أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن قوات الاسد ارتكبت مجزرة جديدة في داريا بريف دمشق راح ضحيتها أكثر من 300 شخص، ليرتفع بذلك عدد القتلى في الساعات الاخيرة الى 500 قتيل، وهي الحصيلة الأكبر منذ بدء الثورة السورية. وأفاد المجلس الوطني السوري بأن مجزرة داريا راح ضحيتها أكثر من 300، بينهم 120 قتيلاً تم العثور عليهم مساء السبت في مسجد أبو سليمان الداراني في المدينة. وتناثرت الجثث هنا وهناك في داريا، بعضها مجهول الهوية، في منازل ومخابئ وأقبية ومبان سكنية قتل أصحابها، ومعظمهم من الشبان، بالرصاص. وأفاد ناشطون بأن معظم القتلى في داريا أعدموا رمياً بالرصاص، وذلك بعد أن دهمت قوات الأمن والشبيحة المدينة. وقالت مصادر من المعارضة إن جنود النظام وشبيحته اقتحموا تلك المباني في مدينة داريا بريف دمشق، ونفذوا عمليات إعدام جماعية. وقتل بعض هؤلاء برصاص قناصة، في حين تم إطلاق الرصاص على آخرين من مسافات قريبة على الوجه والرقبة والرأس. وقال ناشطون إن هناك عدداً من الجثث لم يتمكنوا من الوصول إليها بسبب وجود القناصة وعناصر الأمن. ومن جانبها، أصدرت اللجنة التنسيقية في داريا بياناً تحدثت فيه عن إصابات في الرأس، شملت أفراداً من عائلة واحدة، بينهم أطفال. وعثر على جثث هؤلاء في مبنى سكني قرب مسجد مصعب بن عمير في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة، بعد حركة نزوح جماعي. كما تعرض مسجد أبو سليمان الداراني للقصف، وكان مسرحاً للمجزرة، حيث عثر فيه على عدد من الجثث تحمل إصابات في الرأس والصدر. وأظهر تسجيل بثه ناشطون جثثا كثيرة لشباب في مسجد أبو سليمان الداراني، حمل كثير منها ما بدا آثار عيارات نارية في الرأس والصدر. ويسمع في التسجيل رجل وهو يصرخ قائلا: "في هذا المسجد أكثر من 150 جثة"، و"إنكم ترون انتقام قوات الأسد من سكان داريا". وتحدثت المصادر نفسها أيضاً عن العثور على عشرات الجثث لشبان في مبنى واحد، إضافة إلى عدد من المصابين بجروح بالغة لم يتسن نقلهم إلى المستشفيات، فضلاً عن جثث أخرى تم العثور عليها في أقبية منازل أخرى. وقال الناطق باسم لجان التنسيق في دمشق، مراد الشامي إن عدد قتلى مجزرة داريا بريف دمشق يتزايد مع العثور على المزيد من الجثث في مناطق أخرى من المدينة. وأضاف أن الفرقة الرابعة (بقيادة ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد) هي التي تقصف داريا. وفي شأن متصل، أفاد ناشطون سوريون بسماع دوي انفجار في ساحة العباسيين وكفرسوسة وسط العاصمة دمشق فجر الأحد وأضافوا أن قوات النظام أغلقت الطرق المؤدية إلى الساحة. في غضون ذلك، أفاد الناشطون بأن مناطق عدة في دمشق وحلب ودرعا تعرضت في الساعات الأولى من صباح الأحد لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. كما درات اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في أحياء عدة في حلب ودمشق وريفها، وتجدد القصف المدفعي على مدينة المعضمية بريف دمشق. وقالت شبكة شام إن الجيش النظامي قصف بطائرات ميغ 23 قرية بليون بجبل الزاوية في إدلب، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. وقالت الشبكة أيضا إن الجيش النظامي شن قصفا عنيفا على بلدة الكرك بدرعا. من جانبه، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من خطورة الأوضاع في سوريا خلال الفترة الأخيرة والتي شهدت تزايدًا في عمليات القتل وأدت إلى سقوط آلاف الضحايا، معتبرًا أنها تسير من سيئ إلى أسوأ. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي له عقب لقائه علي كرتي وزير خارجية السودان أمس الأحد. وقال العربي إن "الأوضاع في سوريا تسير من سيئ لأسوأ وأن الجامعة العربية ملتزمة بقرارات مجلس وزراء الخارجية العرب فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية في سوريا وخطة خارطة الطريق لتحقيق تسوية للأزمة السورية والانتقال السلمي للسلطة". وتابع أنه يجري تشاور يومي مع المبعوث الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي بشأن مهمته الجديدة في سوريا خاصة أن الإبراهيمي لديه تصور كامل للتعامل مع الأزمة ويريد مزيدًا من المشاورات بشأن الأوضاع في سوريا، مشيرًا إلى أنه سيلتقي قريبًا الإبراهيمي في القاهرة بعد زيارته الحالية لنيويورك. ولفت إلى أنه سيجتمع في 30 من آب الجاري مع أعضاء مجلس الأمن الدولي في الاجتماع الوزاري الذي دعت إليه فرنسا "الرئيس الحالي للمجلس". وردًا عل سؤال حول رؤية الجامعة العربية لمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي بتشكيل مجموعة اتصال رباعية تضم إيران وتركيا ومصر والسعودية لحل الأزمة السورية، قال العربي إن الجامعة العربية ترحب بأي مبادرة لحل الأزمة السورية، مؤكدًا أن مبادرة الرئيس مرسي مرحب بها لأنها تتضمن دعوة أربع دول لها تأثير ويمكن أن تكون هذه الدعوة مفيدة جدًا. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السوداني أن الأمين العام للجامعة العربية يتابع الأوضاع في سوريا أولاً بأول، مشيرًا إلى أن هناك أفكارًا ستطرح في الاجتماع الوزاري العربي المقبل في أيلول المقبل بشأن الأزمة السورية. وعبر كرتي عن أمله في أن يحقق المبعوث الأممي الجديد اختراقًا في الأزمة السورية خاصة أن الأوضاع في سوريا هذه الأيام تسير من سيئ لأسوأ. ورأى أن من ينتظر تحقيق انتصار في الصراع الدائر حاليًا في سوريا من الطرفين فلإنهم يضعون البلاد في "أتون حرب كبيرة".