«أوووه.. مسرع جاء رمضان.. عاده مشي كأنه له أسبوعين؟!! مالهن الأيام كذه «يخترطين» ، ويقلدين حبوب المسبحة»؟!!
عبارات ،وجمل دائماً مانسمعها من كل شخص نصادفه ساعة اعلان المذيع ولادة هلال رمضان.. وروتين ممل اعتدنا عليه كل عام ،وكل يوم عند قدوم أي زائر كان ،شهر رمضان أم شوال شخص مسافر ،أم عائلة. أسمع أحدهم يكذب النبأ: «ياخي هذي إشاعة رمضان عاده بعيد» معيداً إلى الذهن إشاعة مقتل عثمان بن عفان التي حفظناها في الابتدائية. وآخر يقول: أنا باصوم مع ليبيا ،معللاً بأنهم على الصواب وغير متهورين وأن اخواله من هناك ،وهو يحبهم كثيراً ،وسيصوم معهم بنفس اليوم والساعة. لافائدة من المراوغة والتملص , فنحن اليوم في 22 شعبان .
رمضان جاء ،وصل بنفس الطريقة المعتادة: إشاعات ،ثم إقرار بوصوله على ذمة شخص ذهب إلى البحر الأحمر ،قبل المغرب ،وشاهد «طائرة منورة» قال أنها هلال رمضان, فأذن لليمنيين بالصيام..
ماذا لوحدث شيء كهذا ياترى؟!!
جاء رمضان.. شهر البركة الشهر ذو الثلاثين مسمى ،بعدد أيامه إن وصلت.. فهو شهر الصيام ،عند العامة ،وشهر «الصلاة» بالنسبة لأشخاص لايعرفون موقع القبلة طوال أشهر السنة. رمضان ،شهر المسابح ،بالنسبة لصاحب تلك «العربية» التي ظلت شاغرة حتى حلوله.. وشهر «التمر» بالنسبة لبائع كان «البلح» سلعته التي لاتبور ،قبل رمضان ، شهر «السمبوسة» و«الباجية» لعاطلين لاعمل لهم. رمضان شهر قراءة القرآن لشخص يتعامل طوال العام مع المصحف كشيء أثري مرفوع في شباك مغلق من قبل ابليس.. رمضان شهر «الشفوت» و«التمر» بالنسبة لأطفال «زقوات» يملئون بطونهم طوال النهار ،وبمجرد اطلاق المدفع قذيفته ،يطلقون اغلظ الايمان بأنهم صائمون ،ويدللون بإخراج ألسنتهم التي تظهر بيضاء وناشفة كجدار مدرسة. رمضان ،شهر «الصدقة» لأناس يتجرؤون فيه مد أيديهم إلى جيوبهم لتخرج محملة بريالات «غير قابلة للصرف» .
رمضان ،موسم العمل ،والزلط ،والشهرة ،لممثل يمني ظل طيلة احد عشر شهراً حبيساً لجدارين ،تحولت «لحيته» إلى مصيدة وفخ يقع فيها كل من يمشي في غرفته من طولها ،وعدم تمكنه من حلاقتها ،وتجاوزت فاتورته عند صاحب البقالة الحد الذي تسمح به كل الشرائع السماوية.
رمضان «شهر السواك» لأشخاص اصفرت أسنانهم من القات والسجارة ،وجاء رمضان كرحمة ليزيل ماتراكم عليها من طبقات مكدسة ب«سواك» ،يستخدمه غالباً كنظرة أمام الناس.. لاكسنة.
رمضان شهر المسابقات الدينية والثقافية ,شهر مشاريع الافطار التي تنتشركظاهرة صوتية ، شهر الجوائز المليونية الوهمية و«شكراً لقد ربحت حبة تمر»!!
رمضان ،شهر تتحقق فيه دعوات المظلومين ،وتكدس فيه دعاوى وقضايا المظلومين أيضاً غير المستعجلة في أدراج المحاكم, بحجة أن "القاضي صائم " , وكأنه أول من صام.
رمضان شهر تنتشر في لياليه الملائكة وسيارات «الأوبل» التي تراقب «المعاكسين» , يصفد فيه الشياطين ،ويطلق فيه المسئولين الى كل المحافظات لإقامة أمسيات رمضانية تحدث الناس عن " إتفاق فبراير " وهم لا يجدون قيمة كيلو تمر .
رمضان في اليمن تناقضات وتناقضات , مهرجان ولائم , ويانفس ماتشتي , ومهرجانات تسول في كل الشوارع والأزقة ,اعتقد أن المتسولين هذا العام لن يقبلون بالريال , بل بالدولار الذي ربما ياتي الشهر الكريم وقد حطم ال" 300"
رمضان , هو القادر فقط على أن يجعل الناس يسهرون حتى مطلع الفجر مثلي , ويتجولون في امان من قرية الى قرية ,ونتمنى ان لانفقد هذه الميزة هذا العام , وتظل "تعز أمنة " و"عدن امنة" وكل المحافظات امنة , كما قال رئيس الجمهورية .
. رمضان الشهر الفضيل الذي يتفضل علينا ب«كشكوش» البطل ،الذي «يكشكش» قلوب ملايين الاطفال بملابسه ،وطلته الجميلة ب«هااه ،مابه».
رمضان اسم لشخص تابعته في احد المسلسلات المصرية ،قتل صديقه «شعبان» وحكم عليه بإطعام ستين مسكيناً وصوم شهر كامل ,غير رمضان.