في أجواء شهر رمضان، تزدحم قائمة الصائم بنشاطات متعددة تجعل من الوقت المخصص لممارسة بعض الرياضات ضيقا جدا، خصوصا بالنسبة للاعبي كرة القدم، إذ أن الوقت الوحيد المتاج للعب هو بعد وقت الإفطار. ومن أجل هذا، أعلن المسؤولون في اتحاد كرة القدم الإماراتي تأجيل بدء الدوري إلى منتصف شهر رمضان، ولتبدأ جميع المباريات الساعة العاشرة مساء، أي بعد أن يكون اللاعبون قد تناولوا طعام الإفطار، وأدوا صلاة التراويح.
ووفقا لكابتن فريق نادي الوحدة، حيدر علي، اعتاد اللاعبون على عدم تناول الطعام والشراب خلال النهار، وحتى وقت الغروب، وذلك تنفيذا لإحدى أركان الإسلام، وهي صوم شهر رمضان.
يقول علي: "نحن معتادون على ذلك منذ كنا صغارا، كما أننا كلاعبين محظوظون جدا لأننا نعيش في بلد مسلم، يتفهم فريضة الصوم، وعدم إمكانية لعب الكرة خلال اليوم." روابط ذات علاقة
من جهته، يؤكد طبيب الفريق حاتم جمعة أن اللاعبين يتغيرون جسديا خلال هذا الشهر، إذ يقول: "ابتداء من الأسبوع الثاني وحتى نهاية الشهر الفضيل، نلاحظ تغيرا في أجساد اللاعبين، فالأداء يهبط بشكل كبير، كما أنهم متعبون طوال الوقت."
غير أن هذا الأمر لا يتوافر في بلدان أخرى، خصوصا غير الإسلامية منها، فاللاعبون في تلك الدول يواجهون محنة بالموازنة بين أداء فريضة إسلامية، والالتزام مع أنديتهم.
فلاعب ريال مدريد مسعود أوزيل قرر التركيز على لعب كرة القدم خلال رمضان، إذ يقول: "بسبب عملي لا أستطيع صوم الشهر كاملا، بل أتمكن فقط من الصوم في الأيام التي لا ألعب فيها."
وجهة النظر الإسلامية في هذا الأمر أصدرتها جامعة الأزهر المصرية، التي أفتت بجواز عدم صوم اللاعبين الذين يتخذون من الرياضة مهنة لهم.
إلا أن العديد من اللاعبين يصمم على خوض تجربة الصيام حتى أثناء اللعب، فعدد من فرق كرة السلة الأمريكية قررت نقل جميع تدريباتها إلى فترة ما بد الإفطار وحتى الساعة الرابعة صباحا، وذلك مراعاة للاعبين المسلمين في الفريق.
غير أن أكثر ما يقلق الأطباء بالنسبة للاعبين في رمضان هو قلة شرب المياه، مما قد يؤدي إلى الجفاف وبالتالي زيادة فرص الإصابات، إذ يقول حاتم جمعة: "في رمضان، لا نأكل ولا نشرب، وبالتالي فعلينا توفير كمية أكبر من المياه بعد الإفطار، وذلك للتخفيف من الجفاف.
