أعلن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، تقديم استقالته من مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، "للشعب المصري". تأتي هذه الاستقال بعد نحو 3 أسابيع من تقديم استقالته في 2 كانون الأول الجاري من هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر، وهي الاستقالة التي أعلن الأزهر قبولها في ال 9 من الشهر ذاته، وسط امتناع شيخ الأزهر أحمد الطيب عن التصويت على القرار. ومجمع البحوث الإسلامية ،هو الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وتقوم بالدراسة في كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسي والمذهبي، وبيان الرأي فيما يَجِدُّ من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة، وحمل تبعة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. ويتالف مجلس مجمع البحوث الإسلامية من عدد لا يزيد على خمسين عضواً من كبار علماء الإسلام، يمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عدد، لا يزيد على العشرين، من غير مواطني مصر، وهذا يجعل لمجلس المجمع ميزة عالمية التشكيل التي تجعل له المرجعية فيما يتعلق بالبحوث الإسلامية، ويرأس مجلس المجمع شيخ الأزهر. ومجلس المجمع يؤلف من بين أعضائه لجانا أساسية تختص كل منها بجانب من البحوث في مجال الثقافة الإسلامية، مثل: لجنة بحوث القرآن الكريم، ولجنة بحوث السنة النبوية الشريفة، ولجنة البحوث الفقهية، ولجنة العقيدة والفلسفة، ولجنة التعريف بالإسلام، ولجنة القدس والأقليات الإسلامية. وقال القرضاوي في استقالته التي أعلنها في بيان صادر عنه اليوم السبت: "أتقدم للشعب المصري باستقالتي من مجمع البحوث الإسلامية، وأنا لست بحاجة لعضوية هذا المجمع الضعيف في تكوينه، الهزيل في أدائه، بجوار المجامع الإسلامية الأخرى". وتابع: "كما أنني لست بحاجة إلى عضوية هيئات ولا مؤسسات، تسير في ركب السلطان، وقد قلت رأيي الذي أدين الله به، وألقاه عليه، في أحداث مصر، وغيرها من أحداث أمتي". ولفت إلى أن مجمع البحوث الإسلامية، "لم يكن له أي موقف يذكر، ممما وصفها ب" المجازر الوحشية " التي ارتكبها من وصفهم ب"جنرالات الانقلاب العسكري"، بحق الشعب المصري. وبين أن المجمع " لم يصدر بيانًا، ولم يكتب فتوى، ولم يرفض ما يجري تحت أي اسم أو مسمى". يشار إلى أن الشيخ القرضاوي (87 عاما) هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يتخذ من الدوحة مقرا له، ويحمل الجنسيتين المصرية والقطرية، ويقيم في قطر، وهو أيضا رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء، ووعضو المجمع الفقهي الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، وعضو المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ووعضو المجمع الملكي لآل البيت (الأردن). ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي، دأب القرضاوي، على إعلان تأييده له، كما هاجم السلطة الجديدة في مصر في أكثر من كلمة متلفزة له بثتها قناة الجزيرة القطرية في أوقات سابقة.