تواصل التفاعل الدولي اليوم الأربعاء، بشأن استخدام أسلحة كيماوية في منطقة الغوطة بريف دمشق، وسط تنديد ورفض للدول الغربية لاستخدام هذه الأسلحة وتوجيه الاتهام للحكومة السورية بالمسؤولية، ومواقف داعية لعمل عسكري ضد سوريا، وسط مؤشرات بأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا، بات وشيكاً. ففي الأممالمتحدة اجتمع مندوبو الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين الدائمون في مجلس الأمن لبحث الأوضاع حول سوريا، والذي قالت مصادر دبلوماسية في مقر الأممالمتحدة أن الاجتماع عقد بطلب من واشنطن. وأفادت عدد من وسائل الإعلام أن مندوبي روسيا والصين انسحبا من الجلسة، رغم عدم تأكيد وزارة الخارجية الروسية هذه الأنباء حتى الآن . فيما امتنع المبعوث الأممي - العربي المشترك الى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن اتهام الحكومة السورية باستخدام سلاح كيميائي في ريف دمشق .. مشدداً في مؤتمر صحفي عقده، على ضرورة انتظار نتائج التحقيق الذي يجريه محققو الاممالمتحدة حالياً في سوريا. وقال الإبراهيمي أن فرنساوالولاياتالمتحدة تحدثتا عن امتلاكهما أدلة تثبت استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام السوري في الغوطة الشرقية، لكن الأممالمتحدة لم تتسلم حتى الآن أياً من هذه الأدلة . وحول شن عمل عسكري ضد سوريا، اكد الابراهيمي عدم معرفته ما إذا كانت واشنطن قد اتخذت القرار بالتدخل العسكري في سوريا، لكنه شدد على أن القانون الدولي واضح وينص على ان العمل العسكري في سوريا يجب ألا يسبق القرار الدولي . وقال " يجب أن أقول أن الرئيس أوباما وإدارته غير متسرعين باستخدام القوة .. ولا أعلم ماذا سيقررون .. لكن القانون الدولي واضح جداً " . وفيما اكد " أنا ضد التدخل العسكري في سورية، من حيث المبدأ"، الا انه شدد على أنه لا شك في أن عملية عسكرية ستؤثر في الوضع بسوريا .. معتبراً أن التسوية السياسية هي الحل الأفضل للقضية السورية . الى ذلك اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم ان مجلس وزرائه الذي سينعقد يوم غد قبيل جلسة البرلمان الطارئة، سيحدد الرد البريطاني المحتمل ضد النظام السوري المتهم باستخدام اسلحة كيميائية في مجازر ريف دمشق الاسبوع الماضي . وقال كاميرون في بيان صحافي ان اجتماع مجلس الامن القومي الذي ترأسه صباح اليوم بحضور كبار وزراء حكومته وقادة الجيش والامن، انتهى الى الاجماع على تحميل نظام الاسد مسؤولية استخدام الاسلحة الكيميائية في المجازر الاخيرة . واشار الى ان مجلس الامن القومي يعتبر استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية ضد شعبه عملاً غير مقبول لا يمكن السكوت عنه .. داعياً المجتمع الدولي الى الاتفاق على موقف موحد وحازم ضد النظام السوري بفعل لجوئه الى الاسلحة الكيميائية التي أجمع العالم منذ قرابة 100 عام على منع استخدامها . وشدد كاميرون على ضرورة ألا يقف العالم متفرجاً على انتهاكات نظام بشار الاسد ضد المدنيين العزل .. لافتا في السياق ذاته الى ان مجلس الامن الدولي سيناقش لاحقاً اليوم مسودة مشروع القرار البريطاني لبحث "الاجراءات المناسبة" ضد النظام السوري . وجدد كاميرون تأكيده ان أي تحرك عسكري تشارك فيه بلاده سيكون "عملاً محدداً ومتناسباً ويحمل ايضاً تفويضاً شرعياً " .. مبيناً ان مجلس الامن القومي لبلاده سيدعم اي قرار يتخذه مجلس الوزراء بشأن الازمة السورية . الى ذلك حمل الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن النظام السوري المسؤولية عن استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق . وقال راسموسن في كلمة له أثناء اجتماع للحلف على مستوى السفراء في بركسل اليوم أن الدول الاعضاء في (الناتو) أعربت عن تأييدها الكامل للتحقيق الذي تجريه الأممالمتحدة في هذا الشأن . واضاف ان دول الحلف " أعربت عن أسفها لعجز النظام السوري عن توفير إمكانية الدخول العاجل والآمن للمفتشين الأمميين " .. مضيفاً بأن " المعلومات المتوفرة من مصادر كثيرة، تدل على مسؤولية النظام السورية عن استخدام السلاح الكيميائي " . وطالب راسموسن بمعاقبة المسؤولين عن استخدام الكيميائي .. مشيراً إلى أن (الناتو) سيواصل المشاورات حول الموضوع وتقديم المساعدات لتركيا والدفاع عن "الحدود الجنوبية الشرقية للحلف" كما وسيتابع عن كثب الأوضاع في سوريا . وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (توداى زمان) اليومية الناطقة باللغة الانجليزية، ان الجيش التركي وجه صواريخ أرض - أرض باتجاه سوريا في مقاطعة هاتاي الجنوبية، مع الاستعداد لعملية عسكرية محتملة ضد جارتها سوريا . واوضحت الصحيفة ان الجيش التركي نشر عدداً من الصواريخ في منطقة كيريخان باتجاه سوريا، من بينها /استينجر/ و/هوك واحد/ . وفي الوقت نفسه صرح المتحدث باسم ادارة الكوارث والطوارئ في تركيا مصطفى ايدوجدو خلال اجتماع في اسطنبول ان تركيا ارسلت بعض العاملين المحترفين، الذين تم تدريبهم لتحديد وتطهير أثار الاسلحة الكيماوية، الى حدودها مع سوريا . واضاف " لقد عززنا اجراءاتنا منذ الاسبوع الماضى للاستعداد خاصة فى حالة وقوع هجوم كيماوي .. ولدينا خبراء بمقدورهم التعامل مع الهجمات الكيماوية وقد نشرنا تقريباً كل الصواريخ في كيليس وهاتاي وسانليورفا". وتستضيف تركيا، التي لديها حدود مشتركة مع سوريا طولها 900 كم، ما يقرب من 200 الف لاجئ من الدولة المجاورة وتعد مؤيداً قوياً لمقاتلى المعارضة ضد الحكومة السورية.