حينما أقال الرئيس محمد مرسي اللواء محمد فريد التهامي من رئاسة جهاز الرقابة الادارية وتم تحويله للمحاكمة بتهمة الفساد، لم تتوقف الصحف الموالية للانقلاب الآن جميعها عن نشر فضائح اللواء التهامي الذي تجاوز السيسي كل الاعراف وأوقف التحقيقات والمحاكمات التي كانت جارية له بتهم الفساد وقام بتعيينه مديرا لجهاز المخابرات العامة أخطر أجهزة الدولة المصرية ودرعها الرئيسي ضد الاختراق والفساد، وسوف أتوقف هنا عند ما نشرته بعض الصحف المساندة للسيسي الآن عن اللواء الفاسد وجرائمه التي كان يحاكم عليها ثم اصبح الآن أحد اكبر المسؤولين في جمهورية الضباط جمهورية الانقلاب. ففي عددها الصادر في 9 نوفمبر 2012 نشرت صحيفة «المصري اليوم» وثيقة الصلة بالانقلابيين الآن والتي اجرى رئيس تحريرها حوارا منفردا مع السيسي قالت «فتحت نيابة الاموال العامة تحقيقا في قضايا تتهم محمد فريد التهامي رئيس هيئة الرقابة الادارية السابق ومحمد فتحي نعمة وأحمد البحيري عضوي هيئة الرقابة الادارية وأحمد المغربي وزير الاسكان الاسبق وحسن خالد فاضل رئيس الجهاز التنفيذي لمياه الشرب بتعمد إخفاء تقارير رقابية كانت تدين الوزير السابق ورئيس الجهاز التنفيذي رغم ان النيابة خاطبت الرقابة الادارية بإحضار تلك التقارير الرقابية» ثم اخذت «المصري اليوم» تسرد وقائع الجرائم المتهم فيها رئيس المخابرات الحالي، وتدور حول قيام السيد مدير المخابرات محمد فريد التهامي الذي كان حسب «نيويورك تايمز» أحد مسؤولي المذابح التي ارتكبها السيسي في الحرس الجمهوري والنصب التذكاري ورابعة والنهضة وغيرها، بالتستر على جرائم كبار رجال نظام مبارك وفرم المستندات والوثائق التي تدينهم. وقد قالت الصحيفة الموالية للسيسي «كما كشفت التحقيقات ان التهامي انتزع 9 ورقات من تقرير أعده أحد ضباط الجهاز يدين إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق في قضية تخصيص الارض لرجل الاعمال هشام طلعت مصطفى والخاصة بمدينتي». أما صحيفة «صوت الأمة» التي حولها رئيس تحريرها الآن الى حذاء في قدم السيسي ونظامه فقد نشرت تقريرا كاملا عن اللواء محمد فريد التهامي في عددها الصادر في 20 مارس 2012 فندت فيه جرائم التهامي التي أتحدى القائمين عليها أن يعيدوا نشر سطر واحد منها الآن بل ربما تصدر الأوامر الى كل تلك الصحف حتى تمحو هذه الصفحات من على مواقعها تماما كما فعل السيسي حينما أصدر أوامره الى كل النيابات والمحاكم التي كانت تحقق مع التهامي وتحاكمه ان تخفي بل ربما تبيد أوراق التحقيق، ومما ذكرته «صوت الأمة» «فالتهامي الذي عينه مبارك رئيسا للهيئة عام 2004 بناء على ترشيح المشير طنطاوي مازال يقوم بمهارة وإخلاص بنفس الدور في إخفاء فساد النظام ورجاله ولهذا السبب لم يكن غريبا ان يجدد له مبارك أربع مرات والمشير للمرة الخامسة». وأضافت الصحيفة التي تسبّح بحمد الانقلابيين الآن «ومنذ تعيينه أي التهامي كانت كل وظيفته هي التستر على جرائم مبارك ورجاله وعدم كشف أي من مخالفاتهم ورد الجميل والحفاظ على المنصب لأطول فترة ممكنة، من خلال إقصاء وإبعاد الهيئة عن دورها الرئيسي في مكافحة الفساد والمفسدين وتنفيذا لهذا المخطط اتخذ جميع السبل الشرعية وغير الشرعية للوصول لهذا الهدف وإضعاف الهيئة من خلال فترة رئاسته لهيئة الرقابة الادارية في السنوات قبل وبعد الثورة».