شارك المئات من وجهاء ومشائخ محافظة صعدة صباح اليوم الثلاثاء بصنعاء في ملتقى أبناء صعدة الذي دعا إليه الشيخ حسين الأحمر رئيس مجلس التضامن الوطني. وأقر المجتمعون وثيقة تؤكد حرمة الطرق والأسواق والحدود والبيوت والمرافق العامة والخاصة من التقطع والاعتداء والنهب.
وأكد الملتقى على حرمة سفك الدماء وانتهاك الحقوق والأعراض والممتلكات العامة والخاصة بين جميع أبناء المحافظة، وأن صعدة تسري عليها القواعد الدستورية والقانونية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الجمهورية اليمنية، مطالباً جماعة الحوثي بالالتزام بالبنود الست التي أوقف بموجبها إطلاق النار في صعدة.
وشددت الوثيقة على احترام قدسية المساجد، وألا تكون منابراً للخلاف والشقاق بين الناس، وأن تكون إدارة كل مسجد من أهل المنطقة المجاورة له، مع عدم جواز الاعتداء أو المضايقة أو البغضاء على الاختيار المذهبي أو الفكري "ما دام الجميع موحدين تحت راية الإسلام، مؤكدة على ضرورة منع أي جباية لأموال الناس إلا بحق الله وإدارة أجهزة الدولة إلا من أعطى بطيب نفس".
ودعا الشيخ صادق الأحمر في كلمته الحوثي إلى الانصياع لنهج الحوار "بالفكر والقلم وليس بالسلاح والنار إذا كان ينوي السلام"، والالتزام بتنفيذ النقاط الست.
أما الشيخ حسين الأحمر فقد حث أبناء صعدة على توحيد الصفوف "لمواجهة التحديات التي تحدق بهم".
وقال إن الملتقى سيشكل مرجعاً هاماً لأبناء صعدة، داعياً الدولة إلى استشعار مسؤوليتها في حماية البلد من التحديات والصراعات والانهيار الاقتصادي.
وأشار حسين الأحمر إلى أن اليمن دخلت في النفق المظلم الذي حذر منه والده قبل أربع سنوات من وفاته، "بدليل أن الدولة فقدت سيادتها في جزء من الشمال وفقدت سيطرتها في عدد من محافظات الجنوب".
أما الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان، فأشار في كلمته إلى أن الملتقى لا يحمل صفة قانونية حتى تلتزم الحكومة بما يصدر عنه، لكنه قال إن الاجتماع "يعبر عن نبض الشعب".
وطالب الحاضرين بالتوجه بطلب إلى مجلس النواب من أجل عقد جلسات طارئة لتدارس الأوضاع في صعدة.
وقال الشيخ الزنداني "نريد أن لا يكون تحقيق المطالب لأي جهة بالسلاح، ومن له طلب فليقدمه للحكومة أو إلى مؤتمرات شعبية".
ودعا أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول إخوانهم أبناء صعدة التي تعاني كارثة منذ قرابة سبع سنوات، بعد 6 جولات من الحرب بين قوات الجيش ومسلحي الحوثي.
من جهته، طالب النائب صخر الوجيه الحكومة القيام بواجبها الدستوري والقانوني وعدم توظيف الحرب لتصفية الحسابات.
ودعا الوجيه مشائخ ووجهاء صعده، للعمل على لم الشمل وإخماد الفتنه وصون وحقن الدماء، داعياً في السياق ذاته العلماء إلى القيام بواجبهم.
وطالب النائب الوجيه الحوثيين إلى تنفيذ النقاط الست والابتعاد عن ترديد الشعارات لأن ما يقومون به خلافاً لما يرددونه وأن من يموت هو المواطن اليمني سواء كان في الجيش أو مواطناً عادياً.
إلى ذلك، اعتبرت الوثيقة التي وقعها مشائخ من صعدة، الملتقى الذي أقيم اليوم مرجعاً لهم واعتماد منهج الحوار أساساً لحل الخلافات المذهبية أو الفكرية أو السياسية، معتبرين الوثيقة "وثيقة إخاء وسلام" وحلفاً وعهداً لكل أبناء صعده الموقعين عليها بأنهم يد واحدة في مواجهة من يعتدي على أي قبيلة أو فئة أو مواطن وملتزمين بالنصرة بكل الوسائل حتى يردع المعتدي ويرجع عن عدوانه.