دانت هيئة شورى الإصلاح بمحافظة تعز ما وصفته إصرار السلطة على تحويل تعز إلى قرية، بتأخير المشاريع التنموية وتعطيل ميناء المخاء ومطار تعز الدولي، وهما المشروعين اللذين كانا يمثلان أهم معالم المحافظة ومواردها الاقتصادية في السبعينات والثمانيات. وعقدت هيئة الشورى المحلية للإصلاح بتعز دورتها الاعتيادية السابعة صباح أمس، حيث استمع الحاضرون إلى تقرير أداء المكتب التنفيذي للنصف الأول من العام الجاري وأثروه بنقاشاتهم وملاحظاتهم وتوصياتهم التي عكست مدى الوعى والتفاعل، مشيدين بالانجاز الذي تحقق، ومطالبين بمزيد من العمل و الإتقان في مجال البناء التنظيمي والسياسي والى مزيد من الالتحام بالجماهير ورفع معاناتهم ومشاركتهم لصناعة مستقبل مشرق خالي من أدران الاستبداد ولوثات الفساد ومظاهر الجهل والظلم والتخلف. حسب تعبيرهم.
ودانت تضييق السلطات المحلية على الحريات وما وصفته "خنق" الفعاليات الجماهيرية، مشيدين بأبناء المحافظة الذين انخرطوا في النضال السلمي وانجحوا الفعاليات السلمية المتعددة والتي كان آخرها الفعالية الجماهيرية الحاشدة التي تمت في يوم الخميس الماضي.
وأبدت الهيئة قلقها تجاه إبقاء أزمات البلاد مفتوحة وخاصة أزمة صعدة والقضية الجنوبية والأزمة السياسية المزمنة. مطالبين السلطة بالجدية في حل هذه المشاكل وضبط الاختلالات الأمنية في مختلف المحافظات والوقوف بصرامة أمام ناهبي الأراضي والعابثين بحقوق الناس.
وقد باركت هيئة الشورى ما توصلت إليه أحزاب اللقاء المشترك وشركائه مع الحزب الحاكم حول آلية تنفيذ اتفاق فبراير وما نتج عنه من آليات عملية وتدعوا الجميع إلى اخذ مسؤولياتهم التاريخية بصدق وجدية وعدم تفويت هذه الفرصة لإخراج البلاد من النفق المظلم كما تدعوا الهيئة لجنة الحوار وكافة القوى الوطنية الى اعتبار توفير القوت الضروري لأبناء الشعب اليمني وصيانة دمه وتامين مستقبله هي أولويات العمل الوطني الذي يجب ان تنصب عليه الجهود والبرامج الإنقاذية وحذرت هيئة الشورى من مغبة السير المنفرد في إجراءات أحادية سواء ما يتعلق بالانتخابات او المواضيع الأخرى الداخلة في صميم أعمال ومهام لجنة الحوار وهو ما يعد التفافا على الاتفاق وتفخيخاً للجهود المبذولة من اجل إخراج البلاد من أزماته المستفحلة.
كما وقفت الهيئة أمام الأوضاع المتردية التي تعيشها بلادنا عموما ومحافظة تعز بصورة خاصة وما آلت إليه من أوضاع سيئة نتيجة "لسياسة التهميش المتعمد وتغيب المشاريع الضرورية" رغم الوعود المتكررة وآخرها وعود احتفالات عيد الوحدة والذي مر دون حل لمشكلة مياه تعز المزمنة والصرف الصحي وإيقاف التدهور المستمر للخدمات الصحية وانهيار العملية التعليمية وتفاقم مشكلة البطالة واستمرار مخالفة المعايير الموضوعية للتوظيف واستئثار الأبناء والأقارب والمتنفذين للدرجات الوظيفية إضافة إلى ارتفاع فواتير المياه والكهرباء والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وتدهور العملة الوطنية المستمرة بينما مستوى الدخل ثابت عند حده المتدني والمتآكل للموظفين المدنيين والعسكريين ناهيك عن العاطلين عن العمل وفاقدي مصادر الدخل.
وثمنت هيئة الشورى نجاح تجربة اللقاء المشترك ودعت إلى تطوير هذه التجربة وتحويلها إلى رافعة للعمل الجماهيري وتنضيج النضال السلمي.