قال مأمون الغوطاني، الناشط في المعارضة السورية، لوكالة رويترز، إن مركبات مدرعة وشاحنات تقلّ جنودًا من القوات الحكومية شوهدت أمس الأربعاء مغادرة منطقة مطار دمشق الدولي، حيث يوجد ثلاث قواعد للجيش، واتجهت نحو بلدة حران العواميد القريبة، بعد إطفاء الأنوار في المطار. كما طلب من السكان في الأحياء القريبة من المطار مغادرتها، تجنبًا لأي إصابات قد تقع بينهم، إن تعرّضت المنطقة لضربات بالصواريخ الغربية. وفي وقت سابق، قال سكان ومصادر معارضة إن الجيش النظامي نقل معظم أفراده من مقار القيادة العسكرية والمدنية من وسط دمشق، استعدادًا لضربة عسكرية غربية، ووضعهم في بعض المدارس في العاصمة. ونقلت التقارير الصحافية عن أحد المصادر في دمشق أن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها في نقل أسلحة ثقيلة لمواقع بديلة. كما أفاد مصدر في الجيش السوري الحر المعارض بإخلاء مبنى القيادة العامة للأركان في ساحة الأمويين، ومبنى قيادة القوات الجوية القريب منه، والمجمعات الأمنية في حي كفرسوسة الغربي. نفي روسي إلا أن قناة "روسيا اليوم" نقلت عن مصادر سورية مطلعة تأكيدها أن السلطات السورية لم تخلِ أيًا من المقار الأمنية ولا قيادة الأركان والقوات الجوية في العاصمة، ولم تنسحب من المطار. كما نقلت القناة عن مصادر في وزارة النقل السورية تأكديدها أن رحلات المطار لم تتعطل، وهناك اشتباكات تجري بين وحدات من الجيش السوري والمعارضة المسلحة على طريق المطار، وأن عمليات الجيش مستمرة في شرق دمشق، وتحديدًا في زملكا وعربين والمليحة وجوبر ووادي عين ترما، تزامنًا مع قصف مدفعي باتجاه الغوطة الشرقية. كذلك أشارت صحيفة الحياة اللندنية إلى أن سكان دمشق يتسابقون للاستعداد لهجوم أجنبي، فيكدّس كثيرون الإمدادات، ويتزاحم آخرون للعثور على مأوى بعيدًا عن الأهداف العسكرية المحتملة. ولفتت إلى أن كثيرين يخشون أن تصبح دمشق مكانًا خطرًا إذا حدثت الضربة العسكرية المتوقعة. عبر بيروت وتحدثت مصادر مختلفة عن فرار آلاف من الضباط السوريين من رتب مختلفة إلى الخارج في اليومين الماضيين من طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وتحدثت مصادر الأمن العام اللبناني عن عبور نحو 15900 سوري إلى لبنان في اليومين الماضيين، سافر منهم نحو 10100 سوري عبر المطار، وعن ازدحام على الخط العسكري في معبر جديدة يابوس السوري المحاذي للبنان، الذي يعبره الضباط والشخصيات الكبيرة، مزوّدة بأذونات خاصة صادرة من الاستخبارات السورية. وأوردت تقارير صحافية عن مصادر لبنانية قولها إن عددًا من كبار الضباط السوريين، وخصوصًا العلويين، نزلوا في ضيافة حزب الله، الذي أمّن شققًا سكنية لهم ولعائلاتهم، وحماية على مدار الساعة.