لن تجدوا هذا التميز في نقل مواطن الامتحانات ليلة الامتحان إلا في اليمن، حيث كل شيء جائز وممكن وفي حكم المعقول، فهذا الإجراء في مصلحة الطلاب أولا وأخيرا، من أجل أن يتوتر أكثر وينهار بشكل طبيعي، وكلها أهداف نبيلة تصب في خدمة العملية التربوية...!!؟ في مصر" المحروسة" أمتحانات الشهادة"ابتدائي إعدادي وثانوي" وحتى امتحانات بقية المراحل، يتم الاستعداد لها باكرا، وتكون البلد في حالة طوارئ غير معلنة وبالذات في امتحانات الثانوية العامة، في الإذاعة والتلفزيون برامج المراجعة النهائية، ومراجعة ليلة الامتحان، وبرامج التغذية الخاصة بالطلاب وقت الامتحانات، ودور الأسرة في هذا الوقت العصيب وكيفية تهيئة الجو المناسب للمذاكرة، والصحف ما تقصر، وداخل البيوت التي فيها طلاب هدوء أيام الامتحانات وطول السنة مذاكرة، والجيران تراعي هذه المسألة، المهم" شغلة" تشعر معها أنك أيضا ستذهب للامتحان... !! وبعد الامتحانات لابد أن يتم تغيير جو المذاكرة وحالة الطوارئ إلى الرحلات والفُسح، لتهدأ أعصاب الطالب وأسرته ويرتاحوا بعد توتر وعذاب المذاكرة. هذا في مصر وفي أي بلد يعي أهله ومسئوليه قيمة التعليم وأهميته، وقيمة التعيس الذي تصب فوق رأسه كل لعنات التعليم" التلميذ أو طالب العلم"، الامتحانات بالنسبة للطالب اليمني حالة تهديد، أسرته تهدده بالنجاح أو...، والمدرسة بهذلة ووجع رأس، وفي اللجان حالة حرب" لا تلتفت شوف قدامك، ورقتك نزلها فوق الماسة" ومن باب الإبداع في الحرب النفسية ضد التلميذ التعيس يتم نقله من مدرسته إلى مركز امتحاني لا علاقة له به، ومدرسين وجوههم رضية جدا في انتظار الضحية، أو يبقى الطلاب في نفس المدرسة ويتم نقل مدرسيهم إلى مراكز أخرى..!! هنا الألفة بين الطالب ووجوه مدرسيه التي أعتادها تنقطع بوجود وجوه جديدة وكذلك الوضع بالنسبة لنقل المدرسة، وعليه فإن أول الصدمات النفسية يتلقاها فبل الاختبارات، وهذا يعكس عدم الثقة في المدرسين وأماناتهم تجاه تأدية واجبهم في الامتحانات في مدارسهم لذلك يتم نقلهم أو أخذ طلابهم....!!؟ والأدهى أن نسمع طوال أيام امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية عن نقل البعض إلى درجة الكثير من مراكز الامتحانات ليلة الامتحان إلى مراكز أخرى من باب تأمين عدم الغش الذي يتم علنا وعلى السبورات أو بدفاتر محلولة في قرى كثيرة ، وربما لأسباب أخرى نجهلها نحن المواطنون..!!