تجرى هذه الأيام في عموم مدارس محافظات الجمهورية امتحانات النقل للشهادتين الأساسية والثانوية للعام الدراسي 2007م – 2008م بمشاركة نحو خمسة ملايين طالب وطالبة، وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم أن عملية الامتحانات تسير وفقاً للتقويم المدرسي للعام الدراسي الحالي وبصورة طبيعية وناجحة.. متمنية للجميع التوفيق والنجاح في الامتحانات ورفع تحصيلهم العلمي بما يؤهلهم للصفوف المتقدمة في الدارسة خلال العام المقبل. “الجمهورية” جالت بين أروقة كتب وكراريس وجداول المذاكرة المتناثرة في زاويا عدد من طلاب الثانوية العامة، بين من يتطلع كثيراً للنجاح بتحقيق معدل يسمح له بالالتحاق بالكلية التي يصبو اليها، ومن يبحث ولو عن قليل من التفوق والتميز، وبقية تبقى غايتها اجتياز المرحلة بسلام . شبح الثانوية العامة تزداد حمى القلق والتوتر بين الطلاب كلما اقترب موعد امتحانات الثانوية العامة، وتعلن كثير من الأسر حالة الاستنفار التي تتضاعف كلما دنت من أبنائها ساعة الصفر حين يذهب الطالب الى المدرسة لخوض امتحان أول مادة ، فيما آخرون يؤكدون قدرتهم على التحكم في الأعصاب . { ابراهيم عبدالوهاب - طالب ثانوية عامة - القسم العلمي- يرى ان كثيراً من الأهالي يعطون هذه المرحلة اكبر من حجمها حيث يساعدون على زرع كثير من مشاعر الخوف والقلق لدى طالب الثانوية من خلال ترديد اسطوانة مفادها انه في اخطر مرحلة تعليمية وهي تحدد مستقبله وتكون اولى خطوات النجاح في الحياة العلمية. ويضيف ابراهيم في أحيان كثيرة تمر الأمور بشكل طبيعي طوال العام وحين تأتي هذه اللحظات فترة الامتحانات الحرجة فهنا يصبح الطالب بحاجة للدعم المعنوي الذي يحمل عبارات التشجيع لا الترهيب. أما زميله فؤاد فضل فيقول لا يعرف سبب هدوء أعصابه وعدم ارتباكه لاقتراب فترة امتحانات الثانوية التي ستحدد مصيره ودراسته الجامعية التي كثيراً ما يأمل والداه التحاقه بكلية الهندسة التي تحتاج الى مجموع كبير لاختراق أبوابها . ويتخوف فؤاد من الهدوء الذي قال عنه بانه ربما قد يكون الهدوء الذي يسبق عاصفة الارتباك داخل قاعة الامتحان ويتسبب ذلك في نسيانه لكل ما تم تحصيله بل وما تم مذاكرته في الايام الأخيرة.. مؤكداً انه سيحاول ضبط الأعصاب كما هي عليه الآن للخروج بنتائج ترضي الوالدين والاقربين . أخصائيون: الهدوء وضبط النفس أولاً خبراء تربويون يؤكدون أهمية ان يتحلى الطلاب بالهدوء والتركيز اثناء الإجابة على أسئلة الامتحان، أساس النجاح،.. مشددين على الابتعاد كل البعد عن ظاهرة الغش التي تعد وباجماع تعليمي وتربوي انها أسوأ أسلوب قد يلجأ إليه الطالب او الطالبة اثناء تأديته لامتحانات أية مرحلة تعليمية يخوضها . { ويقول الأستاذ التربوي محمد القاضي- مدير مدرسة علي بن أبي طالب: إن الجميع مطالبون بضبط النفس سواء طلاب وطالبات في مختلف المراحل الدراسية وهم يخوضون اجواء الامتحانات، كما ان الأمر ذاته مطالب به أولياء الأمور حيث وإن الضغط على طلاب الثانوية خاصة يأتي بنتائج عكسية ويقلل من نسبة الحفظ والاستذكار التي يعتقد كثير من الآباء ان إلزام طالب الثانوية بملازمة الكتاب هو الطريقة المثلى للنجاح. ويوضح ان ذلك أمر شائع وخاطئ وتنصح جميع اولياء الأمور ان يتركوا الامور تمر بصورة طبيعية خلال ايام الامتحانات وان يسمح للطالب ممارسة أمور اعتاد عليها ولو بشكل اقل مثل الخروج للتنزه قليلاً أو مشاهدة التلفاز لفترة محددة، بحيث لا تؤثر على وقت استذكار الدروس. وينوه القاضي الى اهمية ان يولي الطلاب اهتماماً خاصاً بمراجعة الدروس وفهمها بأسلوب وطرق هادئة تساعد على سرعة استرجاع تلك المعلومات اثناء الامتحانات وان لا يهمل الطالب ويتساهل كثيراً لأنها بالفعل مرحلة تقلق جميع الاطراف اذا سارت بالطريقة الخطأ والاتكال على أساليب الغش التي كثيراً