نشرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما جهزت بشكل سري آلافًا من السترات الواقعية من المواد الكيماوية والمواد ذات الصلة لإرسالها إلى الأردن وتركيا. وقالت المجلة فى تقرير لها تحت عنوان " كيف يستعد البنتاجون لحرب كيماوية فى سوريا": "واشنطن تضغط على القوات العسكرية فى البلدين لتولى المسئولية الرئيسة فى حماية مواقع الأسلحة الكيماوية السورية إذا ما أصبحت تلك الأسلحة عرضة بشكل مفاجئ للسرقة أو سوء الاستخدام". وقال مسئولون أمريكيون وغربيون: "الحكومات الغربية، وكجزء من استعداداتها لمثل هذا الحدث، بدأت تدريب الأردنيين والأتراك لاستخدام معدات الكشف عن الأسلحة الكيماوية حتى تستطيع حماية مستودعات الأعصاب السورية لو تطلب الأمر ذلك على الأقل لوقت قصير". وأضافت المجلة: "واشنطن قررت أن أفضل مسار للعمل فى أعقاب سقوط الأسد سيكون إخراج غازات الأعصاب من البلاد بأسرع وقت ممكن، ولذلك بدأت محادثات ليس فقط مع الأردن وتركيا ولكن أيضًا مع العراق وروسيا فى محاولة لوضع خطة السحب المحتمل للترسانة الكيماوية وتدميرها فى مكان آخر". وأشارت "فورين بوليسى" إلى أن استخدام القوات الحليفة فى محيط سوريا باعتبارها أول من سيستجيب على الأرجح لطوارئ تتعلق بأسلحة دمار شامل، يعتبر فى واشنطن وسيلة لتجنب وضع عدد كبير من القوات الأمريكية فى المنطقة إذا تركت قوات الجيش السورى النظامى التى تحرس هذه الأسلحة الآن مواقعها. ويخشى المسئولون الأمريكيون من أن الانسحاب السورى قد يجعل هذه الأسلحة عرضة لالتقاطها واستخدامها من قبل حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى المعادية لأمريكا وإسرائيل، لكن مراقبين يرون أن القوى الغربية تحاول التهويل من قضية "الأسلحة الكيماوية السورية" لمحاولة اتخاذ ذلك ذريعة لتمرير بعض الأجندات التي تخدم المصالح الغربية، ولاتخاذها مبررًا أيضًا للتدخل العسكري في سوريا رغم رفضها حاليا التحرك بأي شكل لوقف عمليات القتل الدموية التي يمارسها نظام بشار ضد الشعب السوري. وبحسب التقرير، فإن الحكومتين الأردنية والتركية لم تعدا حتى الآن بالقيام بالدور الكامل الذى تسعى واشنطن لمنحه إياهما، وفقا لما ذكره مسئولون أمريكيون وأجانب.