يتناول المهاجم السنغالي ديمبا با الطعام والشراب خلال فترات الصوم في أيام المباريات فحسب، ولكن مهاجم نادي هوفنهايم الألماني يحرص فيما عدا ذلك على الالتزام بقواعد الصوم، حيث يمتنع عن الطعام والشراب من طلوع الشمس وحتى غروبها. ويحاول اللاعب البالغ من العمر 24 عاما إيجاد الطريق الوسط بين ممارسة تعاليم دينه ودوره كرياضي محترف.
ويتعين على با اظهار قدراته خلال التدريبات على الرغم من خواء معدته، حيث ان مدربه رالف رانغنيك لا يضع في اعتباره كثيرا مسألة الصوم ويقول: «إنه (با) يصوم منذ سنوات طويلة وقد اعتاد على ذلك». ويقف اللاعبون المسلمون أمام سؤال مهم وهو :هل نصوم أم لا؟ وكيف يمكن الجمع بين الصيام وأداء المهام التي تتطلبها كرة القدم؟ ويحاول اللاعبون المسلمون أمثال با وزميله الفرنسي الذي تحول للإسلام فرانك ريبيري الرد على هذا السؤال، حيث قال ريبيري الذي يظهر وهو يصلي قبل انطلاق المباريات:»أصوم في أيام الأجازات ولكني لا أصوم عندما يتعين عليّ اللعب».
ويتفق لاعب المنتخب الالماني سيردار تاسكي مع زملائه في هذا الرأي، ويقول إنه يقوم بالتنسيق مع أطباء الفريق في ما يتعلق بمسألة الصوم تجنبا للتعرض لأي مخاطر صحية.
أما مسعود أوزيل لاعب نادي فيردر بريمن والمتحدر من أصول تركية فيتخلى عن فريضة الصوم، حيث يقول إن ممارسة الصوم كانت تشعره بالإعياء وتصيبه بالصداع. كما أن لاعبة المنتخب النسائي الألماني فاطمير باغراماغ والمتحدرة من كوسوفو، تتناول الطعام والشراب بشكل طبيعي للغاية خلال بطولة كرة القدم النسائية في فنلندا.
من جهته، يشدد رئيس قسم الطب الرياضي في جامعة هامبورغ كلاوس ميشائيل براومان، على أهمية تناول اللاعبين للسوائل، ويشدد على أن عدم تناول اللاعب لكميات كافية من السوائل قد تكون له «نتائج كارثية على قدرة الانجاز لدى اللاعب». ولكن براومان أكد في الوقت نفسه وجود بعض المبالغة في تقدير الآثار السلبية لشهر رمضان. وينجح القليل من اللاعبين في اجتياز «الاختبار الصعب» لشهر رمضان ومن بينهم اللاعب عبدالعزيز أحانفوف الذي لا يلعب لناد معين في الوقت الحالي والذي يقول: «الأيام الأولى في رمضان تكون شاقة ولا تخلو من ألم هنا أو نغزة هناك». ولكن اللاعب المغربي يتجاوز رمضان بعد ذلك دون أن يؤثر ذلك على أدائه، حيث نجح عام 2004 وخلال شهر الصوم في تسجيل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة (هاتريك). وعادة ما يحرص التونسي جوهر المناري على الصيام في شهر رمضان، ولكن لاعب نورنبرغ اضطر لقطع الصوم هذه المرة بسبب إصابته بالانفلونزا مستخدما بذلك الرخصة التي تسمح للمريض بالافطار.
ولكن مناري يؤكد أنه سيعيد صوم كل يوم أفطره. وهناك أيضا شخصيات رياضية بارزة تحرص على الصوم في الوسط الرياضي الإيطالي مثل الغاني مونتاري من نادي انتر ميلان. وأخرج المدرب مورينيو لاعب وسط الفريق بعد نصف ساعة من انطلاق المباراة ضد باري في الدوري المحلي في بداية الموسم بسبب أدائه الضعيف الذي أرجعه إلى الصيام. ويرى مورينيو أن رمضان يأتي هذا العام في توقيت غير مناسب بالنسبة لمونتاري. ولكن مثل هذه الآراء تثير حفيظة بعض المسلمين، حيث قال رئيس الجاليات والمنظمات الاسلامية في إيطاليا محمد نور داشان إنه «من غير المقبول القول إن أداء لاعب كرة القدم يقل في رمضان». وأضاف: «كل مؤمن بغض النظر عن ديانته يحظى بالهدوء العقلي وتزداد قدرته على الانجاز».