هذا الرجل لايمزح في شغله. يفعله تاما وناجزا. في التدريس كما في الكتابة وأيضا في الحياة والصداقة. كمنزل بنوافذ كثيرة ، كل نافذة تؤدي إلى شغل ما.من التزامه بالتدريس الجامعي صباحا لطلبة بكالوريوس كلية الإعلام جامعة صنعاء إلى تدريس طلبة الدراسات العليا بعد ذلك.الإشراف على رسائل ماجستير ودكتوراه في اللغة العربية وآدابها في أكثر من جامعة يمنية .
الكتابة المنتظمة لأكثر من صحيفة ودورية يمنية وعربية.مقاله الأسبوعي لجريدة"السياسية" اليمن.مقاله الأسبوعي لملحق "الاتحاد الثقافي" أبو ظبي.مقاله الشهري لمجلة " دبي " الثقافية.مشاركته كعضو هيئة تحرير في مجلة " غيمان" الفصلية، اليمن.
وفوق هذا مشاركاته الخارجية المنتظمة في أكثر من ملتقى ومسابقة في غير دولة عربية بورقة عمل أو كعضو لجنة تحكيم . ولم نعد ندري في كل هذا أصل الدعوات التي تصل إليه. هل تتم لكونه يمنيا من أصل عراقي ، أم عراقيا من أصل يمني ، بحسب تعليق أحد أصدقائه الشباب. ويكون هذا التماهي لسبب من كونه لا يتردد في اقتناص ماتسنح له الفرص لتقديم الحياة الأدبية اليمنية ،شعرا ورواية وقصة قصيرة ، حيثما تكون مشاركته ، إما حضورا أو عبر مقالاته المنتظمة هنا وهناك. وإلى هذا ، جديده.الحرفة التي يفعلها الصكر في وقته المستقطع.الكتابة بالعين.اللوحة وقد غدت مُشرّحة عبر قراءة احترافية لها أن تضيف نصا موازيا للعمل المُعلق على جدار.
فبعد عمله " المرئي والمكتوب .. دراسات في التشكيل العربي المعاصر – دائرة الثقافة والإعلام ، الشارقة 2007" . هاهو حاتم الصكر يفعل " أقوال النور – قراءات بصرية في التشكيل المعاصر – دائرة الثقافة والإعلام ، الشارقة 2010 " .
يواصل فيه شغفه واهتمامه بجماليات العمل الفني من جهة وجماليات تلقيه التي يعدها أساس المعضلة التي تراه شيئا قابلا للقراءة أو لنوع من القراءات ذات البعد التفسيري انعكاسا للمباشرة التي عهدها المتلقي وصارت من أعراف القراءة البصرية عنده. وهنا ينخلق ، بحسب الدكتور الصكر مايسميه " تلقي المماثلة أو المطابقة ، وهو من مشكلات تلقي الأعمال الأدبية أيضا. فالمتلقي هنا يبحث عما يماثل الصورة التي وقرت في وعيه ، وصارت جزءا من خبرته الجمالية التي تدفعه لقبول أو رفض الأعمال الفنية أو تأويلها بحدود مدركاته المتكونة عبر تراكم النوع التصويري كما تقترحه الموروثات والأفكار المتداولة عنه ". وبشأن العنوان " أقوال النور" جاء " حيث يتصدر الضوء وتفاعلاته السطوح التصويرية وينجذب المتلقي ذو الثقافة البصرية المطلوبة إلى تلك المساحة النورانية التي يعطيها التجريد والحروفية خاصة طابعا يتجاوز الانطباع والتعبير المباشر ويمنحها قوة الإشراق والتواصل الوجداني الذي يفترض إمكان تحققه مالا نراه من طاقة ضوئية داخلية لدى الفنان المعاصر المنسحب من احتدامات الحياة بالمشاغل العابرة ومصادرات الوعي والإدراك اللذين لا يتم احتواء الجمال وملامسته إلا بهما " .
جاء الكتاب بطباعة أنيقة وفاخرة .150 صفحة عليها ستة عشرة دراسة مقسومة على أسماء تشكيلية يمنية وعراقية كما لو كانت بالتساوي ، نصوصا وأعمال فنية بين العراقيين جواد سليم واحمد البحراني ورافع الناصري وضياء العزاوي من جهة ، واليمنيين وطلال النجار وريمة قاسم وعبد الرحمن الغابري وآمنة النصيري . لكأنها قسمة ، ومن دون دراية أو تعمد من حاتم الصكر ، روحه وقد كانت بين وطنين .. بالتساوي .