تبنى الجيش السوري الحر تفجير عبوة ناسفة في مرآب داخل مقر الأركان العامة في دمشق، امس الأربعاء. الى ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومعارضين وسط العاصمة السورية دمشق، فيما تواصلت الاشتباكات في مناطق عدة بالبلاد، ما أسفر عن مقتل 110 شخصا. وقال مسؤول مكتب التنسيق والارتباط التابع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، الرائد ماهر النعيمي، إن "الجيش السوري الحر نفذ هذه العملية التي استهدفت اجتماعا عسكريا في مقر الأركان العامة". وأوضح في اتصال مع "فرانس برس" أن العملية عبارة عن "تفجيرين: واحد داخل المقر والثاني خارجه". وانفجرت قنبلة كانت ملصقة بشاحنة وقود خارج فندق "داما روز"، الذي يقيم فيه فريق المراقبين الدوليين في العاصمة دمشق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، حسب ما ذكر التلفزيون السوري. وتحطمت بعض نوافذ الفندق، ولحقت أضرار بمبنى يعود إلى نقابة العمال المقابلة له، وشوهدت سحابة من الدخان تتصاعد في السماء قبل أن يتم إخماد الحريق. وتفقد نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد مقر إقامة المراقبين للاطمئنان عليهم. وأعلنت الوزارة أنه لم يصب أحد من فريق المراقبين في التفجير بأذى. وقال المقداد للصحفيين في موقع التفجير: "إنه تصرف إجرامي، يظهر نوعية الهجمات التي تتعرض لها سوريا. لكن مثل هذه التفجيرات لن تضر سوريا". وأضاف: "أؤكد أننا مع الأممالمتحدة (المراقبين)، وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان حمايتهم حتى يتمكنوا من القيام بأدوارهم". الى ذلك شهد محيط مقر رئاسة الوزراء في حي المزة في دمشق اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاشتباكات اندلعت "بعد استهداف المقاتلين المعارضين للمقر بقذائف آر بي جي"، موضحا أنه "ما زال غير معلوما ما اذا اصابت القذائف المبنى او سقطت حوله". وأضاف أن الاشتباكات دارت "لجهة بساتين الإخلاص خلف مبنى مقر رئاسة الوزراء ومبنى السفارة الايرانية الجديد"، موضحا ان قوات الأمن تقوم "بحرق البساتين في هذه المنطقة التي انطلقت منها قذائف الآر بي جي باتجاه مبنى السفارة الإيرانية الجديد الذي ما زال قيد الانشاء". وأفادت الوكالة الفرانسية عن "سماع أصوات اشتباكات عنيفة وإطلاق نار كثيف في بساتين الرازي الواقعة في المنطقة الممتدة خلف مقر رئاسة مجلس الوزراء والمبنى الجديد للسفارة الإيرانية". وذكرت أنها شاهدت "شاحنة عسكرية عليها مدفع رشاش صغير ومحملة بجنود الجيش النظامي تغادر منطقة الاشتباكات التي غطت سماءها سحب من الدخان الاسود". أفادت أن قوات الأمن تقوم بالتحقق من هويات الأشخاص المتوجهين إلى منطقة البساتين. وفي هذا الإطار، أكد مصدر أمني في دمشق "حصول اشتباكات خلف مقر رئاسة مجلس الوزراء"، مشيرا إلى أن مبنى السفارة الإيرانية الجديد يبعد نحو مئة متر عن المقر. من جهته، ذكر التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري أن "الجهات المختصة تداهم وكرا للإرهابيين المرتزقة في بساتين الرازي بالمزة، وتقتل أعدادا منهم، وتلقي القبض على آخرين". وافادت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان عن "دوي انفجار ضخم في منطقة المزة وسط انتشار أمني كثيف عند مفرق الطواحين مترافق مع إطلاق رصاص كثيف من قبل قوات النظام المتمركزة عند حاجز المتحلق و بالقرب من مسجدي الإخلاص والنذير". وأفادت لجان التنسيق المحلية، عن سقوط 110 قتيلا في محافظات مختلفة من سوريا الأربعاء، بينهم 8 أطفال و6 سيدات. وقال ناشطون إن قرى في ريف درعا جنوبي سوريا، تعرضت إلى قصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ. من جهة أخرى، قال المرصد إن عددا من أحياء مدينة حلب، وخصوصا "سيف الدولة والسكري والصاخور وطريق الباب ومناطق بحي صلاح الدين للقصف من قبل القوات النظامية". وتحدث عن "اشتباكات عنيفة بمحيط مبنى الهجرة والجوازات وفي حيي سيف الدولة والزهرة"، في المدينة التي تشكل الجبهة الكبيرة السورية الثانية في الشمال وتعد الرئة الاقتصادية للبلاد. وفي ريف حلب، أوضح المرصد أن "اشتباكات عنيفة تستمر في بلدة منبج بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين يحاولون السيطرة على سد تشرين"، لافتا إلى أن "تجمعات مقاتلين معارضين تتعرض للقصف بالمروحيات". وأكد أنه في مدينة اللاذقية "اقتحمت القوات النظامية يرافقها عناصر من الشبيحة حي قنينص وبدأت حملة مداهمات للمنازل قرب محمصة القسام".