قال خبير يمني إن حكومة بلاده "غير قادرة حتى الآن على مجابهة التدخل الإيراني في اليمن"، لكنه في الوقت نفسه استبعد نجاح تلك التدخلات. وأضاف عبد الله الفقيه، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء، أنه "لا يوجد أي تعامل يذكر من قبل الحكومة اليمنية مع التدخل الإيراني رغم معرفتها بوصول أموال إيرانية لشخصيات معروفة باليمن". وأرجع الخبير أسباب عدم قدرة الحكومة اليمنية على منع التدخل الإيراني إلى "عدم استكمال بنود نقل السلطة للرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي، وفقًا للمبادرة الخليجية، بالإضافة إلى تمسك عائلة صالح (الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح) بمعظم مفاصل الجيش والأمن حتى الآن". وتابع أن "هناك تدخلاً حقيقيًا لإيران في اليمن ولم يعد مجرد تخمينات، فهناك أموال تتدفق لشخصيات معروفة وفي وضح النهار وهناك وسائل إعلامية وصحف تعمل بشكل واضح وعلني لصالح إيران". واعتبر الفقيه أن من مظاهر التدخل الإيراني في اليمن هو سعيها "لاستقطاب بعض الشخصيات اليمنية، بالإضافة إلى تكثيف التواصل بينها وبين من وصفهم بفلول النظام السابق، علاوة على تنفيذ حملات إعلامية ضد الحكومة الحالية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن". وقال: لوكالة الأناضول للأنباء "إن هدف إيران من وراء كل تلك التحركات هو إيصال جماعة الحوثي الشيعية إلى السلطة"، داعيًا دول الخليج إلى مساعدة صنعاء في مواجهة التحديات التي تحدق باليمن، وإنجاح التسوية السياسية. وفي الوقت ذاته أوضح المحلل السياسي أن مساعي إيران في اليمن لن تنجح نظرًا "لوجود توجه شعبي رافض للتدخل وكذا وجود توجه دولي لكبح جماح إيران في المنطقة". وتتهم اليمن طهران بدعم الحوثيين الشيعة الذين يطالبون بحكم ذاتي في مناطق محافظة صعدة، شمال اليمن. ولم يتسن الحصول على تعليق رسمي من الحكومة اليمنية ولا من الجانب الإيراني على ما قاله الفقيه. وكان الرئيس اليمني قد رفض استقبال مبعوث نظيره الإيراني إلى اليمن نائب وزير الطاقة مسعود حسيني، في نهاية يوليو/ تموز الماضي، إثر توتر العلاقات بين البلدين على خليفة اكتشاف خلية تجسس باليمن في الشهر نفسه، يقودها ضابط في الحرس الثوري الإيراني وتعمل في البلاد منذ سبع سنوات.