حمّل المتحدث باسم الحوثيين المشاركين بمؤتمر الحوار علي البخيتي الرئيس عبد ربه منصور هادي والأجهزة الأمنية، مسؤولية مقتل جدبان، موضحا أن هادي وحكومة الوفاق ضمنوا الأمن الشخصي والحماية لكل ممثلي جماعة الحوثي المشاركين في المؤتمر أثناء وجودهم في صنعاء. بحسب الجزيرة نت واتهم المكتب السياسي لجماعة الحوثي في بيان من أسماها "الأيادي الآثمة التي تخدم المشروع الأميركي وتستهدف كل الشرفاء والأحرار في اليمن"، بقتل جدبان. من جانبه قال المحلل السياسي ياسين التميمي في حديث للجزيرة نت تعليقا على مقتل جدبان :إنها "جريمة إرهابية" تؤشر على تحول خطير في إستراتيجية إفشال عملية التسوية السياسية واستحقاقها الأهم مؤتمر الحوار، بتدشينها عمليات الاغتيال السياسي في قلب العاصمة. وقال التميمي إن هذه الجريمة تكشف عزم أعداء التسوية السياسية على المضي نحو إدخال البلاد في مسلسل العنف والاقتتال الأهلي، بعدما أخفقت مهمة الاقتتال الجارية بصعدة في جر البلاد إلى مواجهات شاملة واقتتال أهلي وطائفي، وصرفها عن استحقاق الانتقال السياسي السلمي. وأشار إلى تعدد وسائل وطرق تنفيذ إستراتيجية إفشال التسوية بين عرقلة للحوار وتفجير الحرب في دماج، وهجمات إرهابية بمحافظات الجنوب، واعتداءات على الصحف والصحفيين، وتعقيد القضية الجنوبية، إلى حد لا يمكن معها إنجاح مؤتمر الحوار، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يفشل خيار السلام. إدانات وتوحدت القوى السياسية في اليمن على إدانة "جريمة" اغتيال جدبان، فالرئيس الانتقالي منصور هادي وجّه بتشكيل لجنة برئاسة نائب وزير الداخلية للتحقيق في الحادثة ورفع النتائج بأسرع وقت ممكن. كما أدانت "اللجنة الأمنية العليا" في البلاد عملية الاغتيال ووصفتها بالعمل الإجرامي الغادر، وأكدت أن الأجهزة الأمنية ستلاحق الجناة للقبض عليهم وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع. وقال بيان لرئاسة مؤتمر الحوار الوطني إن اغتيال جدبان "استهداف لمشروع الدولة المدنية الحديثة التي أسهم من خلال موقعه وصوته القوي كعضو بمجلس النواب ومؤتمر الحوار في الدفاع عنها والانتصار لها". كما اعتبر مجلس النواب اليمني أن هذا الاغتيال "عمل إجرامي إرهابي جبان يستهدف كل الأصوات البرلمانية العالية التي تحرص على مصلحة الوطن"، بينما دعت أحزاب اللقاء المشترك حكومة الوفاق وأجهزتها الأمنية إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى لوقف تداعيات هذه الأحداث المأساوية المتتالية في البلد. النائب جدبان في سطور : عبد الكريم أحمد جدبان، هو من مواليد النظير رازح صعدة عام: 1965م. عضو مجلس النواب عن الدائرة 267 رازح بصعدة وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة أنصار الله "الحوثيين". يعتبر جدبان من شباب حزب الحق الذين انتموا إليه في وقت مبكر وعملوا من خلاله إلى أن تم خروجهم عنه وتشكيلهم لتنظيم الشباب المؤمن بقيادة حسين بدر الدين الحوثي. حصل عضو مجلس النواب عبد الكريم جدبان على درجة الدكتوراه مع درجة الإمتياز من جامعة صنعاء في نهاية شهر سبتمبر الماضي، عن رسالته الموسومة تحت عنوان "أصول الفقه للإمام ابي طالب يحيى بن الحسين الهاروني " . اعتقله الأمن السياسي عام 1988م على خلفية مشاركته في أحد المؤتمرات بإيران، وعضو لجنة تأليف مناهج التربية والتعليم. وكان جدبان استهدف مساء الجمعة بإطلاق نار من مسلحين ملثمين على دراجة نارية أثناء خروجه من مسجد الشوكاني القريب من القيادة العامة للجيش اليمني، بعد أدائه صلاة العشاء. وأكدت مصادر ان جدبان توفي بعد اسعافه الى مستشفى حامعة العلوم والتكنولوجيا مباشره متأثرا بجراحه.