قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالفتاح البتول إن توسع دائرة الحرب والموجهات وفتح جبهات في كتاف وحاشد وحرض وربما في مناطق وجبهات أخرى في اليمن يأتي كردة فعل طبيعية وضرورية لردع العدوان الحوثي ونصرة المظلومين والمحاصرين في دماج. وأكد البتول في حديث خاص ل «الخبر» أن ذلك جاء بعد تقاعس وتخاذل الدولة عن القيام بواجبها تجاه المواطنين الأبرياء وحمايتهم والحفاظ على أرواحهم ، ووقف الاعتداءات الإجرامية التي تقوم بها العصابات الحوثية. وأشار إلى أنه عندما لما تخاذلت الدولة وتقاعست الحكومة وتواطأت بأشكال متعددة مع المعتدين والقتلة والمجرمين هبَّ رجال القبائل وشباب اليمن الاحرار لنصرة اخوانهم الابرياء من الرجال والاطفال والشيوخ والنساء ، لافتا إلى أنه ما ظهر كل ذلك إلا بعد أن فشلت الوساطات والمناشدات لرفع الظلم والعدوان ، وعجزت الدولة حتى في اسعاف الجرحى وتوفير الغذاء والدواء ، فكان لابد من توازن القوة والقيام بواجب العون والنصرة. وتابع البتول في حديثه ل «الخبر» : «مع أن الحوثي يشن حربه وعدوانه على أساس طائفي ومذهبي وسلالي وعنصري ، إلا أن المدافعين عن الحق والقائمين بواجب النصرة لا ينطلقون من دوافع مذهبية اساسا وابتداء ولكنهم ينطلقون من واجب شرعي ووطني وانساني ، باعتبار أن المعركة والحرب ليست بين السنه والشيعة فحسب وإنما هي معركة اليمنيين قاطبة مع هذه الفئة ، التي وصفها البتول بالضالة والجماعة المتمردة». وأوضح أن ما يحدث الآن عبارة عن معركة اليمنيين مع قوى التخلف والجهل والاستعلاء ودعاة العصبية والسلالية والاصطفاء. وعن هذا التوقيت بالضبط فيرى البتول أن السؤال يوجه للذين قاموا بالاعتداء أساسا وشنوا الحرب والعدوان ابتداء. واستطرد متسائلا : «متى كان هناك وقت توقفت فيه قوى الشر والاجرام الحوثية عن الحرب والقتال والظلم والعدوان» ؛ منوها بأنهم في حرب دائمة ومعركة مستمرة ضد الدولة والمجتمع والاحزاب والجماعات والقبائل والافراد. ولفت إلى أن شعارهم كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ، الدم والسيف والثأر والانتقام ، فكل من ليس معهم فهو ضدهم وكل من خالفهم فهو منافق وكافر وعميل ومرتزق. وأكد أنه ليس في قاموسهم وثقافتهم أي معنى من معاني التعايش والتسامح والعيش المشترك والاعتراف بالآخر. وأكد البتول أن هذه الحروب وهذه المواجهات ستأثر على الحوار الوطني والمرحلة الانتقالية ، وقال البتول ل «الخبر» إن «وجود حركة مسلحة ومتمردة تسيطر على محافظه كاملة بالقوة مع أن الامر الواقع لا يساعد على إقامة دولة ذات سياده ونفوذ ، فحتى إذا انتهت هذه المواجهات بأي شكل من الاشكال سوف يبقى الوضع قابل للانفجار في أي وقت وحين ، ويبقى الحوثيون مصدر خطر وفتنة على الدولة والمجتمع وعلى السلم والاستقرار». وطالب بنزع الأسلحة الثقيلة من هذه المجاميع الإرهابية، وتحرير صعدة من سيطرتها العسكرية، وبسط نفوذ الدولة عليها باعتبارها محافظة يمنية, لا مقاطعة إيرانية. وأضاف : «يجب أن يعود الحوثيون إلى جادة الصواب كمواطنين لهم ما لليمنيين وعليهم ما عليهم». ورأى أنه وفي ظل هذه الأوضاع تعتبر جماعة الحوثية في طبيعتها جماعةٌ غير صالحة للمجتمع, واصفا الحوثيين بأنهم جماعة مضرة بالمجتمع تُهدّد الكيان الاجتماعي واستمراره ومصالحه, بل وتهدد سلامة شخوصه باستمرار، باعتبارها تنظيماً مسلحاً غير شرعي وغير قانوني. وقال إنه «لمن العار والشنار لدولة تدعي السيادة, بينما جزء من أراضيها محتلة ومخطوفة من فئة ضالة وجماعة متمردة وحركة مسلحة». وكشف البتول أن هناك في صعدة ثمانية ألوية عسكرية كلها تحت سيطرة الحوثيين، في حين لا يستطيع رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة ولا وزير الدفاع تحريك لواء أو حتى كتيبة ، موضحا بأنه لا يستطيع وزير ولا مسؤول دخول صعدة إلا بإذن «السيد». وتحدى البتول أن يكون قد صدر قرار بتعيين فارس مناع محافظاً لصعدة، مشيرا إلى أن مناع معين بقرار إمامي ومرسوم حوثي تعاملت معه الدولة كأمر واقع، لأنها دولة عاجزة ومهزوزة وناقصة السيادة. وخاطب البتول رئيس الدولة وقيادتها العليا أن يعوا خطورة الأمر ويقوموا بالواجب المناط بهم ويكونوا على قدر المسؤولية والامانة التي يحملونها ، وإما أن يعلن قادة الدولة والحكومة فشلهم وخروج الامر من نطاق سيطرتهم ويعودوا إلى بيوتهم راشدين. واختتم البتول حديثه ل «الخبر» قائلا : «إما أن تكون هناك دولة أو لا دولة ، إما أن يكون هناك نظام وقانون ودستور على الجميع وإما ألا يكون ، اما دوله ونظام للجميع واما فوضى تأكل الاخضر واليابس».