بدأ مسؤولون أتراك وأمريكيون أمس الخميس أول اجتماعا «لتخطيط العمليات» يهدف إلى إنهاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين نفت الخارجية الأمريكية أن يكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأ يميل إلى الخيار العسكري في سوريا، وذلك بعد يوم من بحث زعماء كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة سبل تعزيز المعارضة السورية. ويتوقع أن يجري خلال الاجتماع تنسيق الردود العسكرية والاستخباراتية والسياسية على أعمال العنف التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه منذ آذار 2011. ومن المقرر أن تطرح في الاجتماع خطط الطوارئ التي يمكن تطبيقها في حال ظهور تهديدات من قبل النظام باستخدام سلاح كيميائي، وهو ما اعتبره أوباما قبل أيام «خطا أحمر». ومن القضايا المطروحة أيضا احتمال استغلال عناصر حزب العمال الكردستاني وتنظيم القاعدة أي فراغ للسلطة في سوريا، حيث سبق لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن أكدت للأتراك تصميم واشنطن على ألا تتحول سوريا إلى ملجأ لحزب العمال. ويضم وفدا البلدين رجال استخبارات ومسؤولين عسكريين ودبلوماسيين، وكانت كلينتون قد أعلنت مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو في الحادي عشر من الشهر الجاري عن عقد اجتماعات مشتركة لتسريع الإطاحة بنظام الأسد. ومن جهة أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية رايان كليها الخميس إن استمرار العنف في سوريا يقوّي الجماعات الجهادية مما يثير قلق المجتمع الدولي، ولفت إلى أن مستقبل سوريا يقرره شعبها وليس أي طرف خارجي مثل هذه الجماعات. ونفى كليها -في حديث ليونايتد برس إنترناشيونال- أن يكون أوباما بدأ يميل إلى الخيار العسكري في سوريا بعد تحذيره نظامها بشأن الأسلحة الكيميائية، وأضاف: «بدأنا عملية النظر في الخطط للمرحلة الراهنة، لكننا لم نتخذ أي قرار». وأشار المتحدث إلى أن بلاده قدّمت للمعارضة السورية مساعدات غير عسكرية، مثل أجهزة اتصالات بقيمة 28 مليون دولار، إلى جانب أكثر من 82 مليون دولار من المساعدات الإغاثية. وفي الأثناء، نقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز عن مسؤولين أمريكيين أن وزارة الدفاع (بنتاجون) أعدت خططا طارئة لإرسال قوات متخصصة إلى سورية إذا ما قرر البيت الأبيض تأمين مستودعات الأسلحة الكيميائية. وأضافوا أن البنتاجون يركز على حماية أو تدمير أي أسلحة تترك بلا حراسة أو تكون عرضة للسقوط في أيدي مقاتلي المعارضة أو ميليشيات متصلة بالقاعدة أو حزب الله أو جماعات مسلحة. وكشفت الصحيفة أن الأقمار الاصطناعية وطائرات الاستطلاع تقوم حاليا بمراقبة جزئية للمستودعات، ورأت أن عدد القتلى الذين سيسقطون بالفعل إذا ما استخدمت تلك الأسلحة قد يكون أقل من حالة الذعر التي ستنتج عنها. وكان مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون قد أعلن الاربعاء أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بحثت سبل تعزيز المعارضة السورية، حيث اتفق كاميرون وأوباما على أن استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية أو التهديد باستخدامها أمر «غير مقبول على الإطلاق» وسيجبرهما على «إعادة النظر في أسلوب تعاملهما» مع الصراع. وحول إمكانية تغيير روسيا موقفها بشأن سوريا في الاجتماع المقبل لمجلس الأمن الدولي، قال كليها نحن لم نوقف الحوار مع موسكو بشأن الأزمة السورية حيث زارت وكيلة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان روسيا والصين وأجرت محادثات بشأن سوريا. وأبدى الدبلوماسي الأميركي اعتقاده بأن موقف روسيا لا يصب في مصلحة الشعب السوري، وقال «لا نريد نتكهن بشأن إمكانية تغيير موقفها، لكننا نأمل أن يكون هناك قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن». وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد أجرى الاربعاء محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس بشأن سوريا، وأكدت الرئاسة الفرنسية اتفاق الجانبين على «تنسيق جهودهما» من أجل «انتقال سياسي» في سوريا بشكل منظم وسريع.