ما تحرم الطالب من استكمال الحل. ويضيف بقوله: ان ظاهرة الغش سلوك سيئ يهدد حاضر الطالب ومستقبله العلمي، وانه قد تحدث واقعة الغش هنا او هناك نتيجة لعدد من العوامل التي قد تساعد بعض التلاميذ على ان يلجأوا اليه.. مشيراً الى ان مما يساعد الطالب على بيئة الغش ان يكون المراقب ضعيف الشخصية ولا يتمكن من ضبط وحزم الأجواء الامتحانية وهو ما قد يستغله بعض التلاميذ ، او انه قد يبادر في مساعدة احد الطلاب مما يكسر حاجز الخوف والرهبة لدى التلاميذ ويجعل من الغش أسلوباً لتجاوز الاختبار وهذا خطأ فادح حسب تعبيره . طقوس المذاكرة { وفي حين تعد هذه تجربة سنوية يمر بها الطالب من كل عام، الا ان ثمة طقوساً متباينة من حيث المكان والزمان وكذا الأجواء المحيطة، التي يحرص الطالب على استحضارها خلال استذكاره الدروس وما تم تحصيله على مستوى العام الدراسي، وهو ما يعتبره كثيرون جانبا مهما يؤثر في مستوى الاستيعاب . { وهنا تؤكد الطالبة ابتسام الذيفاني - طالبة ثانوي – علمي - التزامها بعدد من الأوراق وقلم وحيد لتفريغ كل ما تحاول حفظه واكتنازه في مسودة تلك الاوراق للتأكد من أن ما تم حفظه مازال محفوراً في الذاكرة التي تخاف ابتسام من خيانتها في الامتحان الذي تستعد له بالخوف والقلق ولا تستطيع السيطرة على شعورها . { الا ان الفوضى والأوراق المبعثرة في جميع ارجاء غرفة زميلتها نادية، يعد هو الجو المفضل للمذاكرة واستذكار ما تم حفظه والاستمتاع به، وترى نادية أن الجو الغير مرتب يرغمها على البحث والمذاكرة أكثر بعكس البيت المنظم وما يوحيه لها ويشعرها بأن كل شيء على مايرام، وقد تكون الأمور غير ذلك . أما احمد عبدالجليل - طالب ثانوية ادبي- فيكشف عن طريقة أخرى لاستذكار دروسه، حيث لا يتوقف عن المشي طوال الليل وبصوت عالٍ يردد ما يحاول حفظه من المعلومات وكل ماتقع عيناه عليه في صفحات الكتب التي يستذكرها وهو واقف على رجليه طوال الليل، مستبعداً مقدرته لحفظ أية معلومة وهو جالس على كرسي او على الأرض والقناعة لديه ان استذكار الدروس بصوت عالٍ مع ممارسة رياضة المشي هو الأسلوب الأفضل لتخزين المعلومة حسب رؤيته . { إلى ذلك فان مشاعر الرغبة في النجاح والتفوق هي المسيطرة على نفسية الطالبة ياسمين ابوجلال - ثانوية علمي - المشهورة بين زميلاتها بمثابرتها ، لذلك مازالت تؤكد حتى اللحظة انها مسيطرة على الخوف والقلق الذي تكتنزه إلى يوم إعلان النتائج لأنه يوم الرعب كما تقول واليوم الذي سيحدد الطالب المجد من المهمل، فالخوف والارتباك اليوم بحسب تعبيرها يعيق حركة المذاكرة.. مبدية تفاؤلها ونصائحها لجميع طلاب الثانوية العامة بالتحلي بالصبر والثقة والهدوء النفسي . دراسات { الصداع والرعشة وصعوبة التنفس وارتفاع ضربات القلب وزيادة افراز العرق واضطراب المعدة وجفاف الحلق والفم ليست أعراضاً لمرض خطير ، او مقدمات للاصابة به، ولكنها فقط اعراض تنتاب الطلاب قبيل وأثناء موعد الامتحانات الدراسية من كل عام. هذا ما أوحت به دراسة عربية حديثة أجراها باحثان بالمركز القومي للتقويم التربوي بجامعة القاهرة، وهدفت الى قياس تأثير القلق من الامتحانات وتحديد هذا الأثر على الجانب الصحي للطالب ومدى تعرضه للمشكلات الصحية . حيث أشارت الدراسة الى تزايد القلق والخوف والانزعاج والإحباط لدى الطالب جراء خوفه من الإخفاق والفشل في اجتياز الاختبارات،كما انها أكثر الأعراض التي تداهم الطالب أثناء الاختبارات، حيث يتأثر الجهاز العصبي بكل هذه المشاعر الامر الذي يؤدي إلى صعوبة التركيز لدى الطالب وعدم قدرته على ترتيب الافكار وصعوبة في تنظيم وقته في الإجابة على أسئلة الامتحانات.. مشددة على دور الاب والام على حد سواء في مساعدة الابن الطالب على تهيئة المناخ المناسب لاستذكار الدروس وتهدئة النفس، لافتة الى تباين هذه المشكلات من طالب لآخر .