الحمد لله رب العالمين الذي منًّ عليًّ بان أقضي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في رحاب الحرم المكي الشريف، وكذلك في حرم المدينةالمنورة في اليوم الأخير من زيارتي، وكنت في منتهى السعادة لسببين: الاول هو اعادة ذكريات جميلة لعشرات السنوات كنت اقضي شهر رمضان كاملا في الحرم، حيث كنت أعمل في جدة، والسبب الثاني هو الشعور الجميل والغير مسبوق من الطمآنينة والفرح والحبور، حيث يشعر المرء بان الله سبحانه وتعالى يحميه ويرعاه ويراه، نعم الانسان المسلم والمؤمن في كل حياته يعبد الله سبحانه وتعالى ان كان في تنفيذ العبادات اوفي المعاملات اوفي اي حركة وذلك حسب توجهه ونيته. ومما دفعني لكتابة هذا المقال هو رسالة قرأتها على الانترنت موجهة من المهندس وليد طلعت، ومنسوبة للإعلامي الشهير محمود مراد الى الرئيس محمد مرسي، يقول في مطلعها : لست أدري ماذا بينك وبين ربك….. أخي الفاضل د. محمد مرسي…. أريد أن أعرف ما الذي بينك وبين ربك حتى يحمل عنك هموم الحكم ويفرغك لعبادته في شهره الأعظم ويشغلنا نحن بك؟ ماذا بينك وبين ربك ليكون الدعاء لك بالنصر والتأييد والتوفيق قاسما مشتركا بين المسلمين في كل مكان؟ ماذا بينك وبين ربك حتى تكون أملاً للمستضعفين في سوريا وفلسطين وغيرها في حياة حرة كريمة؟ ماذا بينك وبين ربك حتى تتواطأ عليك قوى الشر الأرضية لإزاحتك عن حكم مصر؟ ماذا بينك وبين ربك حتى يبتليك في هذه السن المتقدمة بابتلاء الأسر في سبيله؛ لتهنأ بالسكينة في الدنيا والجزاء في الآخرة؟ ماذا بينك وبين ربك حتى تتحول من مجرد أستاذ في جامعة الزقازيق لتكون رمزا لأحرار العالم في كل مكان؟ اللهم إن علمت أن عبدك محمد مرسي لم يستخدم ما آتيتَه من حكم وسلطان في ظلم أحد من خلقك… فاللهم لا تمكّن منه أحداً، ولا تسلِمه لأحد، واحفظه بحفظك واكلأه برعايتك… واقدر لنا وله الخير…. إن شعوري السابق في تلك الايام الفضيلة والمرتبطة بالزمان والمكان هي التي جعلتني اعيش اجواء هذه الرسالة واتخيل حال هذا الرجل الفاضل، والذي عاش طيلة فترة حياته في هذا الجو الرمضاني العظيم، واتوقع ان الله من عليه بهذه الخلوة والغير مرتبطة بمكابدة هذه الحياة؛ لأن المسلم جنته في صدره كما قال شيخ الإسلام ابن تيمه رحمه الله عندما سجنوه : ماذا يصنع أعدائي بي؟ إن سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة، إن إيماني في قلبي، وقلبي بيد ربي. ولهذا أتمنى ان يعيش كل إنسان على وجه الأرض هذه المشاعر التي عشتها، وان يتذوقوا حلاوتها ولذتها وكل رمضان وكل عام والجميع بألف خير وسلام.