يعكس تهافت أمراء وسياسيين عرب على التقاء ممثلات أجنبيات مقابل مبالغ مالية طائلة رغبات مكبوتة، وعقداً نفسية أقلها الشعور بالدونية، والسعي الى تحقيق الذات عبر تبادل الحديث مع نجمات، ولو كلف ذلك ما يكلفه من أموال طائلة. الحق أن الأمير العربي الذي دفع نصف مليون دولار في مقابل الجلوس مع نجمة سلسلة أفلام "Twilight" كريستين ستيوارت لمدة 15 دقيقة فقط، ليس الأول في القائمة، فقد سبقه الساعدي القذافي ابن الزعيم الليبي الراحل، حين جلس مع الممثلة الأميركية من أصل أسترالي نيكول كيدمان على مائدة العشاء، مقابل نصف مليون دولار ايضاً، قبل بضع سنين. الغريب في الأمر أن نجمة فيلم مصاصي الدماء وافقت على عرض الأمير الذي لم تكشف عن هويته، بهدف جمع التبرعات لضحايا إعصار ساندي الذي تضررت منه العديد من الأسر الأمريكية. وربما وافقت الشقراء كيدمان على تناول العشاء مع القذافي الابن -الذي اتضح انه العشاء الاخير، إذ سقط النظام الليبي بعدها بفترة وجيزة- لهدف إنساني آخر، في حين أن الأمير والساعدي لم يلتفتا الى جوعى العرب ومشرديهم ولاجئيهم، كما لم يخطر لهم ببال أن يتبرعوا لأبناء وطنهم الذين عانوا الجوع والفقر والحاجة الماسة الى العلاجات الصحية، وفضلوا أن يشبعوا نهمهم في الإغراء، وملء ما يجول بأنفسهم من نقص، بمجرد الجلوس أو تناول العشاء مع نجمة من نجمات السينما. أما أغرب ما قد يخطر على أي بال، فإن الامير والساعدي وسّطا مقربين من النجمتين لكي يتوسطوا لهما في تحقيق "لقاء القمة" المرجو بين نجمة ساطعة وأمير وابن زعيم ما زالا لا يعرفان أهمية نفسيهما. وقد دفعا المبلغ مقدما، وبكل طيب نفس، في حين أن أيا منهما كان سينهر أي متسول يقترب منهما طامعاً في دولار واحد، حتى لو كان مصابا بالسرطان ولديه ما يؤكد ذلك. بعد 15 دقيقة هي عمر اللقاء بين الأمير وستيوارت، وبين الساعدي وكيدمان، عاد الامير والساعدي دون أن يشبعا رغباتهما من ممثلتيهما المفضلتين، وإن كانا بالطبع اعتقدا لوهلة ان الصفقة قد تكون مقدمة لاستلطاف مثلا، وربما منيا النفس بأن ستيوارت وكيدمان قد اعجبتا بهما وربما تتصلان في اليوم التالي، وهو ما لم يتحقق، على الرغم من قناعة الأمير والساعدي بأن شخصياتهما ساحرتان وجذابتان، وأن أي فتاة قد تعجب بهما.. ههههه.. يا سلام. فيما عادت النجمتان وفي حقيبة كل منهما نصف مليون دولار، استحقتاها عن جدارة بعد أن تحملت كل منهما رجلاً لا يحتمل لمدة 15 دقيقة. حقاً فإن من نكد الدنيا أننا ابتلينا بمثل هؤلاء.. وطبعا للحديث بقية، فالأمراء وأولاد الزعماء لا يجدون معارك مناسبة لخوضها وتحقيق نصر ما، إلا في ميادين الفنانات والممثلات والمطربات أجنبيات وعربيات، والفيديوهات على يوتيوب تقدم فرصة لإلقاء نظرة عن هؤلاء الذين لا يجدون غضاضة في الحديث عن الأوطان والوطنية، في أحضان من ذكرت.