حذر الدكتور والكاتب الحضرمي عبدالله السيباني أبناء محافظة حضرموت مما بطلق عليه الهبة الشعبية. وأشار في مقال له بعنوان «كواليس الهبة وخفايا نحب» إلى أن المشهد في مسرحية الهبة الحضرمية يتمثل في أن الحبكة كانت فيه أيضا بأيدي الأجهزة المخابراتية للنظامين السابقين بعد أن أصبحا خارج اللعبة ولا نجاة لهما إلا بفوضى خلاقة يستطيعون خلالها ركوب الموجة والظهور بمظهر الثوار وأصحاب الحق وأولياء الدم. وقال : «حاول قادة اشتراكيون التغلغل في القبائل الحضرمية لاقناعهم بفكرة الانفصال غير أنهم أخفقوا بشكل واضح في هذه المهمة نتيجة لتاريخهم الأسود وماضيهم اللئيم الذي يصعب على ذاكرة القبيلة الحضرمية نسيانه مهما تلون حاملوه فكان أكثر نشاطهم في المدن وفي طبقات العمال بشكل واضح وقلة من أبناء القبائل الشباب الذين لم يعايشوا ماضي الاشتراكي البغيض». وأضاف بانه «أكثر من مرة حاولت قيادات الحراك الاشتراكية الزج بأبناء القبائل في مواجهة الدولة غير أنهم فشلوا بسبب تعقل مشائخ تلك القبائل وقلة أتباع القيادات الحراكية الاشتراكية من أبناء القبائل حتى نجحوا أخيرا في إقناعهم بإغرائهم بالمطامع المالية من خلال مطلب حقهم في الشركات النفطية العاملة في أرضهم». وتابع : «هذه الحيلة جربت في أكثر من منطقة في حضرموت في وادي عمد وأطراف شبوة والخشعة والضبة ونجحوا أخيرا في الزج بالحموم في مواجهة مباشرة مع حراسات الشركات قتل على اثرها منهم رجال واعتقل آخرون وهي النتيجة التي يطمح الرفاق إلى تحقيقها، لافتا الى استغلال الرفاق هذه الغنيمة من دماء رجال بيت علي ليتاجروا بها ويمتطوها لتحقيق حلمهم المنشود فتداعوا من الداخل والخارج لتحريض الحموم على الانتقام وتفجير الوضع غير أن الحموم دعوا القبائل الحضرمية لمؤتمر خرجوا منه بمطالب واضحة هو مؤتمر نحب الاول الذي شكل فيه حلف قبائل حضرموت الذي كلف الشيخ سعد برئاسته». وزاد السيباني : «مرت كل المهلة التي شملها بيان الحلف الاول من يوليو وحتى ديسمبر دون ان يتحقق منها شيء ،وهو ما أعطى الرفاق فرصة للعزف على نفس الوتر مجددا غير أن السكون الحضرمي و التعقل القبلي كان يحول دائما دون اشعال النار التي يخطط لها المجرمون». ويتحدث الكاتب أنه قبل مقتل الشيخ سعد رحمه الله بأيام وصلته رساله من علي سالم البيض عبر شخص معروف يطالبه فيها البيض بإعلان انضمامه للحراك وفتح أراضي قبيلته لفتح معسكرات يتدرب فيها شباب الحراك استعدادا للكفاح المسلح غير أن الشيخ سعد رفض هذا المطلب بشدة. واستطرد : «وأصبح الشيخ سعد عقبة أمام تحقيق أمنية البيض ومطلبه فكان مقتل الشيخ هو المطلب لهذا التيار بشكل أو بآخر لتحقيق عدة أهداف منها: " التخلص من حكمة الشيخ سعد ورجاحة عقله ووقوفه الدائم ضد تيار القتل والدم وقربه من النظام الحاكم وعلاقته بالمسئولين في الدولة، استغلال مقتل الشيخ لبدء الكفاح المسلح بدعوى مطالب الشيخ والثأر لدمه، تسليم مشيخة القبيلة لأحد أبناء الشيخ المواليين للبيض والذين يتواصل معهم باستمرار، استغلال منطقة قبيلة الحموم للتدريبات العسكرية والسيطرة عليها من قبل مليشيات البيض باسم القبائل للسيطرة على شركات النفط بدعوى الضغط على المحتل، تذكير قبائل