردي في كافة الاوضاع وهذه لن تكون محصورة بالخروج على يد فئة من الفئات او على جهة من الجهات او تيار من التيارات وإنما كل هؤلاء مدعوين بان يكونوا جميعا بمواجهة قوى التخلف والظلم والاستبداد وقوى الثورة المضادة حتى تتحقق كل اهداف الثورة .