يعاني آلاف المزارعين اليمنيين الذين يزودون الأسواق المحلية بشتى أنواع الفواكه الصيفية؛ كالمانجو والعنب والرمان والخوخ والتين؛ أشهر أنواع الفواكه التي تنتجها الأرض اليمنية، وتتمتع بسمعة جيدة لدى المستهلكين المحليين والعرب أيضاً، بعد أن اجتهد كثير من المزارعين اليمنيين في تحسين منتجاتهم الزراعية. الملاحظ غياب وزارة بأكملها عن دورها في تشجيع المزارع اليمني لإنتاج مزيد من الفواكه والاستماع لشكاوى المزارع، وما الذي يحتاجه لتحسين جودته الزراعية.
محافظة الحديدة التي تشتهر بمنتجاتها الزراعية، وعلى رأسها فاكهة المانجو تلاقي كثيراً من المعوقات وعدم الاهتمام.
ويجد المزارع نفسه وحيداً في مواجهة أعباء الاحتياجات الزراعية، بينما تبقى مكاتب الزراعة مجرد مقرات لا تقدم شيئاً بحسب شكاوى المزارعين. ومن الصعوبات التي تواجه زارعي المانجو مكافحة التملح والآفات التي تؤثر على نمو الأشجار وتؤدي الى تدني الإنتاجية.
وطبقاً لبيانات التسويق الزراعي؛ فإن صادرات ثمار المانجو بلغت خلال العام الماضي 18 ألف و619 طناً، بقيمة إجمالية تجاوزت مليارين و 337 مليون ريال، تم تصديرها إلى كلٍ من: الأردن، الإمارات، البحرين، السعودية، الصومال، المغرب، الكويت، الهند، سوريا، عمان، فرنسا، قطر، لبنان، ومصر.
سليمان أحد مزراعي المانجو في وادي مور، ويمتلك أكثر من ألفي شجرة مانجو، يقول إن مزرعته في سنوات سابقة حققت عائدات من الإنتاج تكفي لشراء مستلزمات وعمالة وري، إلى جانب تحقيق أرباح تغطي نفقات عام كامل للزراعة.
ويضيف سليمان "ولكن في هذه الأعوام تراجع العائد" ويوضح أن ذلك يعود الى كثير من المعوقات، لاسيما في عملية التسويق والنقل، حيث تتكدس ثمار فاكهة المانجو في السوق وتضمر، ومن ثم يتم رميها إلى القمامة، مما يدفع بالتاجر أو البائع أو وسطاء البيع الى دفع ثمن بخس. ويشير د. علي القاسمي الأستاذ بكلية الزراعة إلى أن التسويق الزراعي للثمار خاصة المانجو يعاني من معوقات كثيرة، أبرزها انخفاض الكفاءة التسويقية، وبطء تطوير النظام التسويقي، مما يحد من مقدرته على مواكبة التطورات والمتغيرات الاقتصادية العالمية والإقليمية والمحلية.
من جانبه حمل رئيس الجمعية العامة للمستلزمات الزراعية عايض النصيري وزارة الزراعة مسؤولية إيجاد بيئة تسويقية سليمة، وقال إنه يجب أن تضطلع بدورها في تطوير وتحسين كافة الخدمات الزراعية لتشجيع المزارعين من خلال التسهيلات والمعاملات، وخصوصاً في ظل الأزمات التي يعاني منها المواطن اليمني الذي لا يستطيع أن يتجه لشراء فاكهة صيفية لأولاده.
ويضيف: "لذلك أنا كمزارع يمني أطالب حكومتنا وعلى رأسها وزارة الزراعة بتوفير ثلاجات لحفظ الفواكه المحلية، وتشجيع المواطنين أبناء تهامة أصحاب الهكتارات من الأراضي بزراعة أراضيهم للتخلص من الفقر".
وها هي محافظة صعدة التي تنتج في موسم الصيف أفضل وأشهر أنواع الفواكه فاكهة الرمان الصعدي. وبحسب تقرير صادر عن وزارة الزراعة فإن 1250 هكتار مساحة زراعية لفاكهة الرمان تنتج سبعة آلاف و700 طن من عشرة آلاف 650 طناً هي إجمالي ما تنتجه اليمن من فاكهة الرمان، ومنذ بداية الحرب الذي أهلكت الحرث والنسل وأهلكت شجرة الرمان الصعدي تكدست بالأنواع من الألغام لإحراق هذه الشجرة.