تجتمع في هذه الأثناء وبشكل طارئ الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة الأزمة السورية. واعتبر "الناتو" أنه لا يمكن السكوت بعد استخدام الكيميائي في سوريا في وقت سمحت الحكومة الإسرائيلية باستدعاء عدد محدود من جنود الاحتياط استعدادًا لأي مواجهات محتملة. بدأ مبعوثو كل من بريطانيا والصين وفرنسا وروسياوالولاياتالمتحدة محادثات الاربعاء حول مسودة القرار الذي تقدمت به بريطانيا الى مجلس الامن، والذي يمكن ان يسمح بشنّ عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب ما افاد دبلوماسيون. وترغب بريطانيا في ان يسمح القرار باتخاذ "جميع الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين"، الا انه من المتوقع ان تعارض روسيا بشدة اي خطوات غربية باتجاه توجيه ضربات عسكرية ضد اهداف سورية ردًا على استخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق في الاسبوع الماضي. تل أبيب تعلن الاستنفار سمحت الحكومة الاسرائيلية الاربعاء باستدعاء عدد محدود من جنود الاحتياط، بينما تتحضر الدولة العبرية لاحتمال توجيه ضربة عسكرية غربية الى سوريا، بحسب ما اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي. وقالت مراسلة الاذاعة ان الجنود الذين سيتم استدعاؤهم سينضمون "الى وحدات عدة متمركزة في الشمال". وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان عقب اجرائه مشاورات مع المجلس الامني المصغر المؤلف من ثمانية وزراء "بعد تقويم للوضع الامني جرى اليوم، لا يوجد اي سبب لتغيير مجرى الحياة الطبيعية". واضاف "في الوقت نفسه نحن مستعدون لاي سيناريو"، موضحا ان "الجيش جاهز للدفاع ضد اي تهديد، وسيرد بقوة على اي محاولة للاعتداء على مواطني اسرائيل". حلف الأطلسي: الرد آت من جهته صرح الامين العام لحلف شمال الاطاسي اندرس فوغ راسموسن في ختام اجتماع لسفراء دول الحلف مخصص لسوريا ان استخدام اسلحة كيميائية امر "غير مقبول" و"لا يمكن ان يمر بلا رد". وقال راسموسن ان "المعلومات المتوافرة الاتية من عدد كبير من المصادر تعتبر النظام السوري مسؤولًا عن استخدام اسلحة كيميائية" في هجمات وقعت بالقرب من دمشق في 21 آب/اغسطس، مؤكدا ان "المسؤولين يجب ان يحاسبوا". وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء ان مفتشي الاممالمتحدة الموجودين في سوريا يحتاجون اربعة ايام للانتهاء من تحقيقاتهم في استخدام اسلحة كيميائية في هذا البلد. وصرح بان للصحافيين في لاهاي ان "صلاحياتي ومسؤولياتي في هذا الوقت هي اجراء تحقيق دقيق وكامل". واضاف "دعوهم (المفتشين) ينتهون من عملهم خلال اربعة ايام"، مشيرًا الى ان النتائج التي سيتوصلون اليها سيتم تحليلها وارسال النتائج الى مجلس الامن الدولي. وزيرا الدفاع الالماني والاميركي يبحثان الرد المحتمل في السياق، اجرى وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اتصالا هاتفيا بنظيره الالماني توماس دي ميزيير الاربعاء لبحث الرد المحتمل على استخدام سوريا المفترض لاسلحة كيميائية بحسب مسؤولين. وصرح المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل ان هيغل الموجود في بروناي للمشاركة في اجتماع لوزراء الدفاع الاقليميين تحادث مع دي ميزيير حول "حاجة المجتمع الدولي الى بحث الردود على هذا التطور الماساوي في سوريا". وتحدث الرجلان وسط تزايد المؤشرات الى اتجاه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا نحو تنفيذ عمل عسكري عقابي ضد النظام السوري ردا على هجوم كيميائي مفترض. كما "لفتا الى ان استخدام الاسلحة الكيميائية ينتهك اسس القانون الدولي" بحسب ليتل. إسلاميو الأردن يرفضون الحل العسكري الى ذلك عبّرت الحركة الاسلامية في الاردن في بيان الاربعاء عن رفضها لأي تدخل عسكري دولي في سوريا محذرة من "تداعيات خطيرة على المنطقة". وعبّر حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن واكبر احزاب المعارضة، عن "رفضه التدخل العسكري الدولي في سوريا، بغضّ النظر عن الدوافع والمبررات"، محذرا من "تداعيات خطيرة على المنطقة". واكد ان "التحالف العسكري الذي يعد لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لن يكون تدخله في مصلحة الشعب السوري، وإنما يستهدف بالدرجة الأولى تحقيق المصالح الصهيونية والأميركية، وذلك بإضعاف سوريا وتمزيقها". واضاف الحزب ان تدخل واشنطن وحلفائها "لا سيما في العراق وأفغانستان كان دومًا لتدمير مقدرات الأمة وإضعاف قدراتها، وتمزيق نسيجها المجتمعي. فهي تستهدف على الدوام إضعاف الدول العربية والإسلامية لضمان تفوق دولة الاغتصاب الصهيوني". وطالب "الحكومة الأردنية بالتمسك بحل سياسي يجنب سوريا والمنطقة اخطارًا محققة، والا تكون طرفا في اي حل عسكري دولي والا تكون الاراضي والاجواء الاردنية منطلقا لاي عمل عسكري دولي، وذلك لتجنيب الاردن نتائج كارثية". من جانبه، اعاد وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني التأكيد لفرانس برس ما صرح به مصدر مسؤول الثلاثاء بان "الاردن لن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا". واضاف ان "موقف الأردن ثابت وهو يدعو لإيجاد حل سياسي للازمة في سوريا بما يحفظ وحدة الدولة السورية أرضا وشعبا"، وطالب المومني المجتمع الدولي "بتكثيف الجهود في هذا المجال". وتاتي هذه التأكيدات بعد ان اختتم عشر رؤساء هيئات اركان لجيوش عربية واجنبية الثلاثاء اجتماعا في المملكة حول تداعيات النزاع في سوريا. وجاء الاجتماع في وقت تستعد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على ما يبدو لشن عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعدما اتهمته بشن هجمات باسلحة كيميائية رغم اعتراضات روسيا القوية. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء من ان اي حل عسكري للازمة في سوريا سيزعزع الاستقرار في هذا البلد وفي منطقة الشرق الاوسط. واعلنت الولاياتالمتحدة انها تستبعد تحركا احادي الجانب ضد سوريا. وكانت دمشق اكدت الثلاثاء على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، انها "ستدافع عن نفسها" في حال شن هجوم، وانها تملك وسائل دفاع "ستفاجئ الآخرين".