كشف معتقل يمني في غوانتانامو قبيل زيارة الرئيس هادي أن إدارة السجن في غوانتانامو قد أخبرته أنه "معاقب" فقط لأنه مضرب عن الطعام. سمير مقبل، المعتقل اليمني الذي كتب مقال رأي في جريدة نيويورك تايمز في بداية هذا العام، أخبر محاميه في مؤسسة ريبريف الخيرية لحقوق الإنسان أن سلطات غوانتانامو طلبت منه تسليم بطانيته، حذاءيه وفرشاة أسنانه كعقوبة بسبب إضرابه السلمي عن الطعام للتعبير عن احتجاجه على احتجازه المستمر بدون أية تهمة أو محاكمة. ويقول: إنه "عندما رفضتُ طلبهم جاؤوا بقوات الشغب الذين اقتحموا علي زنزانتي وضربوني ضربا مبرحا، حتى نزف الدم من فمي". ويصف السيد مقبل، الذي وضعت السلطات الأمريكية اسمه على قائمة من سيفرج عنهم، كيف جرى نقل المضربين عن الطعام إلى المعسكر السادس "لكسر تصميمهم على إضرابهم عن الطعام." ويقول إن العقيد المسؤول قد أخبره "أي شخص يصر على الاستمرار في الاضراب عن الطعام سوف يجري نقله إلى زنازين الحجز الانفرادي وسوف يجري فصله كليا عن الزنازين الجماعية." لقد أعطى السيد مقبل بهذه الإفادة إلى محاميه في ريبريف، المدير الاستراتيجي كوري كريدر، عن طريق المكالمات التليفونية غير السرية. وروى سمير إفادته قبيل زيارة الرئيس هادي إلى البيت الأبيض في الأول من أغسطس/آب، والتي من المتوقع أنه سيجري خلالها مناقشة قضية الحتجزين اليمنيين في غوانتانامو. قالت كورير كريدر في تعليقها على كلام السيد مقبل: "على الرئيسين أوباما وهادي أن يحلا أخيرا قضية غوانتانامو عندما يلتقيان هذا الأسبوع. إن غوانتانامو شوكة كبيرة جارحة في خاصرة العلاقات اليمنية-الأمريكية ومن المعروف أن اليمنيين يشكلون الغالبية العظمى من المحتجزين المتبقيين في غوانتانامو منذ سنين دون تقرير مصيرهم. في هذه الأثناء، تزداد الأمور سوءا بالنسبة لليمنيين مثل السيد مقبل، الذي أسيل دمه فقط لأنه رفض بشكل سلمي أن يتخلى عن فرشاة أسنانه. وكان سمير متعاوناً خلال سنين احتجازه الطويلة، وطالما قال وكرر إنه سيتنازل عن أي شيء مهما يكن مقابل إعادته إلى وطنه، وأسرته في تعز، فما الذي يعطل عملية إطلاق سراحه إذن؟" وفي رسالة أخرى من سجين يمني للرئيس هادي توجه فيصل بن علي جابر – مهندس من حضرموت كان يعمل موظفا عند وكالة يمنية تعنى بحماية البيئة – يقول: "أنا أكتب اليوم لأني قرأت في الأخبار أنكما ستلتقيان في البيت الأبيض يوم الخميس 1 أغسطس/آب، لمناقشة "الشراكة اليمنية الأمريكية في مكافحة الإرهاب". وأضاف: "عانت عائلتي شخصيا في هذه الشراكة. فمنذ عام مضى في أغسطس/آب، حيث تسببت إحدى غارات الطائرات بدون طيار على قرية أجدادي بمقتل صهري سالم بن على جابر، وابن أخي وليد البالغ من العمر 21 عاما". السجين فيصل جابر انتقد قتل أحد الخطباء الذين كانوا يمقتون تنظيم القاعدة والذي تربطه به صلة قرابة.. وتساءل: لماذا أرسلتما في أغسطس/آب الماضي الطائرات بدون طيار لتهاجم صهري وابن أخي البريئين في بيتهما الآمن؟ عائلتي ليست عدوكما؟. وأضاف: "في الواقع، أن الرجلين اللذين قتلتهما كانا يعارضان تنظيم القاعدة علنا وبقوة، ولقد كان صهري سالم إماما، وفي يوم الجمعة السابق على مقتله، ألقى خطبة في جامع خشامير أعلن فيها صراحة مقته الأيديولوجي تجاه تنظيم القاعدة، ولم تكن تلك أول خطبة له من هذا النوع، لكنها للأسف كانت الأخيرة". وقال: إن عائلته خلال أشهر حزنها وحدادها لم تتلقى أي اعتراف أو اعتذار من الولاياتالمتحدةالأمريكية أو اليمن. وأضاف: "كيف كان ذلك "الدفاع عن النفس"؟ كانت عائلتي تخشى من أن تستهدف الميليشيات سالم بسبب مواعظه ضدها.. لم نتوقع أبدا أن يأتي موته من فوق، وعلى يدي الولاياتالمتحدة.. لقد خسرتم في مقتله حليفا قويا – في الواقع، بسبب كلمة قتله التي انتشرت بسرعة في المنطقة، أخشى أنكم خسرتم الآلاف من المناصرين لكم". واستطرد: "كيف كان هذا العمل خيارا أخيرا؟ لم تكن قريتنا ساحة معركة. لم نتلقى أي تحذير ولم يقم رجال الشرطة عندنا بأية اعتقالات. ابن عمي الشاب وليدكان رجل شرطة، قبل أن يقضي مقتولا بغارات طائراتكم بدون طيار". وتساءل: "كيف كان هذا بشكل متناسب؟ لقد دمرت ضربات طائراتكم مجتمعنا. في اليوم السابق على الضربات، كانت خشامير مكتظة بالاحتفالات بعرس أكبر أبنائي. ويظهر فيديو الاحتفال سالم والشاب وليد يرقصان بين الناس. تقليديا، يدوم هذا الاحتفال أياما- لولا تلك الغارة. بعد ذلك، مضت أيام قبل أن أستطيع أن أقنع ابنتي الكبرى بمغادرة المنزل، هذا بسبب الرعب الذي خلفته تلك الغارات". وقال: "لقد خلفت تلك الغارات درسا قاسيا لا يزال في بدايته، ليس في قريتي وحسب، بل أيضا في كل حضرموت واليمن". وأكد أن صمت الإدارة الامريكية والرئيس هادي "أمام هذه المظالم يجعل الأمور أكثر سوءا، إن كانت الغارة خطأ، فإن عائلتي مثل كل العائلات المفجوعة سابقات ستحق اعتذارا رسميا". وأضاف: حتى هذا اليوم لا أتمنى أن يقع أي انتقام من الولاياتالمتحدة أو الحكومة اليمنية. لكن لا يشعر كل اليمنيين الشعور ذاته. كل بريء تقتلونه يتسبب بازدياد عدد من تحاربونهم.