أقرت اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت منح صلاحيات واسعة لمدراء المديريات في الشئونالأمنية بعد الانكشاف الأمني الذي أحدثته الهبة الشعبية، فيما لا تزال قيادة وزارةالداخلية ترفض الاستجابة لطلب اللجنة الأمنية تغيير مدير أمن المحافظة العميد فهميمحروس، رغم تجاوب رئيس الجمهورية. وقال محافظ حضرموت، رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة، خالد سعيد الديني إن منح مدراء المديريات صلاحيات واسعة، إلى جانب مدراء الأمن، يأتيضمن حزمة إجراءات عملية لتنفيذ المطالب المشروعة لمخرجات مؤتمر (نحب) القبليالهادفة إلى تعزيز الحكم المحلي واسع إن لم يكن كامل الصلاحيات، كما أن هذاالإجراء له علاقة بالانكشاف الأمني السلمي الذي حصل في الأيام الأولى من الهبةالشعبية، حيث ترك مدراء الأمن واجباتهم، ما أجبرنا على الاستعانة بالقوات المسلحةوإدخالها إلى ساحات المدن. وأضاف الديني: التقينا، ومعي نائب وزير الداخلية اللواء ناصر لخشع، مدراء الأمن وطلبناالكشوفات عن كامل القوة الأمنية الموجودة في كل مديرية، وأرسلناها بعد ذلك إلىمدراء المديريات الذين لا بد أن يطلعوا على ما لديهم من قوة ويتحملوا مسئولياتهمفي إطار صلاحيات تم منحها لهم للإشراف والرقابة على الأمن في المديريات، وحتى أنالمرتبات لا تصرف إلَّا بعد تعميدها من قبل مدراء المديريات ومدراء الأمن. وأشار محافظ حضرموت إلى أن تعامل مدير أمن المحافظة لشئون الساحل العميد فهمي محروس معأحداث الهبة الشعبية لم يكن التعامل المسئول، ما دفع اللجنة الأمنية إلى طلبتغييره من قبل القيادة السياسية في صنعاء. وقال المحافظ خالد الديني: تعاملنا مع الأخ مدير الأمن ونحن نحترمه حقيقة لشخصه، إلَّاأننا لم نجد منه التفاعل الجاد مع الأحداث، بل لقد قال بنفسه وفي تصريح صحفي:"إن 95% من قوام القوة الأمنية فروا". واعتبرالديني توجيه مدير أمن المحافظة، فهمي محروس، لمدراء أقسام الشرطة في المكلابتسليمها للعناصر المهاجمة الخارجة عن النظام والقانون وعمل محضر استلام وتسليم،حادثة غير مسبوقة. وقال:نحن نبهنا أننا مع مطالب أهلنا في حضرموت، إلَّا أننا في الوقت نفسه مسئولون عنالحماية والحفاظ على مقرات ومؤسسات الدولة، وهذا واجب لا يمكن أن نقصر فيه. وتابع:للأسف الأمن خذلنا في حضرموت، وصدمنا بما قام به من اتفاقات (محضر استلام وتسليم)مع الخارجين عن القانون، ولهذا لجأنا إلى استدعاء القوات المسلحة لإخراج تلكالعناصر من مقارّ الأمن ومؤسسات الدولة الأخرى وحمايتها، مشيراً إلى أن تلكالعناصر نهبت محتويات المقار الأمنية، ولم نتمكن من استعادة سوى السيارات. وعن تجاوب القيادة السياسية مع مطالب اللجنة الأمنية بتغيير مدير أمن المحافظة، فهميمحروس، قال الديني: للأمانة فخامة رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي متجاوباًمعنا، كما أنه متجاوب مع مطالب مؤتمر (نحب) القبلي بما لا يتعارض مع المصالحالعليا للبلد، غير أن قيادة وزارة الداخلية حتى الآن تستطيع القول إنها غيرمتجاوبة، ولا ندري ما هي مبرراتها!!. ولفت محافظ حضرموت إلى أنه سيتم فتح باب التجنيد لأنباء المحافظة بموجب توجيهات رئيسالجمهورية التي قضت بتجنيد ألف شاب في الساحل وألف في الوادي والصحراء، مشيراً إلىأن هناك إجراءات ستُتخذ قبل فتح باب التجنيد، ومنها حصر القوة الموجودة حالياً،كون أن المحسوب على أن المحافظة أرقام كبيرة، في حين القوة الفعلية قليلة. وأشارالديني في ختام تصريحه إلى عودة الهدوء النسبي إلىمدينة المكلا، حيث فُتحت المحال التجارية وعادت الحياة بشكلها الطبيعي إلى أرجاءالمدينة، عدا اختلالات أمنية هنا وهناك، لكنها لا تؤثر على الوضع العام.