حضرموت عامة والحموم بشكل خاص بدم الشيخ علي الذي قتل قبل حوالي خمسة عشر سنة وربط قضية قتله بقتل أخيه والشب على نارها حتى تشتعل». وحول ملابسات مقتل الشيخ قال إن القاتل مترصد وقاصد الفعل في النقطة الأمنية حيث تفيد المعلومات أن سيارتين نوع شاص تتبعت سيارة الشيخ منذ الصباح وأفاد شهود عيان بأن إطلاق النار بدأ أولا من المرافقين وتفيد روايات أن الرصاصة التي قتلت الشيخ جاءت من الاتجاه المعاكس!. وأكد على انه يجب أن يدرك أبناء حضرموت أن ترك مسمى الهبة دون توصيف كانت مقصودة من قبل جهات تسعى لتحقيق أجنداتها الخاصة وهدفهم اشعال الحرب وحرق حضرموت لإنقاذ ثلاثة أطراف ؛أولها نظام صالح الذي سخر جيشه وإعلامه وأجهزة أمنه لاثارة الفوضى التي يرى فيها الأمل الوحيد لعودته، وثانيها الحوثي وعملاء إيران في الشمال والجنوب خصوصا بعد تزايد الضغط عليهم في صعدة ،ففتح جبهة في الجنوب ستكون بمثابة انفراجه لهم في الشمال والسيطرة على حضرموت سيكون الفتح الاكبر لهم على بر الجزيرة وبحر العرب ، وثالثها قيادات الحراك الاشتراكية وخصوصا أصحاب فك الارتباط الذين يرون في مخرجات الحوار الوطني الرصاصة التي ستقضي على آمالهم وطموحاتهم بعد أن تقرر اعتماد الفيدرالية بأقاليم متعددة وهو المطلب الاكثر قبولا في الشمال والجنوب. ويشير الكاتب إلى طرف آخر له علاقة بهذه الاطراف وهم تجار المخدرات ، مشيرا إلى أن حضرموت تعتبر الممر الأكبر في الشرق الأوسط لتجارة المخدرات بين ايران ودول الخليج وآسيا وافريقيا وقد تناقل البعض دعم غير محدود للهبة بالملايين من قبل تجار للمخدرات. وحول علاقة الاطراف المذكورة ببعض واستغلالها لسوق السلاح والمخدرات أورد الكاتب معلومة حساسة وخطيرة قال إن أحد الثقات نقلها له ومضمونها أنه أخبره أحد قيادات الحراك الوسطى أن أحد زعماء الحراك بالمكلا أخذ مجموعة من شباب الديس بدعوى تشغيلهم في إحدى الشركات بوادي حضرموت وحين وصولهم إلى الوادي استقبلهم شخص معروف بتجارة المخدرات وطلب منهم ابلاغ اهليهم بان الشركة تمنع استخدام التلفونات وانهم لن يتصلوا عليهم في الوقت الحاضر . وتابع الكاتب : «يقول هذا الحراكي ان ابنه كان احد هؤلاء الضحايا غير أنه تمكن من الهرب قبل أخذ البقية إلى صعدة للقتال مع الحوثي من أجل التدريب استعدادا لإعلان الكفاح المسلح في الجنوب ثم العودة حينئذ». وقال هذا القيادي إنه اكتشف استغلال وإجرام زعماء الحراك لاخلاصهم وثقتهم فيهم بعد هذه الحادثة وعودة ولده هاربا فيما لايزال بقية الشباب بعيدين عن أسرهم التي تظن أنهم يعملون في الشركات وربما قد قضى بعضهم نحبه في مؤخرة جيش الحوثي في قتال أهل السنة بدماج. وأضاف : «هناك مؤشرات على استعداد جهات عدة وقبائل من خارج حضرموت لبدء انتفاضة مسلحة في حضرموت وسلب ونهب قد يطال أبرياء ويحرق الأخضر واليابس». وتشير معلومات دقيقة إلى أن هناك مجندين حوثيين في معسكرات الجيش والأمن سيساهمون بطريقة أو بأخرى في تأجيج الوضع وتفجير الصراع وذكر البعض أن أحد المعسكرات التابعة لصالح والتي لم تعلن انضمامها للثورة الشبابية في هضبة المكلا قد بدأ توزيع أسلحة مختلفة لشباب قبائل وتيارات سياسية لتنفيذ خراب باسم الهبة الشعبية .