أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين رفض بلاده أي انتهاك لسيادة سوريا وسلامة أراضيها في ضوء استمرار النزاع الداخلي الخطير والمدمر في سوريا. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه لافروف مع نظيره السوري وليد المعلم وتبادل فيه الآراء حول تطورات الوضع المتفجر في المنطقة عقب الغارات الإسرائيلية على أراض سورية. وذكرت وكالة الانباء السورية ان لافروف قدم عرضا حول الاتصالات التي قامت بها القيادة الروسية لوقف التدهور الذي شهدته المنطقة اثر الغارة الإسرائيلية على سوريا .. كما اتفق الجانبان على متابعة الاتصالات لمواجهة أي تطورات محتملة. من جانبها ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان " المعلم اطلع لافروف على تفاصيل الضربات الجوية الاسرائيلية التي استهدفت مواقع قرب دمشق في الثالث والخامس من مايو الحالي". واكد لافروف في هذا الاطار رفض روسيا اي انتهاك لسيادة سوريا وسلامة اراضيها... داعيا الاطراف المعنية الى ضرورة ضبط النفس. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان اليوم إن موسكو تحقق وتتابع المعلومات المتعلقة بقيام إسرائيل بقصف مواقع في ضواحي العاصمة السورية . كما حذر لوكاشيفيتش من خطر امتداد المجابهة المسلحة إلى لبنان وخاصة منطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وحث البيان الأطراف المعنية على ضبط النفس والهدوء والالتزام باتفاقية جنيف وقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2042 و2043 والحيلولة دون حدوث تدخل خارجي واحترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها . وشدد لوكاشيفيتش على عدم السماح بتدويل النزاع الخطير والمدمر في سوريا داعيا إلى ضرورة الانتقال إلى أطر الحل السياسي هناك . وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أجرى اليوم اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحثا خلاله تطورات الوضع في المنطقة لاسيما في سوريا. وصرح دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي بأن الاتصال تطرق للوضع في منطقة الشرق الاوسط وسير الاحداث في سوريا . كما بحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هاتفيا مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا سبل حل الأزمة السورية التي تجاوزت العامين. وذكر بيان للخارجية الروسية أنه تم خلال هذا الاتصال مناقشة مسألة تفعيل الوساطة الدولية إضافة إلى آلية عمل الأممالمتحدة في مسعى لتسوية الأزمة عبر تنفيذ جميع الأطراف الاتفاقيات جنيف 30 يونيو عام 2012." وفي سياق متصل دعت موسكو الغرب اليوم ا الى التوقف عن تسييس مسالة استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا بعد اشارات الى استخدام تلك الاسلحة من قبل النظام السوري وقوات المعارضة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان "نحن ندعو الغرب بشكل حثيث الى التوقف عن تسييس هذه المسالة الجدية للغاية وتاجيج جو معاد لسوريا". وفي ذات السياق أعرب الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن هاليوم عن "القلق العميق" بشأن امتداد الأزمة السورية اقليميا بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة دمشق واستخدام الأسلحة الكيماوية لكنه كرر ان التحالف "ليس لديه خطط للتدخل". وقال الامين العام للناتو في مؤتمره الصحافي الشهري في بروكسل إن منظمة حلف شمال الأطلسي أعدت خططا للدفاع عن تركيا العضو في الحلف في حال تعرضها لأي هجوم في اشارة الى صواريخ الباتريوت التي تم نشرها في تركيا اخيرا. وبشأن الأسلحة الكيماوية قال راسموسن "ليس لدينا مؤشرات على استخدام هذه الأسلحة في سوريا وليس لدينا معلومات مؤكدة فيما يتعلق بالذين استخدموا فعلا أسلحة كيماوية"... مضيفا "لا أعرف على أي أساس بنت (عضو لجنة اللأمم المتحدة لتقصي الحقائق في سوريا) كارلا ديل بونتي تصريحاتها". وأضاف راسموسن "بالطبع فإن هذه التطورات هي مصدر قلق بالغ وتؤكد مدى الحاجة الملحة على المجتمع الدولي لكي يضاعف جهوده لإيجاد حل سياسي" للازمة السورية. وحث راسموسن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى اتفاق حول إرسال رسالة قوية وموحدة للنظام في دمشق أن الوقت قد حان لبدء مرحلة انتقالية يمكن أن تؤدي إلى حل سياسي" على أساس اتفاق جنيف من 30 يونيو 2012 . وقال ردا على سؤال كيف يمكن لمنظمة حلف شمال الأطلسي أن لا تكون على بينة من الهجمات الاسرائيلية "انه لا يمكن التعليق على تقارير استخباراتية" رافضا أيضا التعليق عما اذا كان لديه اتصالات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن هذه المسألة . يذكر أن سوريا أعلنت أمس أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت ثلاثة مواقع لقواتها المسلحة تقع في شمال شرق ( جمرايا) و( ميسلون )، ومطار شراعي بمنطقة ( الديماس) في دمشق وريفها، مما تسبب بسقوط أعداد من القتلى والجرحى في صفوف المواطنين، وتدمير واسع في المواقع المستهدفة والمناطق المدنية القريبة منها.
